أعلن تنظيم «داعش»، امس ان منفذي الاعتداء على كنيسة بمنطقة نورماندي شمال فرنسا، وأسفر عن مقتل كاهن ذبحا، هما «جنديان» في صفوفه.
وذكرت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم الارهابي في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أن «منفذي هجوم كنيسة نورماندي في فرنسا هما جنديان من الدولة الاسلامية»، مضيفة انهما «نفذا العملية استجابة لنداءات استهداف دول التحالف الصليبي».
وقتل كاهن ذبحا في عملية احتجاز رهائن في كنيسة في سانت اتيان دو روفريه نفذها رجلان قتلتهما الشرطة. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي تفقد مكان حصول الاعتداء إن الرجلين أعلنا انتماءهما الى تنظيم «داعش». وكان الرجلان وصلا الى الكنيسة اثناء القداس، واحتجزا خمسة اشخاص داخلها، قبل ان يذبحوا الكاهن ويجرحوا شخصا آخر وضعه حرج، قبل أن تتدخل القوات الخاصة للشرطة وتقتلهما.
وأعرب البابا فرنسيس عن الالم والصدمة ازاء الاعتداء على الكنيسة، واصفاً العملية بـ»الجريمة الهمجية».
وجاء في بيان صادر عن الفاتيكان: «نشعر بالصدمة لحصول هذا العنف الرهيب في كنيسة، في مكان مقدس يجسد حب الله، ازاء هذه الجريمة الهمجية التي قتل فيها كاهن واصيب مؤمنون». وتابع «هذا الخبر المروع الجديد يضاف الى سلسلة اعمال عنف خلال الايام الاخيرة اصابتنا بالصدمة واثارت الما كبيرا وقلقا»، ناقلا تضامن الفاتيكان مع الرعية المستهدفة ومجمل الشعب الفرنسي.
هولاند: داعش
أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن محتجزي الرهائن في كنيسة في سانت اتيان دو رفاريه قرب مدينة روان بمنطقة نورماندي في شمال غرب فرنسا هما «إرهابيان أعلنا الانتماء إلى داعش». وأضاف في مكان الاعتداء أن «ضربة وجهت للكاثوليك، لكن الفرنسيين جميعا معنيون»، داعياً الفرنسيين الذين صدمهم اعتداء نيس في 14 تموز إلى «التماسك» بمواجهة «الإرهاب وتشكيل كتلة لا يستطيع أحد أن يصدعها».
وتابع: «أعلن داعش الحرب علينا ويجب أن نخوض هذه الحرب بكل السبل مع احترام سيادة القانون، فهو ما يجعلنا ديمقراطية».
وعبر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس عن إحساسه «بالرعب من هذا الهجوم البربري»، وقال إن «كل فرنسا وكافة الكاثوليك يحسون بالألم».
وقال أسقف مدينة روان الذي يحضر اجتماعا كاثوليكيا في بولندا «أتضرع إلى الله وادعو جميع الخيرين وغير المؤمنين إلى التضرع. الكنيسة الكاثوليكية لا تملك سلاحا سوى الصلوات والأخوة بين البشر».
يذكر أن فرنسا كانت في حالة تأهب أمني منذ قام شخص بقيادة شاحنته وسط حشود كانت تحتفل بالعيد الوطني في مدينة نيس، وقتل منهم 80 شخصا.
ذبحوا قسيس كنيسة
ومدينة Rouen التي اقتحم مسلحان كنيستها، وأحدهما ذبح قسيسها ، هي التي أبصر فيها الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند النور قبل 62 سنة، وفق ما قرأت «العربية.نت» عنه وعنها في موقع «ويكيبيديا» المعلوماتي، وربما اختارها المنفذان للعملية الإرهابية التي انتهت بمقتلهما برصاص الشرطة فيما بعد، لإحراجه هو بالذات، ولإيصال رسالة دموية الطراز، بأن يد الإرهاب المتأبط شرا بفرنسا يمكنها الوصول حتى إلى مسقط رأسه وعتبة داره.
المدينة الواقعة على ضفة نهر «السين» الشهير، والبعيدة في الشمال الفرنسي 123 كيلومتراً عن باريس، كانت سابقاً العاصمة التاريخية للنورماندي، وهي الآن عاصمة Seine–Maritime أو مقاطعة «مصب السين» التابعة لمنطقة النورماندي نفسها، وربما في كنيستها Saint–Etienne–du–Rouvray تم تعميد فرنسوا أولاند مسيحياً بعد ولادته في 12 أغسطس 1954 في المدينة البالغ عدد سكانها حالياً 114 ألفاً، من دون ضواحيها.