Site icon IMLebanon

الاحوال مش ماشية*** والفراغ يتمدد*** والكلام على “التاسيسي” لم يطو

الأحوال «مش ماشية»… تأجيل بتأجيل

الفراغ يتمدد… وكتلة «المستقبل» لم تصوت على تبنّي عون

في إنتطار الجلسة «أم 44»  أضحت الجلسة الرقم 43 لانتخاب رئيس جمهورية، في سجلات الارشيف الرئاسي العابق برائحة العجز السياسي وارادة التعطيل، بعدما مرت بهدوء لا مثيل له، حتى ان احدا ، باستثناء النواب الـ 31 والقلة القليلة من الاعلاميين الذين حضروا الى المجلس لمعاينة وتغطية حلقة جديدة من مسلسل «النصاب المسلوب»، لم يشعر بها، ولا استفز شغور العامين وشهرين أياً من المسؤولين الذين تحاوروا الاسبوع الماضي حول كل شيئ الا الرئاسة وكأنهم استسلموا لسياسة الامر الواقع ورفعوا الراية البيضاء. يحتار اللبنانيون امام الاستحقاق، بعدما عجزت مساعي الداخل وصولات وجولات الخارج عن انقاذ قصر بعبدا من غبار الفراغ الكثيف. وحدها لعبة المبادرات والمبادرات المضادة، تملأ الوقت المستقطَع، وتلهي الرأي العام تارة بمجلس شيوخ واخرى بلامركزية ادارية، فيما بات البعض يعوّل على معركة حلب كرهان جديد في سياق المراهنات الخارجية على فك أسر الرئاسة اللبنانية باعتبار ان نتائجها قد تنسحب على الداخل لترجيح كفة هذا المرشح او ذاك تبعاً لموازين الربح والخسارة.

فقط شهر كامل

لم تعقد الجلسة 43 لانتخاب الرئيس بسبب تعطيل نصابها من قبل نواب حزب الله والتيار الوطني الحر وتيار المردة، فأرجأها رئيس مجلس النواب نبيه بري شهرا كاملا إلى 7 أيلول المقبل، ما قطع الطريق امام كل التوقعات التي كانت تحدثت من جهة عن انتخاب محتمل في آب الجاري، وروّجت لها في شكل خاص أوساط 8 آذار والتيار الوطني الحر، ومن جهة ثانية عن ضرورة انتخاب رئيس قبل ايلول المقبل، موعد الاستحقاق الرئاسي الاميركي الذي قد يقذف الرئاسة في لبنان الى ربيع العام 2017.

السنيورة: «مش ماشيه»

 وفي حين سجّل حضور31 نائبا فقط الى البرلمان، عقد الاجتماع التقليدي الذي يجمع على هامش كل جلسة رئاسية رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة ونائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان. وفي أعقابه، خرج الرئيس السنيورة ليؤكد ان الامور في البلاد «مش ماشية». وفي الموازاة، أوضح ان «لم يحصل تصويت داخل كتلة «المستقبل» في شأن ترشيح رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، مؤكداً التمسك بترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية. وعن حديث النائب محمد رعد في الحوار عن ضرورة الاتفاق على رئيس للجمهورية، قال السنيورة «ان هذا الكلام ايجابي، إلا إذا كان رعد يريد أن يكون هذا الاتفاق «اتفاق اذعان»، وهذا أمر نرفضه، لأن الاتفاق عادة يجب أن يكون بالرضا وليس بالإذعان».

دراسة… لا تصويت

 نفى عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر عبر «المركزية» المعلومات التي تحدّثت عن تصويت داخل اجتماع كتلة «المستقبل» على تبنّي ترشيح عون، موضحاً ان «الكتلة «ناقشت» الملف الرئاسي، فأبدى كل نائب رأيه في الازمة والترشيحات المُعلنة، ولم يجرِ تصويت، لكن معظم نوّاب الكتلة عبّروا عن رفضهم لخيار تبنّي ترشيح عون وتمسّكهم بدعم ترشيح النائب فرنجية». الى ذلك، لفت الجسر الى ان «مناقشات «ثلاثية الحوار» ونتائجها «ستخيّم» على اجواء الجولة 32 للحوار الثنائي المُقرر عقدها الثلثاء 16 الجاري، اذ سنسعى «اذا امكن» للبحث عن سبل «مساعدة» لحل المسائل المطروحة على طاولة الحوار الشامل».

الخميس جلسة عادية

 على صعيد آخر، وفي حين يعقد مجلس الوزراء الخميس جلسة عادية لن تكون التعيينات العسكرية او الامنية على جدول أعمالها، اذ من المقرر ان يُستكمل خلالها البحث في ملف الاتصالات وهيئة أوجيرو، وجه وزير الاتصالات بطرس حرب رسالة إلى رئيس الحكومة يطلب فيها الطلب إلى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل تزويد رئيس الحكومة أو الأمانة العامة لمجلس الوزراء نسخا من الدعاوى الـ45 التي أفاد باسيل في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة أنه تقدم بها ضد المدير العام للوزارة عبد المنعم يوسف، ومن بينها دعوى تزوير مستند وارد من الشركة القبرصية CYTA، وذلك خلال تولي باسيل وزارة الاتصالات. وطلب حرب في كتابه أيضا أن يزود باسيل الرئيس سلام أو الأمانة العامة لمجلس الوزراء الجهات القضائية التي قدم الدعاوى لديها أو أرقام تسجيل هذه الدعاوى في سجلات وزارة الاتصالات ولدى أمانة سر الوزير، ليصار بعدها إلى إطلاع حرب عليها تمكينا له من متابعتها وفق الأصول والأنظمة المرعية الإجراء. ويأتي هذا الكتاب بعدما رفض وزير الخارجية تسليم حرب نسخة من هذه الدعاوى ، لدى مطالبته بنسخ عنها.

قرارات المخيمات

 أمنيا، حقق الجيش اللبناني في صيدا إنجازاً مهما إذ أوقفت دورية من مخابراته الفلسطيني محمود. د في محيط مخيم عين الحلوة المتهم بارتباطه بـ»جند الشام» والمشاركة في القتال ضد الجيش اللبناني. كما سلم الفلسطيني محمد توفيق طه، نجل قائد كتائب عبدالله عزام توفيق طه، نفسه الى مخابرات الجيش عند الحاجز العسكري لمخيم عين الحلوة قرب مستشفى صيدا الحكومي. وتوازياً، اتخذت قيادة الأمن الوطني الفلسطيني قرارات تناولت تعيينات في مواقع امنية. ووصفت مصادر فلسطينية لـ»المركزية» هذه التعيينات «بأنها تندرج في إطار عملية تفعيل دور الامن الوطني الفلسطيني في مخيمات لبنان لا سيما عين الحلوة لمواجهة تداعيات وتطورات المرحلة المقبلة»، مشيرة إلى «ان هذه التعينات كان حملها معه المشرف على الساحة اللبنانية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء عزام الاحمد».

النفايات لن تعود

 حياتيا، تفقد وزير الزراعة اكرم شهيب الأعمال الجارية في مطمر الكوستابرافا مطلعا على المراحل المنجزة، يرافقه عدد من المعنيين. وطمأن الى ان «النفايات لن تعود الى الشوارع، لا في العاصمة ولا في الساحل ولا في الاقضية التي شملتها خطة النفايات الصلبة المنزلية»، مشيرا الى ان «وضع الشوف وبعض عاليه طور المعالجة»، ولافتا الى ان «تم توقيع العقد مع منطقة برج حمود وساحل الجديدة وأعتقد أنها بداية للعمل في المرحلة الاولى».

البحث عن «الاسم الخامس» وراء تفاؤل برِّي

يتوقع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان يتم ملء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل نهاية العام الجاري وقد اكد ذلك علانية وفي اكثر من موقف اعلامي وكلام منسوب اليه في الآونة الاخيرة. علما انه كان سبقه الى مثل هذا التوقع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي اكد بدوره وجود معطيات لديه دفعته الى تكوين هذا الموقف.

وتحدثت مصادر عين التينة في هذا السياق عن مؤشرات محلية واقليمية ودولية لدى الرئيس بري املت عليه الافصاح عن توقعه بقرب انتخاب الرئيس ومنها:

لبننة الاستحقاق

اولا: رهان رئيس المجلس على لبننة الاستحقاق في ظل انشغال العالم وتحديدا المعنيين بالوضع اللبناني، من اميركيين واوروبيين بشؤونهم الانتخابية والداخلية وفي القضايا الاكبر في منطقة الشرق الاوسط، اذ تعد المشكلة اللبنانية تفصيلا ثانويا بالنسبة الى ما يجري في كل من سوريا والعراق وليبيا وسواها من الدول العربية والاسلامية التي تصارع من اجل وقف القتل واستعادة الامن والاستقرار.

ثانيا: وعي اللبنانيين والمسؤولين خصوصا لخطورة استمرار الفراغ وتعطيل المؤسسات الدستورية والادارية والوصول الى قناعة ان لا بد في النتيجة من التلاقي والحوار حول سائر الامور المختلف عليها وفي مقدم ذلك الاستحقاق الرئاسي واعادة تفعيل عمل المجلس النيابي والحكومة.

المساعي الحثيثة

ثالثا: استمرار المساعي والاتصالات سواء التي كلف بري معاونيه القيام بها او تلك التي يتولاها بعض القيادات مثل رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري الذي يبذل بدوره عربيا ودوليا مساعي لاخراج الوضع اللبناني من عنق الزجاجة العالق فيه.

رابعا: انتهاء المعركة الدامية الجارية في حلب التي ستدفع نتائجها الى تبدل في الاوضاع القائمة حاليا سواء في سوريا أو حتى في لبنان والمنطقة، والرهان تاليا ان تؤدي التداعيات الى ما يوفر للبنان بعض الحلول لمشكلاته ومنها بالطبع ملء الشغور الرئاسي وتفعيل المؤسسات الدستورية المعطلة نتيجة استمرار الفراغ في رئاسة الجمهورية وانسحابه على سائر مفاصل الدولة.

البحث عن »الخامس«

خامسا واخيرا: تكوين اقتناع لدى المراجع السياسية والدينية المحلية والخارجية بضرورة البحث عن اسم خامس خارج اطار الاسماء الاربعة المطروحة لملء الشغور الرئاسي وذلك في ضوء تخوف البعض من ان يؤدي طول امد الفراغ الى فقدان المسيحيين في لبنان هذا المركز الوحيد المتبقي لهم في العالمين العربي والاسلامي، اضافة الى ان هناك تخوفا ايضا من ان ينتج عن الهريان الحاصل في ادارات الدولة والفساد المستشري في مؤسساتها والصعوبات المالية والاقتصادية التي تطاول الاكثرية الساحقة من اللبنانيين وحتى النازحين، الى انفجار يهز الامن والاستقرار في البلاد خصوصا ان ثمة ايدي تسعى منذ فترة الى خربطة الاوضاع في لبنان بما يؤدي الى رفع الغطاء الذي يحول حتى اليوم دون تفلت الامور سواء من خلال العمليات الاستباقية التي يقوم بها الجيش اللبناني والاجهزة العسكرية او من خلال تدارك القيادات لمنع توسع الاحداث الفردية والمسارعة الى ضبطها وحصرها في الاطار الفردي او العائلي.