عاد ملف الازمات الاجتماعية في الداخل ليتصدر الاولويات الضاغطة نسبة لخطورة نتائجه وانعكاساته على أطراف هذه الازمات من جهة واللبنانيين عموما من جهة ثانية، خصوصا ان موجات الاحتجاج تطاولهم مباشرة وتضيف الى معاناتهم اليومية كمّاً من الضغط لم يعد أحد من بينهم قادرا على تحمله سيما حينما يحتجزون في سياراتهم لساعات، فقط لان بعض المتظاهرين، في غض النظر عن أحقية مطلبهم، قرروا قطع الطرق التي تشكل الشريان الحيوي للعاصمة في وقت الذروة.
المياومون يحبسون الناس في سياراتهم
الملف المطلبي عاد الى واجهة الاهتمام مع تصعيد المياومين في مؤسسة كهرباء لبنان تحرّكهم الإحتجاجي على عدم تثبيتهم في المؤسسة، فقطعوا صباحا الطريق العام أمام المقرّ الرئيسي للمؤسسة – منطقة النهر في الإتجاهين ما تسبب بزحمة سير خانقة امتدت من الكرنتينا حتى نهر الكلب وحصلت مواجهات مع القوى الامنية بعدما عمد المحتجون الى اشعال الاطارات في وسط الاوتوستراد واعتدوا على سيارات الإطفاء التي حاولت فتح الطريق ولما نجحت انتقل المحتجون إلى مقرّ مجلس الخدمة المدنية في فردان حيث أعلنوا من هناك، أن «المجلس كان متعاطفاً مع قضيتنا، وقرر تأجيل المباريات المقررة السبت، الى أجل غير مسمى إلى حين تهدئة الأجواء».
الحل بدأ بالرئاسة
وبقيت المشاورات تدور في فلك الحوار الثلاثي وارتداداته، على رغم عدم انتاجيته، فعرض رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال لقاء الاربعاء النيابي لما جرى على طاولة الحوار ولردود الفرقاء على الطروحات التي قُدمت، وشدد على ضرورة تحمل الجميع مسؤولياتهم للخروج من الازمة، وقال: «اتّفقنا في الحوار على الحل بدءًا من رئاسة الجمهورية لأن انتخاب الرّئيس وحده لا يحل المشاكل والأزمات السّياسيّة القائمة». واشار بعض النواب الى أجواء ايجابية معتبرين ان الكرة باتت في ملعب الكتل السياسية لتسمية مندوبيها في جلسة الحوار المزمع عقدها في 5 ايلول المقبل.
الحل او …. المجهول
وغداة اللقاء الذي جمع الرئيس بري ووزير الخارجية جبران باسيل وخصص في معظمه للبحث في الملف النفطي، استمرت فصول الانفتاح «العوني – البريّ» حيث زار وزير التربية الياس بو صعب عين التينة واكد بعد اللقاء انه تناول والرئيس بري الى الملفات التربوية، مواضيع اخرى خصوصاً طاولة الحوار،» وقد طُرحت خلالها افكار يمكن ان تساعد على اخراج لبنان من الازمة، وإن وزير الخارجية يتابع مشاوراته في هذا الموضوع ويعالج كل المواضيع وهناك تقارب في وجهات النظر مع دولته خصوصاً على طاولة الحوار، واكد الرئيس بري ان هناك الكثير من التناغم في الافكار الوطنية لإيجاد حل للازمة. وشعرت ان من الأن وحتى نهاية العام اذا لم نتمكن من الوصول الى حل فإن لبنان سيدخل في ازمة اكبر وتصبح حلولها مختلفة عن المتاحة لنا اليوم».
البلوكات دفعة واحدة
وافادت مصادر قريبة من عين التينة «المركزية» ان مقاربة الملفات النفطية كما السياسية لم تعد متباعدة بين عين التينة والرابية بيد ان الجانبين لا يقرران وحدهما في الملفات والاستحقاقات الوطنية التي تستوجب اتفاقا بين القوى السياسية كافة، الا ان تقاربهما يمكن ان يؤسس للانطلاق في الحلول لكثير من الملفات العالقة. واشارت الى ان الرئيس بري مع تلزيم البلوكات النفطية كلها دفعة واحدة حرصا على حفظ حق لبنان في ثروته وان من شأن وضع ملف النفط على سكة التنفيذ ان يعيد للدولة اللبنانية صدقيتها في الخارج ويوفر فرص عمل لآلاف اللبنانيين وينهض الوضع الاقتصادي من كبوته من خلال خفض الدين العام.
الراعي يعرض ملف لاسا
وحضرت قضية الخلاف العقاري في «لاسا» في لقاءات البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان حيث اجتمع بكاهن رعية البلدة الخوري شمعون عون والمحامي اندريه باسيل وكان عرض لملف الأراضي في لاسا. وخصص الاجتماع لجوجلة الأفكار بين اللجان المعنية وُوضع الراعي في صورة ما يجري في البلدة والمساعي لحل الخلاف، كي يتمكن من مواصلة العمل، وسط مؤشرات الى «نوايا طيبة لدى مرجعيات الطائفة الشيعية لانهاء الملف»، حيث من الممكن حصول لقاء قريب في هذا الشأن بين البطريرك الراعي ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان .
…. في بعلبك
وزار الراعي بعد الظهر مطرانية الروم الكاثوليك في بعلبك يرافقه راعي ابرشية بعلبك المارونية المطران حنا رحمة والتقى فاعليات ورؤساء بلديات المنطقة وتم التشاور في شأن القرى المسيحية الحدودية ومعاناتها نتيجة الظروف الحالية والمخاطر المحدقة بها وسبل حماية الاهالي وتعزيز وجودهم في أرضهم.
نصرالله يطل السبت
وفيما يعقد مجلس الوزراء اليوم جلسة عادية لاقرار بنود جدول اعماله، تترقب الاوساط السياسية الكلمة التي سيلقيها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله « في المهرجان المركزي لمناسبة الذكرى العاشرة للانتصار في حرب تموز 2006 تحت عنوان «زمن الانتصارات» الخامسة عصر السبت المقبل في باحة مجمع موسى عباس، في مدينة بنت جبيل. ومن المتوقع ان يتطرق نصرالله في اطلالته بعد التذكير ببطولات وانجازات المقاومة في حرب تموز والمواقف المعهودة لجهة ضرورة استمرار المقاومة لحماية لبنان والمنطقة من الاطماع الصهيونية الى الملف السوري في ضوء التطورات الميدانية ومعارك «الكر والفر» في حلب بين المعارضة والنظام كما سيواصل حملة الحزب على المملكة العربية السعودية من زاوية «علاقاتها مع اسرائيل» التي لا ينفك يؤكدها اكثر من مسؤول في الحزب.