زحمة ملفات وقلّة معالجات للقضايا المعلّقة على شباك الخلافات السياسية، في حين يبدو الاسبوع الرسمي الطالع بعد عطلة عيد السيدة الاثنين المقبل مفتوحاً على جديد رئاسي عبر الممر المصري، كشف النقاب عنه امس السفير في لبنان محمد بدر الدين زايد.
مصر تقدم كل الدعم
ففي غياب اي مؤشرات من الداخل او الخارج في اتجاه انجاز الاستحقاق الرئاسي مع قذف موعد جلسة الانتخاب الى 5 ايلول والحوار الوطني الى 7 منه، برز مسعى مصري منسّق فرنسيا في هذا الاتجاه، مهد له السفير في لبنان من خلال جولة لقاءات عقدها مع كبار المسؤولين وبعض القادة السياسيين آخرهم الخميس رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وأعقبه امس الجمعة بالاعلان عن زيارة لوزير الخارجية سامح شكري الى بيروت الثلاثاء المقبل فاوضح من وزارة الخارجية بعد اجتماعه بالوزير جبران باسيل انه بحث معه في ترتيبات زيارة شكري الى لبنان التي تأتي في توقيت مهم للغاية اقليمياً ولبنانياً. وقال ان مصر حريصة على تقديم كل الدعم الممكن للبنان في المرحلة الراهنة، ونحن جميعاً ندرك التحديات التي تمر بها المنطقة ودقة الموقف الاقليمي، من هنا، جاء الحرص المصري على التفاعل المصري -اللبناني الآن. إن الزيارة ستؤكد على معاني عدة وعلى توجهات محددة أهمها طبعاً ضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي وتأكيد العلاقات الخاصة التي تربط مصر بكل مكونات لبنان، ومصر حريصة على هذه العلاقات الاستراتيجية والفريدة». واشار الى ان « الزيارة ستحمل أفكارا جديدة في ما يتعلق بكيفية التفاعل مع الشأن اللبناني، وستكون بداية أو تحريكاً للموقف ان شاء لله. وكشف ان الزيارة تهدف لتحضيرالاجواء لانتخاب رئيس، فهذا التطور ضروري للبنان الذي يحتاج اليوم الى رئيس أكثر من اي مرحلة سابقة، والمشهد الاقليمي اثبت انه لا يمكن الانتظار أكثر من هذا الوقت، وبالتالي نحن سنبدأ هذه العملية ونأمل في أن تسفر عن النتيجة المطلوبة.
مصر والدور
وعلم ان السفير زايد طلب مواعيد لشكري مع القيادات السياسية المسيحية ومسؤولين اخرين ورؤساء الاحزاب الفاعلة للبحث معهم في المسعى المصري لتحريك الجمود الرئاسي، في وقت تعيد مصر تعزيز موقعها في المنطقة كلاعب اقليمي بعد اضطلاعها بدور هام في اطار مبادرة فرنسا اعادة احياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين واسرائيل.
وحضر مؤتمر اللجوء الذي يعقد في الامم المتحدة في نيوريوك في 19أيلول المقبل بين الوزير باسيل والسفيرة الاميركية إليزابيت ريتشارد، حيث كان عرض للتحضيرات وملفات البحث اضافة الى المساعدات الاميركية للجيش.
نصرالله يطل اليوم
وسط هذه الاجواء، وعلى وقع الحماوة الاقليمية، يطل امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله عصر اليوم في المهرجان المركزي لمناسبة الذكرى العاشرة للانتصار في حرب تموز 2006 تحت عنوان «زمن الانتصارات» في بنت جبيل، ويلقي خطاباً يتطرق فيه الى الاوضاع الداخلية والاقليمية بدءا من رمزية الانتصار التاريخي في بنت جبيل مرورا ببعض الملفات السياسية المطروحة على طاولة النقاش ويعرّج في الاقليميات في شكل خاص على الوضعين السوري من زاوية التطورات الميدانية في حلب، واليمني في ضوء تدهور المفاوضات وعودة الصراع الى أوجه، ليركز هجومه «المعتاد» «على المملكة العربية السعودية كونها في قيادة مواجهة المشروع الفارسي في المنطقة».
عودة العلوكي
الى ذلك خرج أشهر قادة «محاور» القتال السابقة في طرابلس زياد علوكي اليوم من سجن رومية بعد انقضاء محكوميته، وعاد الى عاصمة الشمال حيث نظم له أنصاره في باب التنبانة استقبالا حاشدا تخلله اطلاق مفرقعات على وقع صيحات التكبير. أما «قائد محور حارة البرانية» فتحدث بنبرة هادئة وتصالحية، فأكد ان «السجن يجعل الفرد يميز بين الصح والخطأ وبين الخير والشر»، مشيرا الى انه نادم كونه لم يدخل السجن من قبل لكي يعرف كل شخص على حقيقته. واذ رأى ان «كل السياسيين تاجروا فينا»، لفت الى ان «طالما القوى الامنية موجودة في طرابلس لا داعي لحمل السلاح من جديد»، مضيفا «معركتنا مع من فجّر المساجد وليس مع ابناء جبل محسن».
ظريف في أنقرة
اقليميا، برزت الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف الى أنقرة امس حيث التقى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره مولود جاويش اوغلو، قال ظريف «رؤيتنا مشتركة مع تركيا بالنسبة الى مكافحة الارهاب ووحدة التراب السوري». واضاف «هناك خلاف في وجهات النظر بالنسبة لبعض القضايا لكن لدينا رؤية مشتركة حول ضرورة التصدي لداعش وجبهة النصرة وبقية الارهابيين». واذ أكد ان «حل الخلاف بالرؤى ممكن من خلال تكثيف الحوار»، قال ظريف «اننا نرحب بالتقارب بين تركيا وروسيا». أما أوغلو فأكد ان «بلاده ستتعاون أكثر مع ايران في الفترة المقبلة في شأن الأزمة السورية»، مضيفا «انقرة وطهران لديهما الكثير من القواسم المشتركة من بينها الحفاظ على وحدة سوريا». واذ قال «يجب على إيران اتخاذ موقف ايجابي تجاه الحل في سوريا ونحن ننتظر تطوراً من إيران لإيجاد حل عادل للأزمة السورية»، أشار الى ان «أمن تركيا متعلق بأمن إيران والعكس صحيح».