السياسة في اجازة اما الازمات فتتفاقم. وبينما تكاد تنعدم السياسة: الرئاسة وكل ما يدور في فلكها من مساع محلية وخارجية في اجازة الى ما شاء الله. الحكومة مكبّلة عاجزة عن اتخاذ قرارات تتناسب وحجم المرحلة تحت وطأة رغبات وشروط القوى السياسية المشاركة التي تتهدد مصيرها في كل جلسة ملوحة بأوراق الاستقالات عبر تفريغها تباعا من مكونات اساسية. والمجلس النيابي الذي تخرق تعطيله جلسات اللجان النيابية لا يستطيع جمع نوابه ولم يعد يملك الا أحقية اطلاق مواقف يتولى رئيسه نبيه بري حياكة خيوطها بحنكته المعهودة لابقاء الوضع تحت السيطرة ونسج مخارج الحلول الانية منعاً للانفجار.أما القوى السياسية الأساسية، فلا قواسم مشتركة تجمعها، برغم خطورة الأوضاع واستثنائيتها.
وحده الحديث عن النفايات وخططها يملأ الوقت الضائع، ويتنقل بين اروقة المقار السياسية بحثا عن حلول والاعتصامات الحزبية عند مداخل المطامر «المزروكة» بعودة النفايات الى شوارع بلدات وقرى المتن وكسروان، واضعة من يقف خلفها في دائرة «الشكوى» بعدما ملّ اللبنانيون الروائح التي عادت تنبعت مجددا بعدما اعتقدوا لوهلة ان الكابوس ازيح عن صدورهم ولئن مؤقتا وجزئيا.
لجنة المال والاجتماع النفاياتي
في حضور الوزراء المعنيين ومجلس الانماء والاعمار ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل انعقدت في المجلس النيابي لجنة المال والموازنة بحثا عن مخرج للازمة المستجدة، وحمل الوزير المكلف رسميا معالجة الملف اكرم شهيب إلى الجلسة جدولاً بتجارب الدول الأوروبية في هذا المجال وطرق المعالجة طالبا التدقيق فيه، معتبرا ان حديث البعض عن فرز 35 في المئة من النفايات صحيح اذا تم فرزها من المصدر.
مجلس الوزراء ليس مثاليا
وقال رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان اثر الجلسة «لا أحد يعتقد ان حل مجلس الوزراء مثالي، لأننا أجمعنا أن الحل المثالي هو خطة طويلة الأمد ضمن اللامركزية الادارية، لا نريد أن يتحول ساحل المتن الى مكب ولا نريد أن تتحول شوارعنا أيضا الى مكب. نحن منفتحون على كل الحلول، وعلى الحكومة أن تنفذ ما وعدت به، وقد انطلقنا من القرار الصادر عن مجلس الوزراء، في 12 آذار الماضي، وكان شبه اجماع عليه لكن تعترضه امور عديدة، وتقرر دعوة اتحادات البلديات المعنية الى اجتماع الأربعاء المقبل سنحاول خلاله تقسيم الرؤية وسنسأل في المرحلة الاولى ماذا بعد الخطة الانتقالية». اضاف:»مشروعنا ان يكون هناك تحرير لسلطة البلديات لتكون مستقرة» فاذا كانت قادرة سنقدم لها الدعم، واذا كان من امكان لتأمين اماكن بديلة غير برج حمود فسنذهب في اتجاه هذا الحل».
الخطة والبدائل
بدوره، عبّر النائب إيلي ماروني عن «أمله في أن يشهد ملف النفايات في المتن وكسروان وبعبدا انفراجات مقبولة بالنظر إلى الأجواء الإيجابيّة التي سادت اجتماع اللجان وقال: «شهد الاجتماع تبادلاً لوجهات النظر عبّر فيها كلّ من حزب الكتائب والطاشناق عن تناغم في مواقفهما، فلم يكونا بعيدين عن بعضهما البعض في شرح المبرّرات التي أدت إلى خطوتيهما». وأشار إلى «أنه تبيّن لنا بشكل واضح أن الوزير شهيّب، الذي تقدّم للاجتماع بمطالعة شرح فيها الأسباب التي أدت إلى رسم الخطة الجاري تنفيذها، غير مقتنع بها لكنه في الوقت نفسه طالب بالبدائل». وأضاف: «طرح النائب الجميّل أسئلة موضوعيّة ودقيقة على عدد من الخبراء – رغم معرفته بالأجوبة عليها – فجاءت متطابقة مع مجمل المخاوف التي عبّر عنها، لا سيّما في موضوعي الأثر البيئي والطمر الذي سيجري في مطمر برج حمود البحري من دون عمليّة الفرز الضرورية».
بعد نيويورك لا قبلها
سياسيا، وبعد صرخة التيار الوطني الحر التحذيرية ضد التمديد للقادة الامنيين التي ترجمها مقاطعة لجلسة مجلس الوزراء الاخيرة، اعتبرت مصادر وزارية ان جلسة 8 ايلول ستكشف اتجاهات الرياح لدى الفريق البرتقالي ، متسائلة عما اذا كان الاعتكاف عن حضور الجلسات طوال شهر ايلول الذي تنتهي في ختامه ولاية القائد ورئيس الاركان، سيشكل مخرجاً لائقاً للتيار العوني لتمرير سائر التعيينات خلال غياب وزرائه عن الحكومة خصوصا عن الجلسة التي سيطرح خلالها نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل 3 اسماء لقيادة الجيش و3 لرئاسة الاركان استنادا الى الالية المعتمدة ويطلب من الحكومة الاتفاق على احدها، وفي حال تعذر تأمين الثلثين لأي اسم يتولى مقبل انذاك اصدار قرار التمديد استنادا الى القانون والدستور وصلاحياته في هذا المجال. واستبعدت المصادر ان يعرض وزير الدفاع ملف
التعيينات في جلسة 8 ايلول، ذلك ان الرئيس تمام سلام يفضل بت الموضوع بعد عودته من نيويورك وليس قبلها، ليتسنى بحث القضية مع الوزير باسيل الذي يشارك في عداد وفد لبنان الى اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة برئاسة سلام وليكون لبنان ممثلا بحكومة شرعية كاملة النصاب غير مستقيلة او معرضة للانهيار.
الخرق خطوة خطوة
وفيما لا ينفك «حزب الله» يدعو «المستقبل» الى الحوار مع رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب العماد ميشال عون ويحمّله مسؤولية الشغور الرئاسي وتكرّر قياداته ان «لا خلاص من الازمة الراهنة الا بتفاهم المستقبل – عون»، برزت امس زيارة قام بها النائب سيرج طورسركيسيان الى الرابية. ومع أنه أكد ان الخطوة قام بها بصفة شخصية وانه ليس مكلفا، أشار النائب المستقبلي الى «أننا تباحثنا في الموضوع الرئاسي وكل نائب لديه افكاره ان كان ينتمي الى كتلة او لا، وقال ردا على سؤال عن مرشحه الرئاسي «ان مجرد وجودي هنا اليوم هو خطوة كبيرة»، معتبرا ان الخرق واجب وسيكون خطوة خطوة واتمنى ان يكون لنا الوقت الكافي ويجب ان نحدث صدمة وألا نستمر بهذه الطريقة».
استثنائي دقيق وحرج
واختتمت الهيئات الإقتصادية عطلتها الصيفية لتستكمل في الأيام المقبلة جهودها لتحريك الجمود الإقتصادي، وتوّجت عودتها إلى الساحة باجتماعها الدوري المنوي عقده الأربعاء المقبل حيث من المرتقب أن يتناول جدول أعماله لإيجاد السبل الآيلة إلى الحلول الناجعة. في هذا الإطار، أوضح رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الإمتياز «فرانشايز» شارل عربيد، أن «الهيئات تتجه إلى وضع خطة عمل وبرنامج على أساسه يكون تأثيرنا أقوى مما هو عليه راهنا»، وقال: نتخوّف من أن نصل نهاية العام الجاري إلى مرحلة أصعب من تلك التي كانت عليه العام الفائت، خصوصاً أننا أصبحنا في وضع استثنائي دقيق وحرِج، يتطلب معالجة استثنائية. وهنا لدينا خوف جدي من إطالة الأزمة المتفاقمة في ظل غياب السياسات التحفيزية للمعالجة.
التمديد لمقدمي الخدمات
وأقرّ مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان رسمياً، التمديد أربعة أشهر إضافية لشركات مقدّمي خدمات التوزيع (BUS وKVA وNEUC) تنتهي في 29 كانون الأول 2016، وذلك «لتأمين سير الخدمات وديمومة عمل المياومين العاملين في تلك الشركات، تمهيداً لاستكمال المفاوضات حول تمديد آخر 36 شهراً، في ضوء خواتيمها» بحسب ما افادت مصادر المؤسسة «المركزية».