كتبت رفيقة طرابلسي:
الجلسة الـ٤٤ لانتخاب رئي س للجمهورية، لم تكن الا كسابقاتها، وصول عدد من النواب لم يبلغ المطلوب لالتئام المجلس النيابي وانتخاب رئيس، ومن ثم انتظار لنصف ساعة، ومن بعدها بيان الترحيل الى موعد آخر، وهذه المرة بقي في اطار شهر ايلول، فحددت الجلسة المقبلة في ٢٨ منه، على اعتبار كما يقول المثل الشعبي «ايلول بالشتي طرفه مبلول» لعل «بلة» ايلول تنجب رئيسا للبلاد ويكتمل النصاب القانوني.
وتقول مصادر نيابية لـ»الشرق» شاركت في جلسة «اللاجلسة» امس: سنبقى نروح ونجيء الى المجلس، من دون ان نتمكن من انتخاب الرئيس، خصوصا مع تعليق جلسات الحوار الوطني التي كنا نوعا ما نعلق آملا ولو ضئيلاً عليها لاحداث ثغرة في «كوة الجدار الرئاسي»، الا انه حصل ما حصل، ونرى انه كان متعمدا من فريق معين، خصوصا عندما لمس ان لا امكانية لحظوظه في ملء الكرسي الرئاسي، وحاول بافتعاله مقولة «الميثاقية» قلب الطاولة، الا ان الطاولة برأينا لن تنقلب الا على رؤوس المعطلين للاستحقاق الرئاسي الذي طال انتظاره».
وتضيف المصادر: ما يحصل اليوم على الساحة الداخلية، وبغض النظر عن المواقف والتصريحات التي تطلق من هنا وهناك والداعية الى انجاز الاستحقاق الرئاسي وما يتضمنها من «نكايات وهرطقات سياسية»، ما هو الا فقاقيع صابون، ومضيعة للوقت لتمرير المرحلة الراهنة، لان الجميع من دون استثناء، في فريقي ٨ آذار و١٤ آذار، بات يدرك ان لا رئيس جمهورية للبنان الا بانقشاع الصورة الاقليمية والدولية، لأن العالم مصدر وصانع القرار في هذه المرحلة تفكيره غير منصب على لبنان وهو مشغول باستحقاقاته الداخلية، والى ذلك اليوم، يخلق الله ما لا تعلمون. وما نأمله جلاء الصورة سريعا، ونتمكن من انتخاب رئيس للبلاد، لان في استمرار الفراغ تعطيل وشلل لمؤسسات الدولة كافة».
وبالعودة الى جلسة الامس، التي لم يكتب لها النجاح وهي تحمل الرقم٤٤، فقد سجلت حضور 41 نائبا، وبعد انتظار نصف ساعة من موعد الانعقاد ظهرا دخل النواب القاعة العامة وتلا امين عام المجلس عدنان ضاهر بيان الارجاء الصادر عن رئيس المجلس نبيه بري وجاء فيه: بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي كانت مقررة ظهر اليوم (أمس) الى ظهر الاربعاء في 28 الجاري» .
وسجلت في ساحة النجمة لقاءات جانبية ثنائية وثلاثية في داخل وخارج قاعة الجلسات ابرزها اللقاء الذي جمع رئيس كتلة نواب المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة ونائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان في صالون مجلس النواب، قال بعده عدوان: الجو مأزوم والافق اكثر فأكثر يظهر انه مسدود ومع كل هذه الاجواء علينا ان نعرف امرا واحدا ان المدخل الاساسي والوحيد للحل هو ان ننتخب رئيسا للجمهورية وعبثا نحاول ان نلتف على هذا الموضوع لان كل الحلول والمحاولات الاخرى لن توصلنا الى اي مكان انما اليوم احب ان اضيف انه عندما نصل الى المكان الذي وصلنا اليه علينا درس كل خطوة نريد ان نقدم عليها. ومن هذا المنطلق فان الخلوة التي عقدتها مع الرئيس السنيورة كانت تدور حول نقطة واحدة وهي كيف نستطيع ان نجنب بلدنا التأزيم الذي وصل الى اعلى درجات التأزم، وكيف يمكننا ان نحاول ايقاف هذا التأزم او وضع حد وان نضع الامور على السكة الصحيحة وبالتالي لفتح باب النقاش من جديد لانتخاب رئيس للجمهورية.
اضاف: اليوم نحن في حاجة الى تحكيم العقل والعودة الى قنوات الحوار الذاهبة الى الانقطاع يمكن ان نعيد وصلها ونعود لفتح مساحة مشتركة ونعيد الامور الى نصاب سليم من النقاش الواعي والجدي والذي يطمئن الجميع وان عدم اطمئنان اي فريق ينعكس سلبا على الافرقاء الاخرين واي تصعيد لأي فريق ينعكس سلبا على الجميع وهذا هو محور الجلسة المطولة التي عقدتها اليوم مع الرئيس السنيورة. ان تيار المستقبل مقتنع في هذه المقاربة التي اقولها الان ونحن كقوات لبنانية هذا هو مسعانا الدائم بان يستمر التواصل بين كل الافرقاء.
ونفى عدوان ان يكون هناك توتر بين القوات والمستقبل ، «انما اختلاف في وجهات النظر انطلاقا من ان الدكتور جعجع اصر بان الحل ينطلق من انتخاب العماد ميشال عون ومجيء الرئيس سعد الحريري رئيسا للحكومة والرئيس فؤاد السنيورة كانت لديه وجهة نظر اخرى(…)،وهذا هو محور علاقاتنا مع الجميع وليس علاقتنا مع تيار المستقبل وحسب، هذا المبدأ الذي نعمل عليه هو محور علاقاتنا مع الرئيس بري ومع التيار الوطني الحر ومحور العلاقة مع كل الافرقاء لان ليس لدينا خيار اخر او مخرج اخر الا ان نتفاهم جميعنا كلبنانيين مع بعضنا بعض (…)».
السنيورة
أما الرئيس السنيورة فاكتفى بالقول واصفا كلام الوزير جبران باسيل في طاولة الحوار الاخيرة بـ»الخطير جدا»، وقال: «ان التطرف لا يعيش الا بوجود تطرف اخر وعن رده على رئيس حزب القوات سمير جعجع» قال السنيورة: «الرد لم يكن سلبيا بل محبب لان البعض يفسر الدستور كما يحلو له والرد على جعجع هو لمنع تمسك البعض بخرقه للدستور».
وعن كلام النائب محمد كبارة بالامس اكتفى بالقول لا علاقة لي من قريب او بعيد بهذا الكلام.