قاطع التيار الوطني وحزب الله والطاشناق والمرده… فتحولت الجلسة الى لقاء للتشاور
سلام: الجلسة ميثاقية وانتاجية الحكومة أساس بقائها لإعطاء البلاد فرصة وإبعادها عن الانهيار والكأس المرة
على رغم عدم حضور وزراء التيار «الوطني الحر» «حزب الله» و»الطاشناق» ووزير الثقافة روني عريجي، إلا ان النصاب في جلسة مجلس الوزراء اكتمل بحضور 16 وزيرا، مع مشاركة وزير السياحة ميشال فرعون، بعدما هدد رئيس الحكومة تمام سلام بالإستقالة وكان المخرج عقد جلسة تشاورية، بحسب ما أفادت المعلومات.
جلسة مجلس الوزراء إنعقدت في السراي برئاسة سلام تلا في نهايتها وزير الإعلام رمزي جريج المقررات الرسمية الآتية: إستهل الرئيس سلام الجلسة بالحديث عن الشغور الرئاسي وانعكاساته السلبية على المستوى الوطني داعياً الى أهمية إنتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن. وقال: ان تعليق جلسات الحوار الوطني أخيراً أضاف عنصراً سلبياً جديداً الى المناخ السياسي العام، علماً بأن الجميع كان يتطلع الى هذا الحوار بأمل إيجاد المناخ الضامن لإيجاد المخارج للمأزق السياسي الراهن وهذا التطور أعقبه تصعيدٌ للتوتر السياسي وللتشنج داخل مجلس الوزراء بما يؤدي الى إنعكاسات سلبية على الحكومة. لقد حذرت دائما من سياسة التعطيل وحاولت جمع الكلمة وتوحيد الرؤى وتأمين الحصانة الوطنية حفاظا على لبنان في ظل الأحداث المدمرة في منطقتنا حيث لا يبدو أن الحلول قريبة».
أضاف: «جلسة اليوم دستورية وميثاقية ولكن لا نستطيع إلا أن نأخذ بالإعتبار بُعدها السياسي المستجد، والذي نأمل تجاوزه والمضي في تحمل المسؤولية الوطنية في هذه المرحلة الصعبة».
وإذ أعلن أنه سيُعطي المجال أمام مزيد من التشاور في الأزمة الراهنة لإعطاء فرص جديدة لإيجاد حلول ، شدد على أن إنتاجية الحكومة هي عامل أساسي في بقائها. وقال» علينا ألا نتجاهل تبعات التعطيل وآمل في أن يُدرك الجميع أن عدم إنتاجية الحكومة يطرح سؤالاً مشروعاً حول الجدوى من استمرارها».
وبعدما شكر سلام وزير المال علي حسن خليل لتقديمه مشروع موازنة العام الجاري الى مجلس الوزراء، ووزيري الزراعة أكرم شهيب والداخلية نهاد المشنوق على الجهود التي يبذلانها في معالجة ملف النفايات، فتح باب النقاش أمام الوزراء للتداول في الوضع الراهن، معرباً عن أمله في أن يؤدي التشاور الى إعطاء البلاد فرصة وإبعادها عن الإنهيار والكأس المرة.
مواقف بعد الجلسة
اشار وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي الى أن شروطا للتسوية بالتراجع عن التمديد للامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير مقابل القبول بالتمديد لقائد الجيش جان قهوجي.
* أبوفاعور: ولاحقا، أوضح وزير الصحة وائل ابو فاعور ان الحكومة لم تتعطل الا موقتا لافتا الى أن طرح التيار نقل لسلام أمس الا أنه رفضه احتراما للتصويت داخل مجلس الوزراء.
* فرعون: وقال وزير السياحة ميشال فرعون: ان الجلسة تشاورية ولا تبحث في اي جدول أعمال، مؤكدا أنه لم يؤمن نصابا لها.
* قزي: من جهته لفت وزير العمل سجعان قزي في تصريح الى أنه طلب خلال مداخلة له في مجلس الوزراء ان تتخذ الحكومة المبادرة باصدار قرار يعلن الرابع عشر من ايلول يوم حداد لمناسبة ذكرى اغتيال الرئيس بشير الجميل، مشيرا الى أنه «اذا كنا لا نساوي بين الاحياء على الاقل فلنساوِ بين الشهداء»، وقال: أتمنى أن «يكون صدور هذا القرار بموافقة الزملاء هو التعبير عن الروح الميثاقية والوطنية، علما اني ادرك بان هناك اختلافا في تقويم هذا الرئيس او ذاك ولكن الاختلاف في التقييم لا يغير بالشهادة شيئا»، مشيرا الى أنه «لمس استحسانا في مجلس الوزراء ولم يبد اي وزير معارضة لهذا الاقتراح انما طالب البعض بان يشمل هذا القرار ايضا رؤساء جمهورية ووزراء مثل الرؤساء رينيه معوض ورشيد كرامي، واضاف اليهما الرئيس تمام سلام اسم الرئيس الشهيد رياض الصلح ويفترض ان تتخذ رئاسة الحكومة القرار المناسب في هذا الشأن».
وأكد قزي «ضرورة تحصين الحكومة باجراء اتصالات مع الوزراء المعتكفين لان كل وزير له وزنه في عمل هذه الحكومة، معتبرا أن «مطالبة البعض باستقالة الحكومة وان تتحول الى حكومة تصريف اعمال فانه مطلب باطل يراد به باطل، اذ ان استقالة الحكومة مستحيلة بحكم الدستور».
اخطر الازمات
* حرب: كذلك تحدث وزير الإتصالات بطرس حرب فقال: «نمر اليوم في اخطر الازمات التي واجهها لبنان في تاريخه، مجلس الوزراء عقد اليوم (امس) والنصاب الدستوري كان متوفرا، عقد على اساس مبدئي ان مفهوم الميثاقية ليس فيها اجتهادات وان الميثاقية هي ان يعيش المسيحيون والمسلمون ويتشاركوا في القرار الوطني، وليس عندما يكون احد من القوى السياسية غائبا بمعزل عن اسلوب التعاون الاسلامي – المسيحي، اذا غاب يعني لا توجد ميثاقية، ولهذا اقول ان هذا النوع من الاجتهادات الذي هدفه الوحيد خدمة مصالح سياسية لا علاقة لها لا بالطوائف ولا بالمسيحيين. وهذا النوع من الكلام يقصد منه مصالح شخصية وحزبية وفئوية لا علاقة لها بحقوق المسيحيين وغيرهم في النظام السياسي اللبناني، النظام والدستور اللبناني نصاً على ان هناك ميثاقا وطنيا يتعايش فيه المسلم والمسيحي ويشاركان في السلطة ولا يتفرد اي منهما باتخاذ القرار هذه هي الميثاقية، وكل كلام عدا ذلك هو اجتهاد في غير محله يقصد منه وضع مشكلة سياسية وتعطيل مجلس الوزراء واخضاعه وابتزازه لقرار او توجهات معينة. نحن اليوم بدأنا مرحلة لم يعد هناك امكانية للعب في مصير الناس والبلد، هذا اللعب بمصير البلد سيؤدي الى انهياره وتدميره وسيقضي على مستقبل اللبنانيين ووجودهم.
وتابع: انا اليوم اتيت الى الجلسة لكي اؤكد على الآتي: افهم ان يكون هناك بعض الناس طامحين ان تكون السلطة في يدهم، هذا امر شرعي لهم، لكن الذي نرفضه ان يبتزنا احد ويأخذ السلطة منا بوسائل غير دستورية، اليوم اخذنا في الاعتبار ان هناك مشكلة سياسية يجب ان نسعى عليها، رغبتنا ثابتة في حل هذه المشكلة ومن اجل ذلك كان هناك اجماع في مجلس الوزراء على تبني توجه رئيس الحكومة ويصار الى تأجيل القرارات وافساح المجال امام الاتصالات السياسية لايجاد حل للازمة السياسية القائمة، واكدنا ان مجلس الوزراء يجتمع في غياب بعض القوى السياسية وهناك ميثاقية متى توفر النصاب.
وقال: لن نسمح ان يتحول مجلس الوزراء مسرحا لممارسة بطولات وهمية على حساب الشعب اللبناني، واذا تحول مجلس الوزراء الى اداة للابتزاز لن نقبل ان يستمر.
*هناك خمس قوى اساسية مسيحية غائبة الم يكن من الافضل تأجيل الجلسة وعدم تحدي كل هذه القوى؟
– لقد اجتمع مجلس الوزراء وهناك نصاب دستوري وكانت جلسة دستورية وقانونية، والتوجه السياسي اخذنا في الاعتبار ما تقوله، نحن لن نتحدى احدا، نريد التعاون لحل مشكلة البلد، ان مصلحة لبنان تستدعي وتفرض علينا المواقف وليس مراعاة بعضنا، واذا اردنا مراعاة بعضنا على حساب مصلحة لبنان ندمر لبنان.
وزير المردة قاطع اليوم؟
– لقد اطلعت على البيان وهو يقول الاخذ بالاعتبار ما قمنا به بالذات، اي افساح المجال امام الاتصالات السياسية الوزير امتنع عن حضور هذه الجلسة واعلن التزامه بحضور الجلسة المقبلة اذا وافق هذا الفريق او لا، اما حزب الكتائب لا علاقة له بهذه القضية، القوات اللبنانية ليسوا مشاركين في هذه القضية لأنهم ليسوا في الحكومة، والكلام عن مكونات سياسية ومسيحية نحن نحترمها ونريد لها كل الخير، هذا الكلام يجب ان لا نبالغ به ونقدم للناس الحقيقة كما هي.
* ما صحة التسوية التي تقول بتعيين بديل للواء محمد خير مقابل التمديد لقائد الجيش الجنرال جان قهوجي؟
– سمعنا ان هناك طرحاً لحل المشكلة الوجودية والميثاقية الكبرى للمسيحيين اننا نرجع عن تعيين اللواء وتعيين بديل عنه وقتها يقبلون بالتمديد لقائد الجيش، والحقيقة لا اعرف علاقة هذا الامر بالميثاقية.
مواقف قبيل الجلسة
وأوضح وزير المال علي حسن خليل، أن حضورهم اليوم تلبية لدعوة رئيس الحكومة.
* المشنوق: وزير الداخلية ردا على سؤال عن سبب غيابه عن الجلسة الماضية ، أشار برأسه ايجابا.
* جريج: من جهته، أكد وزير الاعلام رمزي جريج ان هناك هواجس يجب الاستماع لها متمنيا أن يعود التيار «الوطني الحر» الى الحكومة.
* شهيب: ولفت وزير الزراعة اكرم شهيب الى أنه خائف على الحكومة، معتبرا أن لبنان يمر بظروف صعبة.
* درباس: أما وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس فاعتبر أن الصبر لدى سلام طويل ولا ينتهي.
* فرعون: وأعلن وزير السياحة ميشال فرعون أنه حضر فقط للمطالبة بتأجيل الجلسة ونفى أن يكون قد أمّن نصاب جلسة الحكومة المنعقدة ، مشيراً إلى أنّ الجلسة تشاورية وهي لا تبحث بأيّ جدول أعمال.
* عريجي: من جهته، أوضح وزير الثقافة روني عريجي، أن عدم حضوره الجلسة ليس مقاطعة لهذا المجلس، بل إفساحاً في المجال لمحاولات إيجاد حل للأزمة السياسية الراهنة.