كتب عوني الكعكي:
لم يبقَ مسؤول صغير أو كبير في الأحزاب كلها: التيار الوطني الحر، حركة أمل، الكتائب، حزب الله، القوات اللبنانية، الحزب التقدمي الاشتراكي، تيار المستقبل (…) وكذلك في الكتل النيابية إلاّ وأدلى بدلوه في المعلومات والتحليلات والاجتهادات، وحتى الترشيحات ذات الصلة بالاستحقاق الرئاسي.
الوحيد الذي لم يتحدّث في الموضوع الرئاسي، لغاية اليوم، هو الرئيس سعد الحريري…
لماذا؟
بكل بساطة انّ الرئيس سعد الحريري سيعود خلال أيام الى بيروت، وسيقوم بجولة على الحلفاء وغير الحلفاء… وستشمل الجنرال ميشال عون والوزير سليمان فرنجية وطبعاً الرئيس نبيه بري والوزير وليد جنبلاط، وآخرين، وقد تستغرق أياماً عدة لن يستثني خلالها أي طرف، وبعد هذه الاجتماعات سيدعو الى اجتماع لـ«تيار المستقبل»، وسيتم البحث فيه في موضوع الاسم الذي سيرشحه… وبنتيجة هذه الجلسة التي ستدرس خلالها الإحتمالات كافة سيتحدث الرئيس الحريري بكل ما يفترض به أن يقوله وما يتلهف اللبنانيون الى سماعه.
شخصياً، لن نذكر الاسم، ولكننا نستطيع أن نقول بقوة: إنّ الحريري مصرّ على النزول الى المجلس لانتخاب رئيس للجمهورية، ولن يقبل أن يبقى هذا المركز بعد اليوم شاغراً، فأهمية لبنان في العالم العربي أنه البلد العربي الوحيد الذي يعبّر بالممارسة الوطنية عن العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين، ما يشكل الرد الأكبر على الكيان الصهيوني الذي يعتبر هذا التنوّع في الوحدة نقيضاً لدولته العنصرية.
إنّ الرئيس سعد الحريري يدرك جيداً أنّه أمام قرار تاريخي، وهو في هذا المسار ليس الأوّل ولن يكون الأخير فقد سبقه الى القرارات التاريخية عملاقان سنّيان كبيران هما الشهيدان رياض الصلح ورفيق الحريري… والشيخ سعد لن يكون إلاّ أميناً على هذا الإرث الوطني العريق على خطى هذين الزعيمين الكبيرين اللذين رحلا بالاستشهاد إلاّ أنهما حاضران في وجدان الوطن والمواطن في كل حين.