هولاند يحرك الملف الرئاسي اللبناني في نيويورك
التحرك الفرنسي في الامم المتحدة يؤكد الحرص على لبنان
انطلاقا من ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية قريبا
كتبت تيريز القسيس صعب:
يحط الملف الرئاسي رحاله اليوم في نيويورك، حيث من المنتظر ان يكون بنداً من البنود الأساسية التي سيبحثها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في نيويورك مع رئيس الحكومة التاسعة صباحاً بتوقيت نيويورك.
ووفق المعلومات الديبلوماسية في نيويورك، فقد علمت «الشرق» ان فرنسا الحريصة على استقرار ووحدة لبنان وسلامة أراضيه، ستحاول مجدداً تحريك الملف الرئاسي عبر اتصالات يقودها الرئيس الفرنسي مع عدد من الشخصيات والرؤساء العرب والأجانب المتواجدين في نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها 71 العادية.
وأكدت المصادر المتابعة ان هولاند الذي سيلتقي رئيس الحكومة عند التاسعة من صباح اليوم بتوقيت نيويورك سيبحث معه مواضيع داخلية تتعلق بالوضع السياسي القائم في البلاد، اضافة الى الاتصالات الاقليمية والدولية الجارية بهدف التوصل الى تسوية للأزمة السورية القائمة في المنطقة.
وأشارت المصادر الى ان فرنسا الحريصة على المحافظة على أمن واستقرار لبنان، ستلح خلال اللقاءات التي سيجريها الرئيس الفرنسي مع المسؤولين الدوليين على ضرورة تسهيل اجراء انتخابات رئاسية في لبنان، كما أهمية اعادة تفعيل مؤسسات الدولة على الصعد كافة، وتقديم الدعم اللازم للحكومة اللبنانية وللجيش لمواجهة الارهاب الذي بات يهدد بقاع الارض.
واعتبرت المصادر ان فرنسا والفاتيكان مازالا يحاولان الضغط على أفرقاء دوليين واقليميين لفك الحصار المفروض على انتخاب رئيس وفصله عن باقي الحلول الاقليمية والدولية.
وبالتالي فإن اللقاء المنتظر أيضاً بين ولي العهد السعودي محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود الذي يرأس وفد بلاده الى الجمعية العمومية مع الرئيس هولاند بعد ظهر اليوم، كما اللقاء المنتظر أيضاً بين الرئيس الايراني حسن روحاني ونظيره الفرنسي، سيكونان محطة ذات أهمية ودلالة كبرى لما قد يخرج عنهما من نتائج، قد تسهل عملية انتخاب رئيس أم تبقى الجمود الحاصل على خط الرئاسة الى حين التسوية الشاملة والكاملة في المنطقة.
وبحسب متابعين لمجريات الاتصالات، فإن ما قد يظهر من نتائج لهذين اللقاءين قد ينعكس ربما على عوامل تهدئة الأجواء السياسية بين ايران والسعودية، والاستمرار في الحملات المضادة لكلا الطرفين ما قد يعرقل أية حلول في المنطقة، ويعوق أية تسويات تطرح او تعرض على طاولة التفاوض الدولية.
وقالت المصادر ان فرنسا التي تربطها بايران والسعودية علاقات جد مميزة، ستدفع بالأمور الى حلول ترضي الطرفان، وهي المتمسكة والمحافظة على لبنان الكيان والدولة، ستظل تحاول احراز خرق ما مع الاطراف المؤثرين على الساحة اللبنانية من خلال ايجاد حل لبناني داخلي يتوافق عليه السياسيون من دون التأثير بالجهات الخارجية، وتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية واجراء انتخابات نيابية في الربيع المقبل.
والسؤال المطروح اليوم، هل المحاولة القديمة الجديدة «للأم الحنون» في احراز تقدم ما بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية وصولاً الى التوافق على التسويات الداخلية من قانون للانتخابات، وتشكيل حكومة متجانسة يشارك فيها مختلف الأطياف في لبنان.. سيترجم في جلسة 28 الجاري أم ان الأمور ستبقى في الثلاجة الى حين نضوج «الطبخة» الدولية؟.. الجواب خلال أيام (…).
هل تستأنف باريس مساعيها بين الرياض وطهران؟
هولاند مهتم بمنع التوطين وملء الفراغ الرئاسي
تعوّل مصادر ديبلوماسية لبنانية في باريس في شكل خاص على نتائج الاجتماع المرتقب اليوم بين رئيس الحكومة والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند كونه سيتطرق بحسب ما تؤكد المصادر الى نقطتين جوهريتين في مسار الازمات اللبنانية من العيار الثقيل، اللجوء السوري وكيفية تقديم الدعم الدولي للبنان في مواجهته ومن ضمنه هاجس التوطين، ورئاسة الجمهورية الفارغة منذ اكثر من عامين.
مؤتمر الدعم في تشرين
هؤلاء يقولون ان هولاند يعتزم الاطلاع من رئيس الحكومة في الملف الاول، على الهواجس التي تقلق اللبنانيين بعيدا من العبء المادي الذي يتكبده لبنان على المستويات كافة جراء استضافة نحو مليوني لاجئ سوري على اراضيه، لان فرنسا تبذل قصارى جهدها من أجل عقد مؤتمر مجموعة الدعم الدولي للبنان في تشرين الثاني المقبل ضمن افضل الظروف من اجل توفير كامل مقومات نجاحه وحشد اوسع مشاركة، ليأتي المؤتمر على قدر الآمال المعقودة عليه لبنانيا لجهة ترجمة الوعود الدولية بالمساعدة استنادا الى دراسة شاملة يقدمها لبنان للمؤتمرين، بعدما بقيت المساعدات التي اقرتها المؤتمرات السابقة حبرا على ورق ولم ينل لبنان سوى النزر اليسير الذي يكاد لا يكفي لتلبية حاجات خمسة في المئة من اللاجئين.
التوطين وهواجسه
وسيركز هولاند في شكل خاص على هاجس التوطين الذي يقض مضاجع اللبنانيين عموما، اذ سيؤكد وفق المصادر ان اسباب القلق غير مبررة، خصوصا تلك المستندة الى التجربة اللبنانية مع الفلسطينيين القابعين في لبنان منذ اكثر من نصف قرن من دون ادنى أمل بامكان عودتهم في المدى المنظور، ذلك ان المقاربة من هذه الزاوية غير جائزة، فللسوريين دولتهم القائمة والموجودة بغض النظر عن مستقبل النظام السياسي فيها وسيعودون اليها فور انتهاء الحرب، خلافا للفلسطينيين المشردين الذين لا دولة لهم وهو السبب الاساس في عدم عودتهم. وسيعلن في هذا المجال عن مشروع تسعى اليه فرنسا مع بعض الدول من اجل اعادة اللاجئين السوريين الى المناطق الآمنة في الداخل السوري حيث لا معارك ولا نزاع مسلحاً، على ان يتم وقف الافادة من كل برامج مساعدات الاغاثة لكل لاجئ لا يعود الى سوريا. والى الخطوة المشار اليها، يعمل مجموع هذه الدول على العودة التدريجية لكل السوريين الهاربين من المناطق التي انتهت فيها النزاعات المسلحة بوقف اطلاق النار. والاهم، كما تضيف ان العمل جارٍ ايضا على تقديم ضمانة للبنان بعدم السماح بتوطين السوريين تحت اي ذريعة او غطاء او عنوان.
منسوب الانحدار
اما النقطة الثانية في المحادثات اللبنانية- الفرنسية فمحورها رئاسي بامتياز. ذلك ان منسوب الانحدار الذي بلغته الدولة اللبنانية من دون مؤسسات بلغ حداً لم يعد السكوت عنه جائزا ولا مقبولا لان الخطر لامس كينونة ومصير لبنان في ظل ما يعاني من «دمار سياسي شامل» وركود اقتصادي خانق وترنّح امني لم تعد تمنع سقوطه سوى المظلة الدولية الواقية للاستقرار