انقسمت المتابعات السياسية على الساحة المحلية. رئاسة يجري البحث عن تسوية تملأ فراغها المزمن وسط تعقيدات لا يستهان بحجمها وتضارب مصالح يريد ان يقطع الطريق على اي حل، على رغم ارتفاع منسوب الدفع المحلي من خلال الحراك المتجدد للرئيس سعد الحريري في اتجاه القيادات السياسية والخارجي مع الجولة التي تعتزم المنسقة الخاصة للامين العام للامم المتحدة سيغريد كاغ القيام بها في اتجاه ايران والسعودية وموسكو، الى حده الاقصى. وتمديدان امنيان حتميان لا مفر منهما في ضوء انقطاع الطريق المؤدية الى انعقاد مجلس الوزراء بستائر المقاطعة العونية ومساندة الحلفاء، الاول لقائد الجيش العماد جان قهوجي منتصف هذه الليلة والثاني لرئيس الاركان اللواء وليد سلمان الذي لن يخلع البزّة المرقّطة، كما يفترض، بل ينضم غدا الى قافلة التمديد تجنبا لتشريع ابواب رئاسة الاركان على رياح الشغور في هذا الظرف.
الاتصالات المستمرة
ففي جديد الاتصالات التي تكثفت فوق الساحة اللبنانية مع عودة الرئيس سعد الحريري، في محاولة لاحداث خرق في جدار الازمة الرئاسية، سجلت جولة لوزير الصحة وائل أبو فاعور ، موفدا من النائب وليد جنبلاط، على عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبيت الوسط في لقاء عقده مع الرئيس سعد الحريري، ساعات بعيد العشاء الذي جمعه وجنبلاط أمس.
مسألة وخيارات مفتوحة
السفير المصري: وليس بعيدا، استقبل الحريري امس السفير المصري نزيه نجاري الذي اشار الى ان «الرئيس الحريري يبذل جهدا كبيرا جدا لملء الفراغ الرئاسي»، مضيفا «من الواضح أن المسألة مفتوحة وكذلك الخيارات، وهو يدرس الأمور، وسيتواصل مع كل القوى السياسية، ونحن سنتابع الأمر معه، ونأمل أن يكون للبنان رئيس في أسرع وقت ممكن، لأن الفراغ الرئاسي لمدة عامين ونصف العام مسألة غير مقبولة، ولا يمكن أن تستمر أكثر من ذلك». من جهته، لفت وزير السياحة ميشال فرعون بعيد زيارته بيت الوسط الى ان «جزءا كبيرا من التشاور يدور حول ترشيح عون وانعكاساته والضمانات المطلوبة، معربا عن أسفه لان البعض يطلب ضمانات مع انتخاب الرئيس، وكذلك طلب البعض الاخر ضمانات حول السلاح ووقف النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية وغيرها من المواضيع المشمولة بالمشاورات حاليا، من هنا الحديث عن سلة أو نصف سلة».
مع بري وجعجع
اتصالات الحريري: ومن المتوقع ان يستكمل رئيس المستقبل مشاوراته مع القيادات المحلية في الساعات المقبلة، حيث ينتظر ان تكون له اتصالات مع كل من الرئيس بري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي عاد امس من الخارج.
الحزب والتفاهمات
وجدد حزب الله تمسكه بضرورة نسج «التفاهمات» للخروج من المأزق السياسي» الا انه تحدث في موقف لافت جاء على لسان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم عن «تنازلات متبادلة» مطلوبة للوصول الى نتيجة» ما عكس «ليونة مستجدة» في خطابه. وقال قاسم «لبنان لا يمكن أن يتقدم أو يخطو خطوات إيجابية إلى الأمام، إلا إذا عملنا على أن نتفاهم مع بعضنا، لأننا نعيش في بقعة واحدة»، مشيرا في كلمة الى ان «الوفاق والتفاهم مفتاح الحلول في لبنان، يحصنه أمران: أولا كف أيدي اللاعبين الإقليميين والدوليين عن التدخل في شؤوننا، وثانيا عدم انتظار نتائج وتطورات أزمات المنطقة التي يمكن ألا تنتهي».
خناقة الاميركي والروسي
اقليميا، التوتر الاميركي – الروسي على خلفية الملف السوري، في أوجه. وقد عبر عنه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بقوله أن موسكو غاضبة من لهجة التهديد في بيان الولايات المتحدة الأخير في شأن سوريا، لافتا الى انها تعتبره بمثابة دعم للإرهاب. وكان ريابكوف يشير إلى بيان المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي الذي قال أمس إن لروسيا مصلحة في وقف العنف في سوريا لأن المتطرفين بإمكانهم استغلال الفراغ لشن هجمات ضد «المصالح الروسية وربما أيضا المدن الروسية». وشدد ريابكوف على أن الاقتراح الأميركي بهدنة لمدة سبعة أيام في سوريا غير مقبول بالنسبة لروسيا وإن موسكو تقترح «هدنة إنسانية» لمدة 48 ساعة في حلب. الى ذلك، أكد المتحدث باسم الكرملين أن سلاح الجو الروسي سيواصل دعم قوات الحكومة السورية والحرب على الإرهاب ستستمر، مشددا على ان موسكو ما زالت معنية بالتعاون مع أميركا لحل الأزمة السورية. وأعرب المتحدث عن أمله في أن تفي أميركا بالتزاماتها بشأن سوريا. من جهته، اعتبر مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستيفان دي ميستورا بعيد لقائه قداسة البابا فرنسيس في الفاتيكان امس انه من الصعب استئناف المفاوضات حين تتساقط القذائف في كل مكان في سوريا، آملا في حصول مفاوضات مباشرة بين الاطراف السورية «في الاسابيع المقبلة».