كشفت مصادر أمنية على صلة بتطورات الوضع الحدودي بين لبنان وسوريا لاسيما من جانبه الميداني لـ»وكالة الأنباء المركزية» ان قيادة الجيش انشأت فوجا ثالثا من افواج الحدود البرية التي تتولى مهمة مراقبة الحدود لمنع تسلل الارهابيين والجماعات التكفيرية في سوريا الى الداخل اللبناني، وان هذا الفوج الذي سيعمل الى جانب الفوجين الاول والثاني لم يوضع قيد العمل الميداني في انتظار انتهاء برنامج التدريب والتجهيز لتعزيز امكاناته قبل وضعه في الخدمة الفعلية.
واوضحت ان اكثر المناطق حساسية ودقة على المستوى الامني وتستوجب نشر فوج بري حدودي راهنا هي الجرود البقاعية المحاذية للمناطق الساخنة في سوريا، مرجحة ان تتم الاستعانة بالفوج الثالث لهذه المنطقة تحديدا وان الخطوة قد تتم مع تنفيذ الخطة الامنية المفترض ان يبدأ تطبيقها في وقت غير بعيد استنادا الى ما تم التوصل اليه في حوار تيار المستقبل ? حزب الله.
واشارت المصادر الى ان الفوج الثالث قد يتولى من ضمن مهامه ضبط الامن الى جانب الفوجين الاول والثاني على المعابر الشرعية ومنع تسلل الارهابيين عبر المعابر غير الشرعية من عرسال وصولا الى الحدود الشمالية.
ومعلوم ان بريطانيا كانت زودت افواج الحدود البرية في الجيش اللبناني في تشرين الاول الماضي بتجهيزات شملت سيارات لاند روفر ديفندر ومعدات الحماية الشخصية ومراكز محمية لمراقبة الحدود ومعدات لاسلكية لتعزيز قدراتها في مواجهة تداعيات النزاع في سوريا. اضافة الى توسيع برنامج التدريب والتجهيز الذي تتولاه لتعزيز امكانات الافواج الثلاثة.
وفي الموازاة تحدثت المصادر عن ان بريطانيا ستستأنف اقامة ابراج المراقبة على طول الحدود بما يساعد الجيش وافواجه البرية على مراقبة الحدود بدقة وضبطها ومنع تهريب السلاح والمسلحين والتحكم بحركة العبور غير الشرعية الى حدها الاقصى.
وتتخذ هذه الخطوة بعدها الواسع في ضوء تعذر اقفال الحدود نسبة لعوامل عدة يتداخل فيها الامني بالسياسي اضافة الى عدم وجود ترسيم وتحديد للحدود بين لبنان وسوريا وهو امر كانت سعت الى تحقيقه السلطات اللبنانية منذ سنوات، الا انه جبه برفض رسمي سوري كما لأي طرح اخر يصب في هذا الاتجاه، كمثل طلب لبنان في العام 2006 توسيع نطاق عمل قوات اليونيفيل من الجنوب في اتجاه الشرق بهدف الاسهام في منع تهريب السلاح وتسلل المسلحين الى لبنان.
وتبعا لذلك يتبين وفق الاوساط ان انجع السبل لضبط الحدود بالقدر الممكن هو نشر فوج الحدود البرية الثالث الجاري تجهيزه وتدريبه على الحدود الشرقية خصوصا اذا ما تزامن مع بدء وصول المساعدات العسكرية الموعودة للجيش اللبناني من ضمن هبتي الثلاثة مليارات والمليار دولار السعودية المرتقب ان يتزود الجيش عبرها بسلاح نوعي متطور يشمل طائرات ومروحيات قتالية مزودة بصواريخ ودبابات حديثة الصنع تعزز قدراته في مواجهة الارهاب.
72 مدفعا و 151 مستوعب ذخيرة اميركيا للجيش
هيل لمزيد من المساعدات لمكافحة الارهاب
أقيم ظهر امس في مرفأ بيروت، حفل تسلم الجيش 72 مدفعا نوع M198 و151 مستوعب ذخيرة، مقدمة من السلطات الأميركية، في حضور نائب رئيس الأركان للتجهيز العميد الركن مانويل كرجيان ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، والسفير الأميركي ديفيد هيل على رأس وفد مرافق، إلى جانب عدد من الضباط والإعلاميين.
وشكر العميد الركن كرجيان السفير الأميركي والسلطات الأميركية على هذه المساعدة العسكرية القيمة.
من جهته، ألقى السفير الاميركي كلمة أكد فيها أن «الدعم المستمر الذي تقدمه الولايات المتحدة للجيش اللبناني نابع من الشراكة الثابتة بين البلدين الصديقين، وأن بلاده في صدد تقديم المزيد من المساعدات النوعية له، بهدف مكافحة الإرهاب والحفاظ على استقرار لبنان».