لبنان… عشر سنوات من دون رفيقه
عشر سنوات ولبنان يتحسّر على غياب رفيق الحريري… ومواقف استذكرته:
رجل اعتدال وانفتاح وعطاء… ووعد بمتابعة المسيرة نهجا وفكرا
اليوم الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، ذكرى يستذكرها لبنان في الرابع عشر من شباط من كل عام، وللمناسبة صدرت مواقف رسمية وسياسية وحزبية، نوهت بمواقف وانجازات الرئيس الشهيد «رجل الاعتدال والانفتاح والعطاء».
سليمان: رجل حوار بامتياز
وقال الرئيس العماد ميشال سليمان في بيان: ان الرئيس رفيق الحريري له دور كبير جداً في الحياة اللبنانية وفي الحقبات التي مرّ بها لبنان، وكان رجل حوار بامتياز، وهذا ما ننادي به، وكان رجل اعتدال، وعندما كنت قائداً للجيش لدى اندلاع حوادث الضنية، زارني في قيادة الجيش واعطاني كل الدعم في مواجهة المرتكبين في الضنية، هذا الامر يتكرر اليوم عبر الرئيس سعد الحريري والتيار السنّي المعتدل، وهو امر مشكور ويطمئن الى ان البلد لا يستطيع ان يقوى عليه احد، وان الارهاب لن ينال منه، واتوجه في هذه المناسبة بالعزاء الى اللبنانيين».
سلام: لترسيخ مفاهيم الاعتدال
وقال رئيس مجلس الوزراء تمام سلام: (…) بذل نفسه حتى الرمق الأخير ليحقق له السلام والأمن والعزة والرفعة والسيادة والاستقلال. «في هذه المناسبة الأليمة ومن قلب واقعنا المأزوم، نستعيد تجربة رفيق الحريري ونتطلع الى تعميم وترسيخ مفاهيم الاعتدال والوسطية والحوار، التي اعتمدها في ادائه السياسي باعتبارها في حق الأعمدة الرئيسية للحكم الرشيد في بلد متنوع مثل لبنان. لقد شكّل رفيق الحريري دائما النموذج المعاكس لكل اشكال التطرف، وادرك مبكراً معنى الصيغة اللبنانية ودقتها، فأظهر طيلة مسيرته السياسية داخل السلطة وخارجها، حرصا شديداً على حفظ التوازن وصون العيش المشترك بين مكونات المجتمع اللبناني وفق الأسس التي رسمها اتفاق الطائف الذي كانت للرئيس الشهيد مساهمة كبيرة في ولادته». أضاف «آمن رفيق الحريري بأن لا خلاص لأي فئة خارج إطار الدولة، حاضنة اللبنانيين بمختلف توجهاتهم، وعمل على تعزيز المؤسسات وآليات العمل الديموقراطي المنصوص عنها في الدستور (…)».
ميقاتي: ضد العنف والارهاب
بدوره الرئيس نجيب ميقاتي، قال: (…) «اليوم نؤكد اننا كنا وسنبقى على الدوام ضد العنف وضد الارهاب وضد الاغتيال، وسنسعى جاهدين لاعادة لبنان المنارة التي ارادها رفيق الحريري وكل قوى الخير في لبنان ممن سبقونا في المسؤولية (…)».
ريفي: الطريق طويل
وأصدر وزير العدل اللواء أشرف ريفي بيانا، مما جاء فيه: (…) الذكرى السنوية العاشرة على اغتياله ونحن احوج ما نكون الى حكمته وحنكته وصلابته وهو الذي وقف سدّاً منيعا في وجه الوصاية السورية كي لا تمعن في احكام قبضتها على كل مفاصل الحياة، فكان ان عانى من ممارساتها الشاذة الكثير. من اجل ذلك تحركت ايادي الشر في الرابع عشر من شباط 2005 للتخلص منه في اخطر جريمة نفذت بتفجير موكبه بطنين من المتفجرات، زلزلت المنطقة في ايام كان السلم والاستقرار عنوانها، وظن المجرمون يومها ان جريمتهم ستكون عادية كسابقاتها، وما علموا ان شعبا ثائراً كان مؤيداً ومناصراً يحمل مشروعه ويحلم بوطن مستقل وحرّ، بعدما زرع فيهم ارثا كبيراً من العلم والثقافة والانفتاح والبناء (…)». ووعدا منا بأننا لن نتخلى ولن نتراجع مهما بلغ حجم الارهاب. وان المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة القتلة والتي كافحنا من اجل اقرارها تواصل عقد جلساتها والاستماع الى الشهود، وستأتي حتماً بالعدالة».
وختم ريفي «الطريق ما زال طويلاً لاستعادة سلطة الدولة، ونزع السلاح غير الشرعي، وتحقيق السيادة الكاملة، لهذا الوطن الذي استشهد رفيق الحريري من اجله، فكانت شهادته عنواناً لمسيرة لن تتوقف الا عندما تتحقق الاهداف التي من اجلها عاش واستشهد. رحمك الله ايها الشهيد الكبير الرئيس رفيق الحريري، رحمك الله باسل فليحان، رحمكم الله شهداء ثورة الاستقلال».
درباس: رفيق السنوات الآتية
وقال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس في تصريح «لم ار غيابا اكثر حضوراً من غياب رفيق الحريري، هو الآن رفيق العشر سنوات التي مرّت ورفيق السنوات التي ستأتي، هو رفيق العدالة والنهضة للبنان. في كل حركة سياسية يلوح طيف رفيق الحريري ويشخص امامنا. في كل عثرة سياسية نفتقد رفيق الحريري كي يقينا منها. في كل عقدة سياسية كان فيها رفيق الحريري حلال العقد. اعتقد انه ربما الذين غيبوه يشعرون الآن بفداحة هذا التغييب».
جريج: العدالة تكفل الاستقرار
واشار وزير الاعلام رمزي جريج، في بيان الى ان «هذه الذكرى تأتي في وقت لا يزال لبنان يتخبط بأزماته الداخلية الناتجة عن التدخلات الخارجية بشؤوننا، وفي ظل استمرار الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، وهو شغور يهدد مقومات نظامنا السياسي».
وقال»اننا نتذكر في هذه المناسبة الرئيس الشهيد الذي حمل مشروع النهوض الاقتصادي بلبنان تمهيداً لارساء ركائز دولة الاستقلال الثاني وتحرير لبنان من اي احتلال او وصاية، تطبيقا لاتفاق الطائف الذي كان احد صانعيه. لقد كان الرئيس الشهيد رجل دولة بامتياز استثمر علاقاته وصداقاته الدولية من اجل لبنان، وكان داعما للحريات العامة، خصوصا للحرية الاعلامية وفي المرئي والمسموع».
اضاف «في هذه المرحلة الصعبة التي يمرّ بها الوطن نفتقد اليه، وهو الذي ترك بصماته في اكثر من مفصل في حياتنا السياسية، فكان رجل حوار واعتدال، وان الرئيس سعد الحريري سائر على النهج ذاته ويكمل مسيرة الرئيس الشهيد».
وامل جريج في هذه المناسبة، ان «تتوصل المحكمة الدولية الخاصة الناظرة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري الى كشف الحقيقة كاملة، وان تتمكن من تحقيق العدالة، التي تكفل وحدها الاستقرار النهائي للوطن».
مجدلاني: للإقتصاص
واستذكر عضو كتلة «المستقبل» النائب عاطف مجدلاني الرئيس الشهيد في بيان مما جاء فيه «(…)».
«غدرتنا لحظة الحقد بـ 14 شباط 2005، بس يا زمن ايامك ومهما كترت، رفيق الحريري قاهرك ورح يبقى الخالد، بحياتو واستشهادو هو بطل من بلادي. يا رفيق كل لحظة، يا رفيق كل موقف، يا رفيق كل تنهيدي بتسأل وينك يا رفيق، وينك يا هـ الانسان? الاعتدال، والتطرف فالش حالو ورجالك بوجّو، وينك يا هـ المارد والاقزام عم تحكي ورجالك بوجّن صخرة بتتكسّر عليها مشاريعن المستوردي (…)».
الاقتصاص من الدماغ اللي فكر ودبّر، والله معنا، والجنون مصيرو الاقتصاص من كل شرّ ضمرلَك وهو جهنّم بحياتو عايشو ومصيرو. تنين رح نضل نقاوم كرمالن، النهج اللي زرعتو فينا، وحلمك الكبير بالوطن الكبير السيد، الحر، المستقل والمتألق (…)».
حبيش: ظروف غير طبيعية
اما عضو كتلة «المستقبل» النائب هادي حبيش فاكد اننا «حافظنا كتيار «مستقبل» على ما اراده الرئيس الشهيد من خلال مشروعه في لبنان، لكننا لم نتمكن من تحقيق ما حققه خلال فترة توليه الحكم، لأن الظروف التي مرّ بها لبنان في السنوات العشر بعد استشهاده لم تكن طبيعية».
وهبي: القضية ستنتصر
وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب امين وهبي الرئيس الشهيد، فوجّه في تصريح تحية إلى روحه، مؤكدا ان «الشعب اللبناني لا يزال يصرّ على ان قضية رفيق الحريري ستنتصر». وقال «لن نقبل عن الدولة اللبنانية كاملة السيادة بديلا، ولن نقبل عن الجيش اللبناني وحصر السلاح بيده بديلا ولن نقبل عن الدستور اللبناني بديلاً».
طعمة: انجازات ماثلة
من جهته عضو كتلة «المستقبل» النائب نضال طعمة قال في تصريح «وهج حضورك يجتاز ظلمة الغياب، نبراس نهجك ماثل في تحديات اليوم ليقود الحكماء في الليالي الحالكات، إنجازاتك ماثلة في البال والوجدان، وافياء حجارتها تقول، لكل من تنهد إعجابا وتقديراً لإرادة الحياة رغم غطرسة ثقافة الموت، من هنا مرّ رجل لا يتكرر في تاريخ لبنان الحديث، من هنا مرّ من نسج العروبة بشعاع الانفتاح، ومن كان سفيراً لوجه لبنان الرسالة في اصقاع الدنيا، من هنا مرّ رفيق الحريري (…)».
حسن: لاستلهام العبر
ودعا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في تصريح اللبنانيين جميعا الى «استلهام العبر مما مرّت به البلاد من ازمات وخضّات وتجارب، كان اخطرها محطة 14شباط 2005، التي استشهد فيها الرئيس الشهيد رفيق الحريري».
واستذكر الشيخ حسن في بيان «دور الرئيس الشهيد الرائد، فهو الذي حمل لبنان في عقله وقلبه وعمل لإنمائه وتطوره في مختلف المحافل، وكانت جهوده حصنا اساسيا لحماية الوطن من الأخطار التي ما فتئت تطل برأسها على لبنان، وابرزها المخططات والاعتداءات الإسرائيلية، اضافة الى التحديات الأخرى، الداخلي منها كما الخارجي».
محفوض
واعتبر رئيس «حركة التغيير» عضو الامانة العامة لقوى «14 آذار» ايلي محفوض ان «غياب الرئيس الحريري، خسارة للمسيحيين قبل المسلمين لما كان يتمتع به الرجل من رؤية مستقبلية واستشراف للمستقبل وضمانة للعيش الواحد في لبنان التعددي (…)».
«الاحرار»:
ودعا حزب «الوطنيين الاحرار» في بيان اصدره اثر الاجتماع الاسبوعي لمجلسه الأعلى برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون جمهور «14 آذار» الى «رصّ صفوفه ضمانا لحماية لبنان من العنف والتطرف ولترسيخ وحدته في ظل دولة واحدة موحدة، بعيداً من منطق الدويلة التي تسعى الى تقويضها واستتباعها، وان يظل يعمل على قاعدة لبنان اولا رافضا التدخل في شؤون الدول الأخرى ونائيا بنفسه عن الإنخراط في الصراعات والمحاور الإقليمية».
هيل عند الضريح
وللمناسبة، زار السفير الاميركي في لبنان دايفد هيل ضريح الرئيس الحريري، كما قدم واجب الاحترام الى روح الشهداء الوزير محمد شطح، واللواء وسام الحسن، ورفاقهم الراقدين هناك.
وقال «كنت افكر في المرة الأولى التي التقيت فيها بالرئيس الحريري في العام 1988، كنت في حينها دبلوماسيا مبتدئا وجزءاً من وفد اجتمع معه في دمشق، وعملت معه في شكل وثيق في التسعينيات. وعدت الى لبنان بعد ان تمّ تعييني هنا لمرتين، فأتيحت لي الفرصة لرؤيته اكثر عن قرب. وكنت دائما مندهشا من سهولة الوصول إلى رفيق الحريري، حتى لدبلوماسي يافع مثلي في ذلك الحين، ولكن الأهم للشعب اللبناني، وقد رأيت بنفسي، كم كان هذا الرجل مميّزا».
اضاف «الرئيس الحريري كان ايضا فاعل خير عظيما، والإرث الذي تركه من حيث السخاء في تعليم اجيال من اللبنانيين كان حقا رائعاً جداً. كما كانت لديه رؤية رائعة للبنان مُزدهر ومستقر ومستقل يحتاج الذين من لبنان واصدقاء لبنان الاستمرار في العمل للوصول اليها حتى يومنا هذا».
واشار هيل الى اننا «في فقدان رفيق الحريري ورفاقه، من المهم ان نحتفل بتراثهم، ولكن ايضا من المهم ان نجدّد مطالبتنا بالعدالة والمساءلة عن هذه الجرائم. إنها لم تكن مجرد جرائم ضد افراد، بل ضد دولة لبنان».