Site icon IMLebanon

البيان الوزاري على نار حامية وعون أعطى ملاحظاته

البيان الوزاري على نار حامية وعون أعطى ملاحظاته

خطاب القسم اساس الخطوط العريضة المتفق عليها

وزير الخارجية الفرنسي يحمل نصائح بتهدئة سياسية

غداة تشكيل اللجنة الوزارية المكلفة صياغة البيان الوزاري واجتماعها في السراي برئاسة الحريري حيث أودعهم «مسودة» وضعها لابداء رأيهم وملاحظاتهم في شأنها، تكثفت الاتصالات في الكواليس بين أعضاء اللجنة ومرجعياتهم السياسية للخروج سريعا بموقف منها. وفي السياق، تتوقع مصادر سياسية مطلعة عبر «المركزية» ان تنتهي عملية إعداد البيان في مدة زمنية قصيرة قد لا تتخطى مطلع الاسبوع المقبل، حتى انه من غير المستبعد ان يبصر النور قبيل الميلاد. وتتحدث المصادر عن الاجواء التي سادت مناقشات اللجنة أمس حيث كانت ايجابية الى حد كبير ولم تحمل مؤشرات او بوادر الى خلاف يزمع اي طرف سياسي خلقه في المرحلة الراهنة، مشيرة الى ان حرصا مشتركا على استثمار المناخات الايجابية السائدة لوضع قطار الحكومة على السكة والاقلاع بالعهد الجديد، برز لدى كل المشاركين في الاجتماع.

الخلطة السحرية

واذ تقول ان «الخلطة السحرية» التي ستبعد عن حكومة «الوحدة الوطنية»- التي تجمع تحت جناحيها قوى متناقضة في التكتي والاستراتيجي- كأسَ كباش «باكر» على حلبة البيان الوزاراي، تكمن في اللجوء الى خطاب قسم رئيس الجمهورية مع «رشّة» من بيان حكومة تمام سلام الاخيرة، تلفت المصادر الى ان اللجنة قد تجتمع مجددا غدا أو قبل نهاية الاسبوع، مؤكدة ان البيان العتيد سيكون مقتضبا (من 4 صفحات) و«عمليّا» وسيركّز في شكل خاص على الانتخابات النيابية المقبلة والاسراع في اقرار قانون جديد لها، وعلى ضرورة اقرار الموازنة العامة ومكافحة الفساد وتحسين ظروف حياة المواطنين اليومية (طرقات، مياه، كهرباء، نفايات)، اضافة الى الحفاظ على الامن والاستقرار.

فنيش

 وفي السياق، اكد عضو لجنة اعداد البيان وزير الشباب والرياضة محمد فنيش لـ «المركزية «ان جوّ النقاشات داخل اللجنة ايجابي وجيّد، ما يوحي بإنجاز البيان سريعاً كي تنطلق عجلة الحكومة الى العمل»، موضحاً ان «البيان الوزاري لحكومة الرئيس تمام سلام اضافة الى مضمون خطاب القسم هما أساس في وضع الخطوط العريضة للبيان الوزاري للحكومة الحالية».

ايرولت في بيروت

 في غضون ذلك، زخّم الانجاز «الحكومي» الاهتمامَ الدولي بلبنان بعد ان كانت الانتخابات الرئاسية عاملا اساسيا في إحياء الحج الدبلوماسي الى ربوعه. وفي هذا الاطار، جال اليوم وزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرولت الذي وصل الى بيروت ليل أمس، على القيادات اللبنانية وتنقل تباعا بين بعبدا والسراي وقصر بسترس وعين التينة، ناقلا تهاني بلاده بالرئاسة والحكومة والتزامَ باريس الثابت بدعم لبنان سياسيا واقتصاديا وأمنيا وانسانيا، وأملا بأبقائه في منأى عن النيران السورية.

دعم للاستقرار

 إيرولت اعتبر خلال زيارته رئيس الجمهورية ميشال عون «أن لبنان اجتاز مرحلة مهمة في الاتجاه الصحيح وان انتخاب الرئيس عون وضع لبنان في أجواء إيجابية»، متمنيا أن «يبقى بعيدا عن المخاطر التي تحيط به»، مؤكدا في الموازاة أن «بلاده ستواصل تقديم المساعدات للبنان لا سيما إلى الجيش والقوى الأمنية». أما رئيس الجمهورية، فلفت إلى أنه «سيلبي الدعوة الرسمية التي تلقاها لزيارة فرنسا بعد زيارات ينوي القيام بها إلى عدد من الدول العربية»، مشيرا إلى «أهمية تعاون الدول في ما بينها لمكافحة الإرهاب»، ومؤكدا «نجاح الاجراءات الاستباقية التي تقوم بها الأجهزة اللبنانية في هذا الشأن». واعتبر أمام ضيفه أن «عودة النازحين السوريين إلى أرضهم هي الحل الأمثل لهذه المأساة التي يتحمل لبنان تداعياتها» وأن «الحل السياسي للأزمة السورية يحقق الغاية المنشودة».

..وتحضير لمؤتمر الدعم

 أما خلال لقائه الرئيس الحريري، فعرض الدبلوماسي الفرنسي لجهود باريس لعقد مؤتمر مجموعة الدعم الدولية للبنان، على ان يكون «سياسيا» ومن ضمنه شقّ يعنى بعبء النزوح، وفق ما أفادت معطيات صحافية. ومن السراي، أعلن ايرولت ان بلاده «ستواصل مساعدتها للبنان لكي يواجه كل المصاعب المحدقة به، على الصعيد الاقتصادي وكذلك مع وجود هذا العدد الكبير من اللاجئين بسبب النزاع في سوريا. كما أننا سنعمل كل ما في وسعنا لكي يبقى لبنان خارج النزاع السوري والبقاء إلى جانبه في محاربته للارهاب».

كما برز إعراب ايرولت عن أمله في «أن يتمكن لبنان من مواصلة حواره مع الدول المجاورة، ولا سيما المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وكذلك مع إيران»، مضيفا «فرنسا ترغب في أن تستمر في لعب دور «المسهل». وأشار ردا على سؤال عن الهبة السعودية الى «انني علمت هذا الصباح أن الرئيس عون سيزور قريبا المملكة، وهذا أمر نرحب به، وأنا كذلك سأزور الرياض في شهر كانون الثاني المقبل، حيث سأتطرق إلى كل هذه المسائل. الشمس تشرق مجددا على لبنان وهذا مؤشر إيجابي ويدعو إلى التفاؤل».

اهتمام أممي

 والى جانب الاحاطة الفرنسية بالعهد الجديد، زارت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ السراي امس مهنئة، لافتة الى اننا «سنسعى للعمل عن كثب مع الرئيس الحريري والحكومة الجديدة لتعزيز استقرار لبنان وأمنه». وحضرت «إمكان عقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية» في اللقاء أيضا، وفق ما كشفت كاغ التي قالت ان «مع انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة هناك صفحة جديدة فتحت في لبنان، وبالتالي يمكننا أن نتطلع بثقة نحو مستقبل لبنان. في الموازاة أشارت الى ان «الأمم المتحدة تتطلع لإجراء الانتخابات النيابية في العام المقبل».

قانون الانتخاب

 وليس بعيدا، من المتوقع ان يتحول قانون الانتخاب العتيد في الايام القليلة المقبلة وبالتزامن مع نيل الحكومة الجديدة الثقة (في مدة لا تتعدى مطلع العام الجديد) الى نجم المداولات السياسية. وتقول مصادر سياسية متابعة ان الاجتماعات التي انطلقت في الساعات الماضية بين «المستقبل» و»أمل» و»حزب الله» ستتكثف في قابل الايام وستتوسع للتوصل الى قانون جديد، مشيرة الى ان «صيغة المختلط» تبقى الاوفر حظا نظرا الى توجّس أطراف سياسيين علنا من النسبية الكاملة.