أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن لبنان بدأ عملية نهوض في مختلف القطاعات تواكب الاستقرار الامني الذي ينعم به منذ انتظام عمل المؤسسات الدستورية. وابلغ الرئيس عون الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية ونائبة رئيس المفوضية الاوروبية فيديريكا موغريني خلال استقباله لها امس في قصر بعبدا، امتنان لبنان للدعم الذي يقدمه الاتحاد الاوروبي، آملاً في استمرار هذا الدعم للمشاريع الانمائية والاقتصادية، لافتاً الى أن خطة النهوض تشمل قطاعات الكهرباء والماء والسدود والطرق والحكومة الالكترونية والنفايات وغيرها.
وأكد ان الانتخابات النيابية ستجري في موعدها وفق قانون يتجاوب وتطلعات اللبنانيين في تمثيل يحقق التوازن بين مختلف مكونات المجتمع اللبناني ولا يقصي أحداً، لافتا الى أنه سيكون اميناً ووفياً لما إلتزم به في خطاب القسم امام اللبنانيين والعالم. وشدد على أن لبنان يرى ان الحل السياسي والسلمي للأزمة في سوريا، هو المدخل الصحيح لأي تسوية تنهي الحرب وتضع حداً لمعاناة النازحين السوريين التي تركت تداعيات سلبية كثيرة على لبنان.
من بعبدا
بدورها، موغريني التي زارت قصر بعبدا برفقة سفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان كريستينا لاسن وعدد من معاونيها، اعربت عن سعادتها لعودة المؤسسات الدستورية الى العمل مع انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية معتبرة ان هذا الانتخاب ترك ارتياحاً لدى الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي التي ابدت استعداداً ثابتاً للاستمرار في دعم لبنان في المجالات التي يراها ضرورية. واشارت الى ان الاتحاد الاوروبي يقدر التضحيات التي قدمها لبنان من اجل مساعدة النازحين السوريين، وسيعمل على توفير الدعم المناسب للمؤسسات الرسمية اللبنانية التي ترعى شؤون النازحين والمجتمعات اللبنانية المضيفة.
ووجهت المسؤولة الاوروبية دعوة الى رئيس الجمهورية لزيارة مقر الاتحاد الاوروبي في بروكسل ولقاء كبار المسؤولين فيه.
في المجلس النيابي
كذلك زارت المسؤولة الأوروبية ساحة النجمة، حيث التقت رئيس مجلس النواب نبيه بري وتم عرض التطورات في لبنان والمنطقة وتطرق الحديث الى دور مجلس النواب وقانون الإنتخابات.
وبعد اللقاء الذي استمر ساعة قالت موغريني: لقد اختتمت زيارتي بلقاء مثمر للغاية مع الرئيس بري، حيث بحثنا في عودة عمل مجلس النواب اللبناني بنشاطه الكامل ومناقشة العديد من المشاريع المهمة للبنانيين وللمنطقة أيضا ولنا نحن الأوروبيين.
أضافت: كذلك بحثنا خصوصا في الجهود والعمل الجاري لإنجاز قانون للإنتخابات النيابية وإجراء هذا الإستحقاق. ان الإتحاد الأووربي يقدم الدعم الكامل لعودة عمل المؤسسات الدستورية اللبنانية بعد إنتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة ونيلها الثقة، ولنا ملء الثقة بأنه بقيادة الرئيس بري سيجد مجلس النواب الطريقة للإتفاق على قانون إنتخاب وإجراء هذه العملية.
في قصر بسترس
كذلك زارت نائبة رئيس المفوضية الاوروبية قصر بسترس، حيث عقدت محادثات ثنائية مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل اعقبها مؤتمر صحافي مشتركا، وقال باسيل: ناقشنا خلال الاجتماع الصراعات في المنطقة التي تزعزع استقرار الشرق الاوسط، والتي تشكل تداعياتها على لبنان تهديدا لتوازن بلدنا الهش. ومن هذا المنطلق فإن لبنان اعتمد سياسة تبقيه بعيدا عن التوترات الاقليمية من دون اغفال تداعياتها على لبنان، على المستويات العسكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وانطلاقا من هذا الواقع، ندعو الى حل سياسي سريع لكل النزاعات والصراعات، بما في ذلك النزاع في سوريا.
موغريني
بدورها، قالت موغريني: نحن نرحِّب بكل إيجابية بإنتخاب الرئيس عون وايضاً تشكيل الحكومة الجديدة مع رئيسها السيد الحريري، وقد بدأت العمل، وأيضاً مجلس النواب الذي اعرف انه يعمل بوتيرة مكثفة جداً» .
وتابعت موغريني: «نحن نتطلع لمرافقة ومتابعة الانتخابات النيابية المقبلة، وبالتأكيد السلطات ستقوم بها، وسننظر بقوة الى ما يتعلق بالنقاش والبحث القائم في شأن الإصلاحات وعمل المؤسسات والبرلمان من اجل العمل بشكل فعّال اكثر، ودعمنا ايضاً للبنان مؤسساته وشعبه في ما يتعلق بالتحدي الصعب في استضافة هذا العدد الكبير من النازحين السوريين وليس فقط السوريين وانما الفلسطينيين ايضاً. وفيما يتعلق بالدعم للنازحين السوريين، لقد قدم الاتحاد الاوروبي منذ بدء الحرب في سوريا بلغ اكثر من مليار ومئة مليون يورو، 800 مليون يورو منها مكرس لدعم النازحين والمجتمعات المضيفة، لأننا نعرف شخصياً ان استضافة هذا العدد الكبير من الاشخاص يستلزم تدابير مرافقة لضمان ان يستطيع الشعب اللبناني الوصول الى الوظائف والمدارس والخدمات، وأن يتمكن النازحون السوريون من العيش بطريقة لائقة. ان دعمنا للبنان يتعلق بمجالات رئيسة وعلاقاتنا، وكما ذكرت هناك مشروعان رئيسيان هما التعاون في موضوع مكافحة الارهاب والامن، والعمل على الاتفاقيات التجارية، استطيع ان اذكر مجالات اخرى ولكن هناك علاقة وشراكة بيننا قوية جداً وهي تمثل ورمز الى ان لبنان كان الدولة الاولى في المنطقة لعقد اتفاق مع الاتحاد الاوروبي حول اولويات الشراكة خلال زيارتكم الى بروكسل منذ بضعة اشهر».
وأردفت: «اننا سنستمر في العمل سوياً بما في ذلك الديناميكية الاقليمية والازمات التي تحيط بنا، ونحن نتباحث كما نفعل دائماً، من خلال زياراتي الى لبنان، ونلتقي في إطار مناسبات إقليمية ودولية، وهذا مدعاة سرور لي، نحن سنتابع العمل سوياً لمحاولة إيجاد حلول سياسية اولا للازمة في سوريا حيث انا على ثقة بأن الحل السياسي بمشاركة السلطة ويشمل الجميع ويمكن الوصول اليه، ويمكن ان يفتح الطريق لعهد جديد ليس فقط لسوريا والسوريين والنازحين، وانما ايضاً للدول المحيطة والمجاورة في المنطقة. وامل ان يكون مؤتمر بروكسل في نيسان المقبل اللحظة المناسبة للمضي قدماً والتطلع الى الامام ولرؤية انه لربما على أساس مرحلة انتقالية سياسية يمكن يبدأ المجتمع الدولي على العمل لإعادة البناء. نحن بحاجة الى الشروط السياسية المناسبة ولكنني أمل ان يشاركنا جميع اللاعبين في المنطقة والمجتمع الدولي هذه الرؤية، رؤية الحاجة الى الوصول الى حلّ سياسي والقناعة انه يجب ان تكون هناك اولوية للوصول الى حلّ لازمة الشرق الاوسط».
وكانت موغريني التقت تلامذة من متوسطة بر الياس الرسمية، في مقر البعثة في الجميزة، في حضور وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة وسفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان كريستينا لاسن وعدد من الاطفال النازحين.