القصر الجمهوري – بعبدا – تيريز القسيس صعب
لم تكن التعيينات العسكرية والقضائية التي صدرت أمس عن مجلس الوزراء الحدث المنتظر مع أنها باكورة العمل الحكومي والتي كانت منتظرة منذ فترة، إلا ان كلام رئيس الجمهورية في بداية الجلسة عن المواقف السياسية ان فيما خص زيارته الى مصر والاردن، او لقاءاته المسؤولين الاميركيين الاسبوع الفائت، اثار حفيظة بعض الوزراء الذين تحدثوا بعد عون، وعبروا عن مواقفهم وآرائهم ضمن اطار المحافظة على العمل الحكومي والبيان الوزاري وخطاب القسم بحسب مصادر وزراء القوات اللبنانية.
مصادر وزارية كشفت لـ»الشرق« ان مداخلات الوزراء بعد كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لم تخرج عن اطار التوافق السياسي، ولا عن اطار التعبير عن الآراء ووجهات النظر ضمن اطار المحافظة على العمل الحكومي المستمر والدائم.
وقالت المصادر ان كلام بعض الوزراء ربما جاء دفاعاً عن جهات سياسية لها تأثير على الساحة المحلية والدولية والعربية، وبالتالي بما ان لبنان ملتزم مع اخوانه العرب في القضايا السياسية والمحورية العربية فلا يجوز ان نخرج عن هذا الاجماع العربي، والذي ورد في بيان الحكومة الوزاري وفي خطاب القسم.
وعلم في هذا الاطار ان الوزير المشنوق الذي كانت له مداخلة دفاعية عن دور المملكة السعودية في لبنان، قال »يجب علينا ان نكون جميعنا تحت سقف الاستراتيجية الدفاعية التي تحمينا وتحمي بلدنا«.
وعلم ان بعض الوزراء اعترض على آلية التعيينات بحيث أنهم اطلعوا عليها عبر وسائل الاعلام قبل ان تصلهم عبر الاصول القانونية وجدول أعمال مجلس الوزراء، وتمنوا بأن لا تتبع هذه الآلية لاحقاً في التعيينات المقبلة.
وكان مجلس الوزراء قد عين العميد الركن جوزف عون قائداً للجيش وترقيته الى رتبة عماد، كما تم تعيين العميد الركن سعد الله محي الدين الحمد، أميناً عاماً للمجلس الأعلى للدفاع، والعميد طوني صليبا مديراً عاماً لأمن الدولة، وتعيين العميد سمير احمد سنان نائباً لمدير عام أمن الدولة، وتعيين العميد عماد عثمان مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي، وتعيين اللواء الركن المتقاعد عباس ابراهيم مديراً عاماً للأمن العام بعد قبول استقالته من وظيفته واحالته الى التقاعد، إضافة الى تعيينات قضائية أخرى.
كما علم ان بعض العمداء الذين تم تعيينهم لا يصدر مرسوم ترقيتهم من مجلس الوزراء بل من قبل الوزراء المختصين، فقط ترقية قائد الجيش تحتاج الى مجلس وزراء.
هذا، وللمرة الأولى، منذ سنوات تشهد وزارة الدفاع اليوم تسليم وتسلم بحيث يكون العماد عون أول قائد للجيش يتسلم من العماد جان قهوجي بعد الرئيس ميشال عون الذي تسلم من العميد ابراهيم طنوس قياد الجيش.
مواقف وزارية
ورفض الوزير بيار ابو عاصي في نهاية الجلسة التعليق على ما جرى في مجلس الوزراء وعلى آلية التعيين، وقال: في ما يتعلق ببند الأحكام الضريبية تم نقاش تفصيل صغير فيها ومن ثم تم اقراره.
وأكد »ان لا انتخابات وفقاً لقانون الستين والانتخابات النيابية ستحصل بالتأكيد«.
بدوره الوزير ميشال فرعون قال أنا راضٍ على تعيين مدير عام أمن الدولة.
الوزير سليم جريصاتي قال هنيئاً للقضاء والجيش وقوى الأمن الداخلي، والتفتيش المركزي.
ورداً على سؤال قال ان عناصر قوى الأمن الداخلي هي من القوى المشتركة لمراقبة وضبط الحدود؟ لم يتم سحب التأجيل بل تأجل، لأن هناك نقصاً في العديد في منطقة الجنوب، وتأجل لمدة اسبوع حتى يتمكن المدير العام الجديد لقوى الأمن الداخلي وقائد الجيش من الاجتماع ويبتا في الموضوع.
وزير الاتصالات: تم الموافقة على إصدار طابع بريدي لمناسبة اليوم العالمي للمرأة باسم السيدة زلفا شمعون.
ورداً على سؤال قال: هناك تقدم كبير في موضوع إقرار السلسلة.
الوزيرة عناية عز الدين طالبت بإنصاف المرأة اللبنانية عبر قانون انتخابي يعتمد النسبية واعتماد الكوتا النسائية ترشيحاً واقتراعاً وإنصافها عبر تعزيز قانون الشفافية والنزاهة وبناء وطن حقيقي للبنانيين واللبنانيات.
وأملت ان نحتفل في العام المقبل وقد تقدمنا في تحقيق مطالب المرأة، وقالت: ان الجلسة كانت جيدة فالتعيينات الأمنية والقضائية لا ينطبق عليها التعيينات التي حصلت اليوم، بل تنطلق على تعيينات الفئة الأولى الادارية، فلا اعتراض على هذا الموضوع لأن الدستور ينص على ذلك.
الاعتراض على طريقة توزيع الـ٢٧ ولكن الجميع توافق على ضرورة تجنب هذا الأمر في المرحلة المقبلة. وقالت لقد طلبت ان من لديه اقتراح حول التعيينات الادارية يقدمه لمجلس الوزراء. لأن هناك آلية لتعيين الفئة الأولى في الادارات لأنه يجب ان تؤخذ المعايير وإعطاء فرص متكافئة لأصحاب الكفاءات من اللبنانيين.
أهنىء المرأة اللبنانية في عيدها هذه المرأة التي شاركت في كل المحطات الصعبة والحلوة التي مرّ فيها لبنان وكانت الأم والمربية والمقاومة للإحتلال ومهندسة وعاملة وإعلامية دون كلل وتعب أمام المواقف التي تتطلب جهداً ولكنها للأسف بقيت مغيبة عن القرار خصوصاً القرار السياسي.
حاصباني قال: كانت المطالبة بأن يتم الاطلاع على أسماء المرشحين للتعيينات في وقت أطول مما حصل اليوم. أضاف تحدث فخامة الرئيس حول القرار ١٧٠١ والقرارات الدولية بعد العديد من المداخلات التي تمت من قبل الوزراء حول هذا الموضوع شددنا على الالتزام بخطاب القسم والبيان الوزاري، وهذا هو السقف الذي نمشي على أساسه.
أضاف: ندعم دور المرأة في كل المجالات وفي وزارة الصحة هي ممثلة بالنساء عدداً وافعالا وهي ليست فقط نصف المجتمع بل صانعة المجتمع.
اوغاسبيان قال: »اليوم تم إقرار أول مشروع قانون تقدمت به وزارة الدولة لشؤون المرأة حول معاقبة جريمة التحرش الجنسي وتم تشديد على العقوبات إحتفالاً بيوم المرأة.
المقررات: تهنئة للمرأة والتزام بالـ 1701
وفي نهاية الجلسة تلا وزير الاعلام ملحم الرياشي المقررات الرسمية، فأشار الى ان فخامة الرئيس هنأ في مستهل الجلسة،، المرأة اللبنانية لمناسبة يوم المرأة العالمي، مشيرا إلى أن للمرأة في لبنان حقوقا يجب الحصول عليها لتحقيق الشراكة الكاملة بين المرأة والرجل. ثم أطلع فخامة الرئيس مجلس الوزراء على النتائج الإيجابية للزيارتين الرسميتين لكل من مصر والاردن، والزيارة المرتقبة للفاتيكان وحضور القمة العربية في الاردن. وأكد فخامة الرئيس أنه يحمل في كل زياراته الرسمية رسالة لبنان الداعية إلى السلام والمحبة والتعاون، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مع التشديد على الثوابت الوطنية التي تقوم على حق لبنان الطبيعي في الدفاع عن أرضه وشعبه ومقاومة الاحتلال الاسرائيلي وممارساته.
وقال فخامته: نقول للجميع إن لبنان لا يعتدي على أحد، بل يدافع عن نفسه ويحمي وحدته الوطنية. ولا يجوز لأي خلاف خارجي أن يؤثر على وحدتنا التي باتت نموذجا تريد دول العالم الاقتداء به، لاسيما أن لا مكان للأحادية في مستقبل الدول، سواء كانت دينية أو سياسية أو عرقية، فالعالم اليوم مجتمع مختلط، وإذا لم نحترم المبادئ الاساسية، كحرية المعتقد وحق الاختلاف وحرية الرأي، لن يتمكن أحد من العيش مع الآخر لأنه بعيدا عن معتقداته. ودعا فخامة الرئيس إلى الانتقال من مرحلة الطائفية السياسية إلى مرحلة المواطنة الحقيقية، مقترحا تشكيل اللجنة التي تحضر للخروج من الطائفية إلى المواطنة لإعداد الجيل الشاب على هذه الثقافة الوطنية، لأن ما يجمع أفراد المجتمع هو القوانين، أما العلاقة الدينية فيجب أن تكون عمودية مع الله الذي يفصل يوم الدين بيننا جميعا. وقال الرئيس عون أيضا إنه إضافة إلى رسالة السلام والمحبة التي يحملها في زياراته الرسمية للخارج، فإنه يحمل أيضا القضية الفلسطينية التي يجب أن نحافظ عليها ونستمر في الدفاع عنها كي تبقى موجودة في ذاكرة الجميع ولا تدخل غياهب النسيان.
وأبلغ فخامة الرئيس مجلس الوزراء أن نائب رئيس البنك الدولي أعلمه عن استعداد البنك لتمويل مشاريع إنمائية في لبنان، داعيا الوزراء إلى إعدادها تمهيدا لدرسها ورفعها إلى البنك الدولي الذي قرر أيضا خفض الفوائد على القروض المعطاة للبنان.
ثم عرض فخامته حصيلة المحادثات التي أجراها مع الموفدين الأميركيين رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي وقائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي، لافتا إلى أنه أبلغهما التزام لبنان القرارات الدولية لا سيما القرار 1701، داعيا إلى وجوب تنفيذ هذا القرار على جميع المعنيين به بالتساوي. وقال: قلنا للموفدين الأميركيين إن لبنان معني بحماية حدوده والدفاع عن أرضه ومحاربة الإرهاب. كذلك طلبنا أن تستمر المساعدات الاميركية للجيش، وقد أبديا استعداد بلادهما لمواصلة مساعدة الجيش.
الحريري: مصلحة لبنان أولا
ثم تحدث الرئيس الحريري مشيرا الى أن جلسة اليوم تتزامن مع يوم المرأة العالمي، مؤكدا أن على المرأة في لبنان أن تكتسب الحقوق، وقال: «كنا أول من طالب بحضور المرأة في البرلمان وبأن تعمل في مختلف المجالات، ولكن لم يصل تمثيلها السياسي اليوم الى المستوى الذي يجب أن يصل اليه، وذلك بسبب تقاعس القيادات السياسية في ما يخص منح المرأة حق الحضور الوازن سواء في مجلس النواب او في مجلس الوزراء.
وأضاف: نحن كحكومة واضحون عبر البيان الوزاري في ما يتعلق بالقرار 1701، وكذلك في ما خص علاقة لبنان بالدول العربية. وجميعنا اليوم يعلم أن هناك أمورا نختلف بالرأي في شأنها، ولكن علينا أن نضع هذا الاختلاف جانبا والاهتمام بشؤوننا الداخلية وتحقيق مصلحة لبنان أولا.
وأشار الرئيس الحريري في ختام كلمته إلى أن التعيينات التي ينتظرها اللبنانيون ستكون من الانجازات المهمة.
وأضاف الرياشي: «بعد ذلك، باشر مجلس الوزراء درس جدول اعماله واتخذ في شأنه القرارات المناسبة، وأبرزها:
– تعيين العميد الركن جوزف عون قائدا للجيش وترقيته الى رتبة عماد.
– تعيين العميد الركن سعد الله محيي الدين الحمد، أمينا عاما للمجلس الاعلى للدفاع.
– تعيين العميد طوني فايز صليبا مديرا عاما لأمن الدولة ووضع اللواء جورج قرعة بتصرف رئيس المجلس الاعلى للدفاع.
– تعيين العميد سمير احمد سنان نائبا للمدير العام لأمن الدولة.
– نقل رئيس هيئة التفتيش المركزي القاضي جورج عواد بناء على طلبه الى ملاك القضاء العدلي، وتعيين القاضي جورج اوغست عطية رئيسا لهيئة التفتيش المركزي.
– تعيين القاضي بركان سعد رئيسا لهيئة التفتيش القضائي.
– تعيين القاضية هيلانة اسكندر رئيسة لهيئة القضايا في وزارة العدل.
– تعيين القاضية فريال دلول مفوضة الحكومة لدى مجلس شورى الدولة.
– تعيين العميد عماد عثمان مديرا عاما لقوى الأمن الداخلي.
– تعيين اللواء الركن المتقاعد عباس ابراهيم مديرا عاما للأمن العام بعد قبول استقالته من وظيفته وإحالته على التقاعد.
– تعيين السيدة غراسيا القزي والسيد هاني الحاج شحادة عضوين في المجلس الاعلى للجمارك.
– تعيين السيد بدري ضاهر مديرا عاما للجمارك.
– وضع رئيس المجلس الاعلى للجمارك العميد المتقاعد نزار خليل بتصرف رئيس مجلس الوزراء، وتعيين العميد المتقاعد اسعد طفيلي رئيسا للمجلس الاعلى للجمارك.
ثم أقر مجلس الوزراء الموافقة على مشروع قانون خاص بالاحكام الضريبية المتعلقة بالانشطة البترولية.
– نقل اعتمادات الى عدد من الادارات.
– الموافقة على مشروع قانون يرمي الى معاقبة جريمة التحرش الجنسي.
– الموافقة على اصدار طابع بريدي تذكاري باسم السيدة زلفا شمعون».
ورداً على سؤال، قال الرياشي «التعيينات القضائية استكملت وعلى المجلس الاعلى للقضاء متابعتها، اما ديبلوماسيا فسيدرس مجلس الوزراء كل ما يرفع اليه».
وعن اعتراض بعض الوزراء على الآلية في موضوع التعيينات الحالية، لجهة عرض الاسماء. قال: «جرى اتفاق نهائي حول هذا الموضوع، وستعتمد الطريقة المناسبة، وقد وعد الرئيس الحريري باعتمادها في المرة المقبلة».
سئل: ألم تتم ترقية العميد عثمان الى رتبة لواء؟
اجاب: «انا اقرأ القرارات كما صدرت، ولكن العميد عثمان بات مديراً عاماً لقوى الامن الداخلي».
سئل: هل تم وضع العميد جورج قرعة بالتصرف لانه قيل إنه سيكمل ولايته الى شهر حزيران؟
اجاب: «صدر قرار مجلس الوزراء وتم التعيين، ويبنى على هذا القرار المقتضى».
سئل: اين اصبح موضوع التعيينات في «تلفزيون لبنان»، وهل ستشمله التعيينات المقبلة؟
اجاب: «رئيس مجلس ادارة تلفزيون لبنان سيعين وفق الآلية القانونية التي يحق لوزير الاعلام طلبها واعتمادها من خلال مجلس الخدمة المدنية ووزارة الدولة لشؤون التنمية الادارية، وعلى هذا الاساس سيتم اختيار ثلاثة اسماء من اللجنة الفاحصة. وقد فتحت هذا الباب عمدا، من أجل توفير الحظوظ اللازمة لكل الأكفاء للوصول، اما اعضاء مجلس الادارة فسيتم تعيينهم مباشرة من مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير الاعلام».
سئل: تحدثتم كوزير للإعلام عن خطوات لتطوير الوزارة. متى سنشهد هذه الخطوات؟
اجاب: «هناك ورشة قانونية في الوزارة باتت على جدول اعمال مجلس الوزراء. اولا جزء من عمل الوزارة هو حماية الصحافة المطبوعة والمرئية والمسموعة، وخلال الايام العشرة المقبلة، يكون قد انتهى قانون تحويل الوزارة الى وزارة الحوار والتواصل. سترسل مسودة القانون الى الكتل النيابية، والى النواب الذين تمت تسميتهم من الكتل للاطلاع عليها تسهيلا للعمل، وبعدها سأرفعها كمشروع قانون الى مجلس الوزراء. وهناك ايضا التعديل على قانون نقابة المحررين، وستتسلمه النقابة مني غدا (اليوم)».
المشنوق: الكلام عن السلاح غير مقبول
كانت لوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق خلال الجلسة مداخلة على قدر كبير من الأهمية فبالنسبة الى التعيينات سجل اعتراضه على تغييب بيروت عنها خصوصاً في الجمارك.
أما في الموضوع السياسي وبالذات حول كلام رئيس الجمهورية السابق في ما يتعلق بسلاح حزب الله، فاعتبر المشنوق ان هذا الكلام غير مقبول، وعلاقات لبنان بالسعودية والامارات وسائر دول الخليج هي خط أحمر. لأن هذا الموضوع يجب ان يكون في اطار الاستراتيجية الدفاعية التي يتوافق عليها الجميع وأيضاً في اطار مضامين القرار الدولي 1701.
إلى ذلك توقفت أوساط سياسية بارزة أمام كلام الوزير المشنوق فثمنته خصوصاً عشية انعقاد قمة عمان العربية أواخر الشهر الحالي، معربة عن خشيتها من قيام احتكاك بين لبنان وكل من السعودية والامارات ودول خليجية أخرى تكون النتيجة سلبية.
في حين يسعى الجميع الى الايجابيات ولا بد من التذكير هنا بالموقف السعودي – الاماراتي – البحريني في الاجتماعات التمهيدية للقمة التي عقدت في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة، إذ اعترضت هذه الدول على البند المتعلق بالتضامن مع لبنان وهذا مؤشر بالغ الأهمية.