IMLebanon

قبعة بري التي لا تنضب أرانبها: عودة الى «المختلط» والقانون قريبا

برزت في الداخل اللبناني، ملامح انفراج انتخابي شق طريقه رئيس مجلس النواب نبيه بري بنفضه الغبار عن صيغته المختلطة واعادتها الى الضوء على حساب النسبية. ولادة القانون؟ فمع دخول البلاد مرحلة «الحسم» انتخابياً وانتظار «القيامة في اسبوع الالام» كما قال وزير الخارجية جبران باسيل من استراليا، اجمعت مواقف سياسية عدة على «ان اسدال الستارة عن القانون المُنتظر لن يتأخّر، ما دام التوافق الذي سهّل اقرار الموازنة سينسحب على قانون الانتخاب.

بري يعود الى «المختلط»

وتوقفت مصادر سياسية متابعة عند ابعاد الموقف اللافت لبري الذي قد يساهم في حلحلة العقدة الانتخابية وتسهيل الاتفاق. فبعد ان كان تخلى رئيس المجلس عن القانون المختلط الذي اقترحه لمصلحة النسبية الكاملة، عاد الى صيغته الاولى، حيث قال «سنذهب الى مجلس الوزراء قريباً بطرح المختلط بين الأكثري والنسبي على قاعدة 64 ـ 64، بصفته الصيغة الأفضل التي يمكن ان تنزل القانون من شجرة التعقيدات».

تفاؤل و«حزب الله»

غير ان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد اكد «ان فريقا وازنا في البلد وافق على طرح النسبية مع الدوائر المتوسطة، وتجري مناقشات في تفاصيل هذا الطرح الآن، وخلال ايام اذا صدقت النيّات سيتم الإنتهاء من القانون الإنتخابي. وإننا في ربع الشوط الأخير من إنجازه». ولاقاه في التفاؤل نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني الذي اكد بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي «ان هناك اتجاها للاتفاق على قانون انتخابي جديد».

واستغربت اوساط معراب المنحى التفاؤلي في قرب موعد اقرار قانون انتخابي جديد وتحديده بأيام، خصوصا ان لا جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع ، وجلسات الثقة اذا لم تنته يوم الجمعة، فقد تمتد حتى الاثنين المقبل، لكن المعضلة الاساس تتمثل في ان وضع الاقتراحات الانتخابية على الطاولة الحكومية لا يضمن ابدا الاتفاق على قانون، في ظل اصرار حزب الله على النسبية الكاملة. بيد انها لفتت الى ان موقف الرئيس بري المستجد أمس الذي ازال فيه الغبار عن صيغته المختلطة ، قد يشكل احد المنافذ الى التوافق كونه غير مفصول حكما عن قرار «الثنائي الشيعي» من اجل الوصول الى مساحة مشتركة مع الجميع. واعتبرت ان هذا المنفذ قد يشكل مخرجا لواقع وضع نفسه فيه حزب الله. واستبعدت ان يكون موقف بري معزولا عن حزب الله.

الحريري من باريس الى برلين

وبدأ أمس رئيس الحكومة سعد الحريري جولة اوروبية، تشكل المحطة الرابعة في جدول زياراته الخارجية بعد مصر والاردن والسعودية، استهلها من العاصمة الفرنسية باريس بلقاء نظيره الفرنسي برنار كازنوف في قصر ماتينيون، وتوّجها بلقاء «وداعي» في قصر الاليزيه مع الرئيس فرنسوا هولاند الذي قلّده وسام جوقة الشرف من رتبة كوماندور، قبل ان ينتقل اليوم الى المانيا للقاء المستشارة الألمانية انجيلا ميركل لمناقشتها في خطة الحكومة في شأن اللاجئين، ومنها ينتقل الى بلجيكا للمشاركة في مؤتمر للنازحين السوريين. وانطلاقاً من «تحذيره» بأن «لبنان بات مخيماً للنازحين»، جدد الحريري دعوته الدول المعنية الى «مساعدة لبنان، خصوصا في ملف النزوح»، مؤكداً «ان لبنان غير قادر على تحمّل اعباء النزوح وعلى المجتمع الدولي ان يستثمر فيه ويساعده في ذلك، خصوصاً ان الصراع في سوريا لم ينته».

العودة المنظمة

وفي هذا المجال، افادت مصادر سياسية مطلعة  ان محاولة بعض القوى السياسية وتحديدا حزب الله استدراج لبنان الى التواصل مع النظام السوري بذريعة اعادة النازحين الى المناطق الآمنة، سقطت امام تمترس الرئيس الحريري خلف جدار العودة المنظمة الى مناطق آمنة يحددها المجتمع الدولي ورفض اي عودة عبثية قد تعرض هؤلاء للخطر اذا ما تمت اعادتهم الى مناطق النظام، خصوصا لمعارضيه.