Site icon IMLebanon

فرنسا تجدد شبابها: ماكرون رئيساً

فرنسا تجدد شبابها: ماكرون رئيساً

نال 65.5 مقابل 34.5 لمنافسته زعيمة اليمين المتطرف لوبان

الفرنسيون اختاروا ماكرون المعتدل رئيسا

نجح إيمانويل ماكرون في الوصول إلى قصر الإليزيه بعد فوزه على منافسته مارين لوبان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي أجريت امس الأحد.

وقد أغلقت مراكز الاقتراع في فرنسا أبوابها، مساء الأحد، في ختام الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة، حيث تشير نتائج استطلاعات الرأي إلى أن المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون من المرجح أن يتغلب فيها على منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان.

وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن نسبة المشاركة في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي يتنافس فيها ماكرون (وسط) و لوبان (يمين متطرف) بلغت عند الإغلاق 65.30%.

وبذلك، تكون نسبة المشاركة سجلت تراجعاً كبيراً مقارنة مع نظيرتها في الوقت نفسه خلال الدورة الأولى في 23 إبريل/نيسان (69.42%) ومع الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية عام 2012 (71.96%).

وتوقعت استطلاعات الرأي الأخيرة فوزاً كبيراً لماكرون في الدورة الثانية بنسبة تتراوح بين 61.5 و63% من الأصوات مقابل ما بين 37 و38.5% لمنافسته لوبان.

وبذلك، تشكل نسبة المشاركة رهاناً رئيسياً في الانتخابات مع استبعاد اليمين واليسار من الدورة الانتخابية الثانية للمرة الأولى منذ أكثر من 60 عاماً.

ومنذ 1969، كانت المشاركة في الدورة الثانية أكبر منها في الدورة الأولى في الانتخابات الرئاسية الفرنسية.

وقد أدلى كلا المرشحين مارين لوبان وإيمانويل ماكرون بصوته في مراكز اقتراع بضواحي باريس.

ونشرت السلطات 50 ألف شرطي إضافي في كافة أنحاء فرنسا، وذلك لحماية 67 ألف مركز اقتراع في عموم فرنسا، ستستقبل قرابة 47 مليون ناخب مسجل.

وقد دخل الصمت الانتخابي حيز التنفيذ ليل الجمعة، وخرقه فقط تهافت الصحافيين للحديث مع المرشح إيمانويل ماكرون لدى خروجه مع زوجته لتناول العشاء، حيث قال: «أتمنى من الجميع الذهاب للتصويت وخاصة التصويت لمصلحتي».

وتحمل دعوة ماكرون للتصويت بكثافة في طياتها قلقه، مما أشارت إليه استطلاعات الراي بأن ربع الناخبين الفرنسيين بصدد الامتناع عن التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية، ما قد يعزز من حظوظ غريمته مارين لوبان.

وهذه الدعوة للتصويت يبدو أنها لاقت آذانا صاغية في مراكز الاقتراع التي افتتحت في واشنطن.

ويريد ماكرون تحرير الاقتصاد وتعميق التكامل مع الاتحاد الأوروبي على النقيض من لوبان المعادية للتكتل والمناهضة للهجرة.

وأثبتت استطلاعات الرأي دقتها في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الشهر الماضي، وصعدت الأسواق في نهاية الأسبوع الماضي في رد فعل لتقدم ماكرون بشكل أكبر على منافسته بعد مناظرة تلفزيونية مريرة يوم الأربعاء.

5 فوارق جوهرية بين برنامجي «لوبان» و«ماكرون»

احتدمت المنافسة في نهائيات الانتخابات الفرنسية بين مرشحين يختلفان عن بعضهما كل الاختلاف.

فمارين لوبان قومية شعبوية يمينية، تبلغ من العمر 48 عاما، انضمت لحزب الجبهة الوطنية في سن الـ18 وأصبحت زعيمة له في عام 2011 خلفا لأبيها.

أما إيمانويل ماكرون فهو في الـ39 من العمر، شغل منصب وزير اقتصاد في عهد «فرنسوا هولاند» وهو مصرفي سابق.

يعرف عنه أنه وسطي يتبنى الفكر الليبرالي في الاقتصاد ويدعم ريادة الأعمال، وفي أبريل 2016 أسس حركته السياسية «إلى الأمام»، مؤكدا أنها لا يمينية ولا يسارية.

العضوية في الاتحاد الأوروبي

ويختلف المرشحان في نقاط عدة، في مقدمتها العضوية في الاتحاد الأوروبي حيث تعارضها لوبن وتطالب باستفتاء للخروج من الاتحاد الأوروبي والعملة الموحدة.

أما ماكرون فهو من المؤيدين له ويدعو للمزيد من التعاون المالي والاجتماعي مع الاتحاد.

الهجرة

وهناك اختلافات شاسعة في ما يتعلق بموضوع الهجرة، حيث تطالب لوبن بتخفيضها بـ80% وفرض ضرائب على الشركات التي توظف الأجانب. أما ماكرون فيؤيد الهجرة ويتعهد بتسريع الإجراءات لمن هم بحاجة للحماية.

التجارة ما بين العولمة والحمائية؟

انتقالا إلى التجارة، تطالب لوبن بفرض ضريبة 3% على الواردات وبالحمائية الذكية وحصر العقود الحكومية بالشركات الفرنسية، في حين يؤيد ماكرون اتفاقيات التجارة الحرة.

الميزانية والضرائب

في ما يتعلق بالميزانية، تدعو لوبن لتخفيض الضرائب وزيادة إعانات الرعاية الاجتماعية، على أن يسدد ذلك من خلال الوفر الناجم عن انخفاض الهجرة والخروج من الاتحاد الأوروبي.

في حين يطالب ماكرون بتخفيضات أقل حدة للضرائب تصل إلى 60 مليار يورو خلال 5 سنوات مع الحفاظ على إعانات الرعاية الاجتماعية.

ويؤكد ماكرون أنه قادر على إبقاء عجز الميزانية أقل من 3% من الناتج المحلي الإجمالي، كما يدعو إلى تخفيض الوظائف الحكومية بخمسين ألفاً.

إضافة إلى ذلك هو يعتزم خفض الإنفاق الحكومي من مستويات 55- 57% إلى 50% من الناتج المحلي الإجمالي.

سوق العمل والتقاعد

وفي ما يتعلق بسوق العمل، يدعو المرشحان لإبقاء أسبوع العمل عند 35 ساعة. في حين تدعو لوبن إلى تخفيض سن التقاعد إلى 60 عاما وجعل ساعات العمل الإضافية معفاة من الضرائب. أما ماكرون فينوي إبقاءه عند 62 عاما مع مرونة أكبر للشركات للتفاوض على بعض شروط ساعات العمل الإضافية.

إذا تحتدم المعركة بين اليمين المتطرف مع الوسط المعتدل في منافسة يصعب حسمها، وإن كانت التوقعات تصب في معظمها لماكرون، لكن المفاجأة واردة كما فاجأنا قرار البريكزت وفوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة.