أقيم في النادي العسكري المركزي – المنارة، احتفال استقبال وافتتاح المؤتمر الإقليمي السابع حول «تناقضات الصراع والتحول في العالم العربي»، والذي ينظمه مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش اللبناني برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وبمشاركة شخصيات وطنية وديبلوماسية وعسكرية، وباحثين وأكاديميين من لبنان وبلدان عربية وإقليمية ودولية ومن منظمات دولية. حضر الاحتفال وزير الدفاع الوطني المهندس يعقوب رياض الصرّاف، ممثلاً فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والنائب قاسم هاشم ممثلاً دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، وسعادة أمين عام جامعة الدول العربية الأستاذ أحمد أبو الغيط، كما حضره قائد الجيش العماد جوزف عون، إلى جانب فاعليات المؤتمر وحشد من المدعوين. وقد ألقى الوزير الصرّاف كلمة بالمناسبة رحّب فيها بالحاضرين خصوصاً الأصدقاء، وأشار فيها إلى أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي وسط الكثير من التحديات والتطلّعات. تحديات ناجمة عن استمرار التصعيد العسكري والسياسي في منطقة الشرق الأوسط، وما يرافق ذلك من تناقضات وإعادة خلطٍ للأوراق والتوازنات، وانعكاس ذلك كلّه على لبنان بشكلٍ أو بآخر. أمّا التطلعات، فهي تلك المدفوعة بإرادة صلبة من العهد الجديد بقيادة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والتي تقتضي تجنيب لبنان إلى أقصى حدٍّ ممكن، شبح الأزمات التي تلفّ المنطقة، والانطلاق في ورشة النهوض بالدولة وإصلاح مؤسساتها، مهما اعترض ذلك من مصاعب وعقبات، فلا مناص من تضافر الجهود وشبك السواعد للتقدم إلى الأمام والوصول بالوطن إلى شاطئ الأمان والاستقرار.
من جهته، ألقى قائد الجيش كلمة رحّب فيها بالحضور، لافتاً إلى أن الغاية من إقامة هذا المؤتمر هو تسليط الضوء على خلفيات الأزمات الشائكة التي تعانيها المنطقة، بتشعباتها وأبعادها العميقة، إلى جانب اقتراح الحلول الموضوعية لمعالجتها بروح المسؤولية والتجرّد والحيادية. وأضاف قائلاً: وسط الحرائق التي تجتاح المنطقة والتحوّلات الكبرى التي تشهدها على أكثر من صعيد، آلينا على أنفسنا في الجيش اللبناني إعطاء الأولوية القصوى للحفاظ على الاستقرار الوطني، سواء من خلال جهوزية وحداتنا على الحدود الجنوبية استعداداً لمواجهة ما يخطط له العدو الإسرائيلي أو على الحدود الشرقية لمواجهة التنظيمات الإرهابية أو في الداخل لضبط الأمن ومنع الإخلال به. فهذا الاستقرار يمثّل حجر الزاوية في البنيان الوطني الواحد، كما يشكّل الركيزة الأساس التي ستبنى عليها تطلّعات العهد الجديد، مؤكداً أنّ الجيش ماضٍ في حماية هذا الاستقرار، وهو مستمر في مواجهة الإرهاب بتنظيماته وشبكاته وذئابه المنفردة، ولن يسمح للإرهابيين بإيجاد أيّ ملاذٍ آمن لهم في أيّ منطقة من مناطق الوطن، مهما كلّف ذلك من أثمان وتضحيات، مطمئناً اللبنانيين إلى أن جهوزية الجيش، سلاحاً وعتاداً ومعنويات، هي اليوم أفضل من أي وقتٍ مضى، وأنه قادر على جبه ما قد يستجدّ من أخطار وتحديات، بإرادة واثقة وكفاءة عالية. وكان رئيس اللجنة العامة للمؤتمر العميد الركن فادي أبي فراج، قد ألقى كلمة الافتتاح عرض فيها برنامج المؤتمر وفعالياته وأهميته على الصعد الإقليمية والدولية.