دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اللبنانيين الى عدم القلق لأن الانتخابات النيابية حاصلة مهما جرى، ولا يزال هناك متسع من الوقت للتوصل الى اتفاق». ودعا الى عدم القلق لان «نهج الحكم سيتغيّر، والاصلاحات التي ننوي القيام بها ستحصل». وذلك خلال لقائه قبل ظهر امس في قصر بعبدا وفدا من فاعليات بلدات وقرى قضاء جبيل ضم رؤساء بلدياتها ومخاتير القضاء. واكد رئيس الجمهورية انه يولي القضاء اهمية خاصة لازالة الحرمان المزمن عنه، كاشفا ان عددا من المشاريع الانمائية بدأ العمل على تنفيذها تباعا ومنها طرق اهمج-اللقلوق، اللقلوق-العاقورة، واللقلوق-تنورين، اضافة الى ان اقتراح الاوتوستراد الدائري الذي يربط طريق بيروت- طرابلس بطريق مار شربل عنايا- مدخل قضاء جبيل سيكون موضع درس.
وكان اللقاء استهل بكلمة القاها منسق حزب «التيار الوطني الحر» في قضاء جبيل انطوان بو يونس الذي تحدث فيها عن واقع قضاء جبيل.
وردّ الرئيس عون بكلمة رحب فيها برؤساء البلديات والمخاتير، مؤكدا متابعة مطالب ابناء قضاء جبيل، ثم تناول الوضع السياسي في البلاد، فقال: «انّ جميع اللبنانيين منشغلون اليوم بمسألة قانون الانتخاب، بهدف اصلاح الواقع التمثيلي لأنّه لم يكن هناك من توزيع سليم للمقاعد النيابية في السابق، اضافة الى انّ كل طرف بات يشعر مع الوقت كأنه اصبح يملك حقا مكتسبا وهو يريد الاحتفاظ بما لديه، في اي مشروع قانون يتم طرحه».
وقال: «انطلاقا من هذا الواقع، بامكاننا ان نحدّد ثلاثة امور حالت حتى الآن دون التوصل الى قانون انتخاب، وهي: اولا، تمسك البعض بما اكتسبه وهو لا يرغب بأن يكون هناك من تغيير في المسلك الحالي كي يبقى زعيم طائفته، فيخاف من خسارة بعض المقاعد ما يؤدي الى تغيير الواقع الانتخابي، ذلك انّه أمضى نحوا من ثلاثين الى خمس وثلاثين سنة في موقعه، فيجد عندها ان سلطته تآكلت واصبحت عرضة للتغيير. الامر الثاني، هو الخشية من تغيير موازين القوى ما يؤدي الى احداث تبّدل في نهج الحكم، وهناك من لا يرغب بتداول السلطة بل يفضّل عليه الاحتفاظ بمواقعه. يبقى الامر الثالث وهو رغبة البعض بأن تبقى يده ممدودة الى حصة جاره. هذه الاسباب اوصلت الى عدم العدالة، وما من احد يرغب في الاصلاح».
اضاف: «انّنا مجتمع مركّب من طوائف عدّة، بعضها موّزع بطرق متكافئة عدديا او شبه متكافئة، حيث ان احداها مثلا موّزعة على نحو 12 قضاء، وثانية على 11، والثالثة في قضاءين…، بينما يتوزّع المسيحيون الذين يشكّلون الُلحمة بين الجميع، على 22 قضاء. وهم اينما وجدوا مع الآخرين سيكونون الاقلية. وبهذه الصفة عليهم، كي يفوزوا في الانتخابات النيابية، ان يكونوا خاضعين الى نهج الكتل الكبرى الثابتة. وهذا ما يؤدي الى عدم احقاق العدالة، وليس من المستطاع احداث تغيير في هذا الواقع، حيث نُتّهم بالطائفية تارة وبالمذهبية طورا، علما انّ الامر ليس كذلك. وهذه صفة سياسية تعطيها لخصمك للدفاع عن ذاتك».
وتابع عون: «مهما جرى، فإنّ الانتخابات النيابية حاصلة، ولا يزال هناك متسع من الوقت للتوصل الى اتفاق، فلا تقلقوا. ايّا كان القانون الذي سيتم التوصل اليه، فإنّ الانتخابات حاصلة، ونهج الحكم سيتغيّر، والاصلاحات التي ننوي القيام بها ستحصل».
وعرض الرئيس عون بعد ذلك للمشاريع الانمائية التي يتم العمل على تنفيذها تباعا، ومنها طريق اهمج-اللقلوق، وطريق اللقلوق-العاقورة، واللقلوق-تنورين، اضافة الى ان اقتراح الاوتوستراد الدائري سيكون موضع درس. ودعا رؤساء البلديات الى الاهتمام بحاجات الصناعيين في بلداتهم والمحافظة على القوانين وتنظيم اوضاع النازحين السوريين لمنع منافسة العمّال اللبنانيين.
وكان عون استهل لقاءاته في قصر بعبدا باستقبال نائب رئيس الحكومة وزير الصحة العامة غسان حاصباني الذي اطلعه على المفاوضات الجارية مع جهورية مصر العربية لتوقيع اتفاقية الادوية وذلك في اطار تفعيل التعاون القائم بين البلدين على اثر الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية الى مصر وانعقاد اللجنة العليا اللبنانية – المصرية خلال زيارة الرئيس سعد الحريري الى القاهرة.
واستقبل عون وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف الذي اوضح بعد اللقاء انه شكر رئيس الجمهورية على الزيارة التي قام بها الى وزارة الدفاع وقيادة الجيش واشرافه على العمليات النوعية التي نفذها سلاح الجو على مواقع المنظمات الارهابية في جرود عرسال، بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة.
وقال الوزير الصراف انه شكر رئيس الجمهورية كذلك على الدعم الذي يقدمه للمؤسسة العسكرية، وعرض معه حاجاتها.
واستقبل الامين العام لحزب الطاشناق النائب اغوب بقرادونيان واجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع العامة في البلاد والاتصالات الجارية للاتفاق على قانون جديد للانتخابات. وقال بقرادونيان ان حزب الطاشناق يدعو الى اقرار قانون يحقق العدالة والمساواة بين اللبنانيين ويعكس التمثيل الشعبي الصحيح، وان الحزب يتابع الاتصالات الجارية حول هذه المسألة تمهيدا لتحديد موقفه منها.
واستقبل كذلك، وفدا من اندية الروتاري ضم حاكمة المنطقة 2452 السيدة كريستينا كوفوستو باتروكلو والسيدة منى كنعان والسادة جميل معوض وفريد جبران وجورج عازار وايناس معوض واحمد الحسيني، الذين اطلعوا رئيس الجمهورية على نشاطات « الروتاري» في لبنان والمنطقة 2452 التي تضم لبنان ودولة الامارات العربية المتحدة وقبرص والبحرين وجورجيا وارمينيا والاردن والسودان وفلسطين.
وفي قصر بعبدا، لجنة مهرجان امسيات زحلة الدولي برئاسة ماغدا بريدي رزق.