Site icon IMLebanon

الحكومة الى الاجتماع غدا تسييرا لامور الناس  

            كتب عبد الامير بيضون:

على خلفية «صون الوضع الحكومي وتعزيز تماسكه… وتسيير عجلة الدولة بفاعلية وسلاسة، بعيداً عن الاغراض الفئوية، وعلى أساس التوافق» فاجأ رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الجميع، باعلانه عقد جلسة للحكومة يوم غد الخميس واعادة الحياة الى شرايين الحكومة الموقوفة عن عقد الجلسات منذ اسبوعين بفعل التعطيل غير البريء – على خلفية «آلية العمل»، – والذي هدّد البلاد بانفراط العقد الحكومي في «زمن الشغور الرئاسي» الذي دخل اليوم، يومه الرابع والثمانين بعد المئتين… بالتزامن مع الشلل البرلماني الذي لا يقل خطورة… باستثناء ما حصل يوم أمس اذ أقرت اللجان النيابية المختصة افادة المتعاقدين من نظام التقاعد.

ففي وقت كانت الأنظار تتابع بقلق شديد تطورات الوضع في الخارج، على المستويات الدولية – الاقليمية – العربية كافة، تحاول ان تستنبط قراءات لوقائع لن يكون لبنان بعيداً عنها، وبعد يوم على الجلسة الحوارية السابعة بين «المستقبل» و«حزب الله»، ومع تزايد التهديدات الأمنية عبر الحدود وفي الداخل، حيث وسع الجيش اللبناني دائرة استهدافه للمسلحين على السلسلة الشرقية في جرود عرسال وصولاً الى  وادي حميد، ما أدى الى اشتباكات بالمدفعية الثقيلة والأسلحة الصاروخية، بعد رصده تحركات مشبوهة… وأدت الاشتباكات الى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المسلحين…

سلام حسم خياراته

وسط هذه التطورات الداخلية، وما يجري في المحيط الاقليمي حسم الرئيس سلام خياراته ووجه الدعوة الى مجلس الوزراء للانعقاد في السراي الحكومي يوم غد الخميس لاستكمال البحث في جدول الأعمال الذي كان مطروحاً في الجلسات الأخيرة… على ان يفتتحها بموقف واضح وثابت حول آلية العمل الحكومي ودعوة القيادات السياسية لانتخاب رئيس للجمهورية… لأن هذه الخطوة كفيلة وحدها بوضع حد للخلافات حول الآلية وغيرها من الأزمات الناتجة عن الشغور الرئاسي…» على ما قالت مصادر وزارية…

وقد أصدر الرئيس سلام بياناً موجزاً أمل فيه «ان تشكل النيات الطيبة التي عبر عنها جميع الافرقاء فرصة جديدة ومثمرة للعمل الحكومي…» مكرراً الدعوة «لانتخاب رئيس سريعاً لاعادة التوازن الى المؤسسات الدستورية والنصاب الطبيعي الى الحياة السياسية…».

المادة 65 والجدل الدستوري

وإذ لم تتوقف الاجتهادات والقراءات الدستورية المتعددة للمادة 65 من الدستور، فقد كشف وزير الاعلام رمزي جريج ان الرئيس سلام «سيوفق في الجلسة بين التوافق الذي لا يعني الاجماع وحق الفيتو وبين عدم التعطيل، بحيث يستمر في السعي لتأمين التوافق على القرارات مع اصراره على منع التعطيل…».

وفي السياق أشارت وزيرة المهجرين أليس شبطيني الى «ان ما شهدناه أخيراً من أزمة على صعيد العمل الحكومي، لا يعني بالضرورة ان الأمور باتت مقفلة…» ولفتت الى «ان الأمور سائرة باتجاه الحل اقتناعاً من الجميع بأن البديل في الوقت الحاضر يتمثل بالاصرار على اجراء انتخابات الرئاسة الأولى، وبالتالي ينبغي حماية الحكومة الحالية من أي تصدع او انقسام فلقد آن الاوان لكي نعزز ونحصن وحدتنا الوطنية والتضامن الحكومي ونقف صفاً واحداً وراء جيشنا اللبناني وقوانا الأمنية من أجل رد العدوان ومحاربة الارهاب والتطرف وحماية حدودنا من أي اختراق وتمدد…».

حوار «المستقبل» – «حزب الله» الى 18 الجاري

وفي السياق، وعلى «وقع التروي» الذي يحكم الحوار بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، الذي قيل إنه على «نار هادئة» بانتظار بعض «المؤشرات الدولية والاقليمية والعربية» المؤثرة على الاستحقاقات… فقد كان لافتاً البيان المقتضب من تسع كلمات الذي صدر عن جلسة الحوار السابعة بين «المستقبل» و«حزب الله» في عين التينة مساء أول من أمس… فمن المقرر ان تعقد الجلسة الثامنة للحوار في 18 الشهر الجاري، بسبب سفر بعض المتحاورين… على ما قال عضو «المستقبل» في الحوار النائب سمير الجسر الذي أوضح ان «البيان المقتضب» يؤكد ان «البلاغة في الايجاز وهذا دليل صحة…» مشيراً الى «تقدم في الملفات المطروحة». كاشفاً عن «خطوات جديدة ستتخذ في مجال تخفيف الاحتقان» منها البدء بتنفيذ خطط أمنية في مناطق لم تشهد بعد خططاً كهذه كمدينة بيروت… معلناً عن «تقدم في ملف رئاسة الجمهورية». مشدداً على اننا «سنستمر في الحوار… وهناك ثقة وجدية عالية في مقاربة الملفات الخلافية…».

لقاء عون – قهوجي؟

إلى ذلك، وفي وقت نقلت «المركزية» من «أوساط سياسية واسعة الاطلاع»، ان لقاء «مصارحة ومصالحة جمع الاسبوع الماضي العماد ميشال عون وقائد الجيش العماد جان قهوجي، كان لقائد فوج المغاوير شامل روكز اليد الطولى في التمهيد له وقد اصطحب العماد قهوجي الى الرابية». حيث دار بحث في شؤون الساعة السياسية والأمنية على امتداد الحدود اللبنانية – السورية… وما يمثله «داعش» و«النصرة» وغيرهما من خطورة على الداخل اللبناني وسبل مواجهتها…».

لقاء مسيحي في الرابية

وفي السياق، ناشد الجنرال عون الضمير العالمي درء الخطر عن المسيحيين في المشرق وتقديم المساعدة للتوصل الى حل حقيقي لهذه الأزمة… فقد عقد عون يوم أمس لقاءً مسيحياً في دارته في الرابية ضم العديد من القوى السياسية والحزبية والمرجعيات الروحية وبعد اللقاء لفت عون «الى المأساة التي يعيشها المسيحيون اليوم في المشرق وفي مصر… وهي أزمة كبيرة جداً، مستصرخاً الضمير العالمي ليقدم المساعدة للتوصل الى حل حقيقي لهذه الأزمة…» لافتاً الى ان «هناك استئصال ممنهج لوجود كل الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط…».

تشييع عيد… وطرابلس حافظت على هدوئها

أمنياً، وبالتوازي مع التهديدات والخروقات المتلاحقة عبر سلسلة جبال لبنان الشرقية، فقد كان مثيراً للقلق عودة التوترات الى الداخل اللبناني وعمليات القتل…

وإذ شيع بدر عيد شقيق النائب السابق علي عيد بعد ظهر أمس في الجزء السوري من مسقط رأسه حكر الضاهري في عكار، بعدما توفي ليل أول من أمس متأثراً بطلق ناري اصابه في رأسه… فقد دارت اتصالات عدة أدت الى احتواء أي تطور على الارض، خصوصاً في «البلدات العلوية» -لاسيما جبل محسن في طرابلس- التي حافظت على هدوئها… فيما نفذ الجيش انتشاراً بين الجبل وباب التبانة وسير دوريات لحفظ الأمن…

وفي هذا وإذ أبدى أسفه لحادثة مقتل عيد في الكويخات فقد أكد عضو «المستقبل» النائب هادي حبيش «ان عكار ستبقى عصية على الفتن ولن تجر اليها مهما حاول المتربصون بها شراً…» مشدداً على «دور الجيش والقوى الأمنية في ملاحقة المحرضين والمخلين بالأمن…» ومطالباً «بالاسراع في كشف ملابسات الجريمة والاقتصاص من الفاعلين».

من جهة ثانية نعت قيادة الجيش الجندي محمد حسين شبكة من طرابلس الذي استشهد خلال قيام دورية بدهم مكان وجود المطلوب الفار عبد الرحمن تامر في بلدة بحنين عكار، حيث بادر الأخير الى اطلاق النار على الدورية التي ردت بالمثل ما أدى الى استشهاد الجندي شبكة ومقتل تامر، وهو من «مجموعة خالد حبلص الارهابية».

قصف مراكز المسلحين شرقاً

إلى ذلك، وإذ توالت الخروقات الأمنية في جرود البقاع الشمالي من قبل المسلحين… فقد استهدف الجيش قبل ظهر أمس «تحركات مشبوهة» للمسلحين في جرود راس بعلبك بالمدفعية الثقيلة، بعد الظهر وسع استهدافه للمجموعات المسلحة وقصف بالمدفعية مراكز وتحركات للمسلحين في اتجاه جرود بلدة عرسال…».

وفي الاطار الأمني فقد أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيان أمس عن توقيف 417 شخصاً بين 25-2-2015 و3-3-2015 «لارتكابهم أفعالاً جرمية على كل الأراضي اللبنانية ومطلوبين للقضاء…».