بعد ثلاثة أيام على بدء معركة تحرير جرود عرسال من التكفيريين، انكفأت «جبهة النصرة»، وتقلصت المساحة الجغرافية التي يسيطر عليها التنظيم، وحررت المقاومة 66٪ من مساحة جرد فليطة، وحصرت «جبهة النصرة» بمساحة حوالى 34٪.
وكانت «النصرة» تسيطر قبل بدء العملية العسكرية في جرد عرسال على حوالى 90٪ كلم مربع، وفي جرود فليطة ما يقارب 35م مربع.
إلى ذلك أعلن الاعلام الحربي أن جرود فليطة في القلمون الغربي آمنة بشكل كامل وخالية من ارهابيي «جبهة النصرة»، وذلك بعدما تمكن المقاومون والجيش السوري من تحريرها.
انكفاء النصرة
ميدانيا، أحرز مقاتلو حزب الله تقدما جديدا ضد «جبهة النصرة» في جرود عرسال، بسط المقاومون سيطرتهم على وادي العويني الذي يعد مركزا هاما لإرهابيي «النصرة»، كما سيطروا على مرتفع شعبة القلعة شرق جرد عرسال، الذي يعد أعلى مرتفع في المنطقة حيث يرتفع 2350 متراً عن سطح البحر، ويشرف على وادي الدب، ووادي الريحان، الذين أصبحا تحت السيطرة النارية، وساقطين عسكرياً.
وأفاد الإعلام الحربي في المقاومة بتكبيد إرهابيي «جبهة النصرة» 46 قتيلا فضلا عن عشرات الجرحى في الجرود، فيما قتل بالتوازي 23 إرهابياً في جرد فليطة في القلمون الغربي.
طلب المفاوضات
وفي سياق متصل، أعلنت سرايا أهل الشام – الجيش الحر» وقف إطلاق النار في الجرود، تمهيدا للمفاوضات.
تجدر الإشارة الى انسحاب 200 مسلح من «سرايا أهل الشام» من المعارك في جرود عرسال، وتوجههم الى مخيمات النازحين في منطقة وادي حميد والملاهي، بعد التنسيق مع قيادة المقاومة.
الوضع الميداني
وكانت شهدت جرود عرسال منذ ساعات الصباح اشتباكات بين «حزب الله» و»جبهة النصرة» عند مدخل وادي الخيل مع تقدم ملحوظ له في عمق الوادي، بعد احكام سيطرته على وادي الخيل والمرتفعات الاستراتيجية المحيطة بالوادي والمشرفة على وادي الدب.
وسجل قصف مدفعي وصاروخي على وادي النسر وسط تقدم ملحوظ في اتجاه مرتفع الشيار الذي يشرف على عمق الوادي.
وأحكم حزب الله سيطرته العسكرية والميدانية على وادي العويني بجرود عرسال وهو احد النقاط الاستراتيجية لجبهة النصرة واحد خطوط الامداد الرئيسية الذي يربط الاراضي السورية بجرود عرسال.
وتمت السيطرة ايضا على مرتفعات شعبة القلعة الجبلية التي تشرف على وادي الدب والريحان في جرود عرسال.
حصيلة المعارك
أما حصيلة المعارك في جرود عرسال وفق تنسيقات المسلحين من جبهة النصرة ستة واربعين قتيلا من النصرة في جرود عرسال وثلاثة وعشرين قتيلا في جرود فليطا، كما اعترفت التنسيقيات بسقوط عدد كبير من الجرحى نقلوا الى مستشفيات ميدانية في وادي حميد.
هذا وقد أعلن الإعلام الحربي نقلا عن تنسيقات المسلحين أنّ سرايا أهل الشام- الجيش الحر تعلن وقف إطلاق النار في جرود عرسال تمهيدا للمفاوضات.
وقد أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» لاحقاً عن أنّ حزب الله استهدف بالاسلحة الصاروخية والمدفعية الثقيلة منطقة وادي الخيل، وتقدم في اتجاه عمق الوادي الذي يفصل بين جرود عرسال وعرسال البلدة.
دخول مقر النصرة
وقد اعلن الإعلام الحربي انّ حزب الله يدخل إلى مقر قيادة عمليات جبهة فتح الشام في حقاب الخيل شرق جرد عرسال.
كما أفيد أمس عن أنّ الطيران الحربي السوري شن غارات مكثفة على جرود عرسال.
وقد أكد الإعلام الحربي أنّ حزب الله والجيش السوري حررا كامل جرود فليطة السورية من فتح الشام وأنزال راية النصرة ورفع راية حزب الله والعلم اللبناني.
وعصراً أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» أنّه وبعد «حزب الله» في معركة تنظيف جرود عرسال من الإرهاب والسيطرة على وادي الخيل ومنطقة الكسارات، بات تواجد جبهة النصرة محصور بوادي حميد والملاهي بجرود عرسال، ودارت معارك مع جبهة النصرة رافقتها غزارة نيران من المدفعية والقذائف الصاروخية ويتصدى الجيش اللبناني لأي تسلل للمسلحين الى داخل عرسال.
عمليات السبت
وكان حزب الله واصل أول أمس عمليته العسكرية لتحرير جرود عرسال من المجموعات المسلّحة بمساندة من الطيران الحربي السوري، وسط إحكام الجيش اللبناني سيطرته على حدود عرسال منعاً لأي تسلل ارهابي في اتّجاهها.
غارات واشتباكات
فبعد الاشتباكات العنيفة في تلال عرسال وقرى القلمون في الجانب السوري الجمعة، شهد أول أمس هدوءاً حذراً على جبهات القتال خرقته اصوات غارات الطيران الحربي السوري الذي انار سماء المنطقة، وكانت الأصوات بعد منتصف الليل تُسمع بوضوح في البلدات المحاذية للسلسلة الشرقية. وتمكّن مقاتلو الحزب من السيطرة على موقع ضهرة الهوة وسهل الرهوة في جرود عرسال وسط اشتباكات على مسافة قريبة مع مسلّحي «جبهة النصرة» حيث اوقعوا قتلى وجرحى في صفوف المسلحين، بحسب ما افاد الاعلام الحربي التابع لـ»حزب الله».
فرار المسلحين
وصباحاً، سيطر «حزب الله» على مناطق جوار الشيخ ووادي كريدي والضليل الأبيض وسرج قويصف جنوب الجرود، وعلى قرنة وادي الخيل (المركز الاساسي لـ»جبهة النصرة») ومرتفع قرنة القنزح في جرود عرسال (ما يسمح بقصف مدفعي افعل على «النصرة») وعلى مرتفع الكرة 2 وقرنة خربة الجوار ومرتفع الضليل الأسود وحرف وادي العويني ومرتفع الشجرة في جرد فليطة وسط حالة من التخبط في صفوف «فتح الشام» بعد فرار المسلّحين وتركهم السلاح في مرتفع قرنة القنزح في جرد عرسال، بحسب الاعلام الحربي. واستهدف الحزب بواسطة صاروخ ثقيل قصير المدى نقاط الإرهابيين الخلفية في مثلث وادي العويني ووادي الخيل في جرد عرسال، كذلك دمّرت عناصره بصاروخ موجّه آلية دفع رباعي لارهابيي «فتح الشام» وسقوط قتلى وجرحى على طريق وادي حميد قرب مبنى الدعم اللوجستي والعسكري لـ»فتح الشام» خلال توجههم لجرد عرسال.
ودمّرت عناصر من الحزب بحسب الاعلام الحربي، بواسطة صاروخ موجّه آلية تحمل رشاش 23 ملم لمسلحي «فتح الشام» ومقتل من فيها في حقاب وادي الخيل في جرد عرسال.
السيطرة على المرتفعات
كذلك، احرز مقاتلو الحزب تقدّماً شرق جرود عرسال وسيطروا على مرتفع ضهر الصفا ومرتفع ضليل الخيل ومنطقة الازابة وسط اشتباكات مع «فتح الشام»، وفق اعلان «حزب الله». واحكم مقاتلوه طوقاً نارياً على التلال المشرفة على وادي الخيل.
واقتحمت قوة خاصة من الحزب احد الكهوف والمغاور التي كان يستعملها زعيم «جبهة النصرة» في الجرود ابومالك التلّي.
نداءات استغاثة
وذكر الاعلام الحربي ان ارهابيي «النصرة» يطلقون نداءات استغاثة عبر مكبرات الصوت في وادي حميد والملاهي في جرد عرسال تدعو المدنيين الى مؤازرتهم وسط رفض بين الاهالي، قبل ان ترفع «النصرة» الرايات البيضاء في وادي الخيل وعقاب الدب.
الجيش
وتماماً كما اليوم الاول من العملية العسكرية، واصل الجيش اداء دوره في الدفاع عن عرسال والتصدّي لاي تسلل اليها والى المخيمات المنتشرة فيها بفرضه طوقاً امنياً يفصل بين البلدة ومنطقة الجرود مع استقدامه مزيداً من التعزيزات العسكرية الى البلدة ومحيطها.
واستهدفت مدفعيته معبر الزمراني وهو المعبر الذي يربط الاراضي اللبنانية بالسورية ويؤدي الى الجرود، اضافة الى استهداف مجموعات من المسلّحين في وادي الزعرور وجنوب وادي الخيل ووادي الدم وفي محلة صفا اللزاب ودمّر آلية مضاد وفي شميس وادي الدم بينما كانت تحاول التسلل في اتجاه مراكز الجيش في عرسال.
وذكرت معلومات «ان الجيش اوقف سيارات متّجهة الى الجرود لنقل المدنيين من مخيمات وادي حميد الى مناطق اكثر امناً حتى تسليم من حرّض ضد الجيش في المخيمات».
الحجيري
وفي السياق، اكد رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري «ان الوضع في البلدة جيّد ولم يحصل اي خرق امني ولا مظاهر اساءة للجيش اللبناني، بل على العكس رُفعت اعلام الجيش في المخيمات وهذا دليل الى وعي وادراك من اخواننا السوريين للمرحلة الدقيقة التي يمرون بها».
وشدد على «ان نصرنا الحقيقي بالخروج من المعركة من دون خسائر بشرية»، واوضح «ان مهمتنا الاساسية حفظ الامن في البلدة وهذا الامر يتم بالتعاون مع الاهالي، والوساطة التي يحكى عنها تعرّضت اليوم الى انتكاسة، ونتمنى حلّ الامور بطريقة سلمية وعبر التفاوض».
وعلى رغم حدّة الاشتباكات التي تترنّح وتيرتها بين الحدّة والبرودة، الا ان المفاوضات لانسحاب المسلّحين من الجرود لاتزال قائمة.
مقتل احمد الفليطي
وفي حين كشفت معلومات «عن استمرار الوساطة من قبل احد الاشخاص بهدف انسحاب «فتح الشام» من وادي الخيل في جرود عرسال»، اشارت معلومات اخرى الى «ان الوساطة التي كانت جارية بين «حزب الله» ومسلّحي «فتح الشام» تعرّضت لانتكاسة بعدما استُهدف احمد الفليطي الذي يقوم بالوساطة بقذيفة في منطقة الملاهي وادت الى وفاته».
التشييع والنعي
وأمس شيّعت بلدة عرسال نائب رئيس البلدية السابق أحمد الفليطي الذي استشهد، وهو يقوم بوساطة لإنسحاب المسلحين من جرود عرسال.
وألقى رئيس المجلس البلدي باسل الحجيري كلمة عدد فيها مزايا الراحل، قائلاً إنه «كان السباق في عمل الخير، وكان يقوم بواسطة خير لإبعاد الأذى عن عرسال والمنطقة».
وصلى على الجثمان مفتي بعلبك الشيخ خالد صلح ثم ووري في الثرى في جبانة البلدة.
ونعى آل الفليطي وأهالي عرسال أحمد الفليطي. وقالت العائلة في بيان «ان الفليطي كان يحاول تجنيب عرسال والمنطقة شرور الحرب وويلاتها، أراد السلام ولكن طبول الحرب أقوى، أراد المصالحة لكن الحقد أعمى، ومثلما كانت له الأيادي البيضاء في العديد من الملفات نسأل الله أن يكون استشهاده فداء لعرسال والمنطقة. وإننا إذ نضع إستشهاده في عهدة الدولة اللبنانية مصالبينها بجلاء حقيقة ما حصل وإزالة هذا الإلتباس تاركين لها الحكم والقضاء. رحم الله شهيد الخير والسلام، شهيد المصالحة، شهيد الإعتدال والإنفتاح».
بيان الجيش
وكان صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه أول أمس البيان الآتي:
«بتاريخه وفي محلة وادي حميد – مفرق العجرم، تعرضت سيارة يستقلها النائب السابق لرئيس بلدية عرسال السيد أحمد الفليطي يرافقه فايز الفليطي المكلفان التفاوض مع المجموعات الإرهابية، لصاروخ من قبل تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، ما أدى الى بتر قدم الأول وإصابة الثاني بجراح مختلفة، وقد أمن الجيش بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي إسعافهما ونقلهما الى أحد مستشفيات المنطقة للمعالجة، وما لبث المواطن أحمد الفليطي أن فارق الحياة متأثراً بجراحه».