إعتبر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أن «الكلام عن مظلومية بيروت مبالغ فيه، ربما عن غيرة وحسن نية، واتهام قيادات المدينة بالتقصير يخلو من الموضوعية ويصدر إما عن سوء نية أو عن عدم دقة، فتكريم محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي اليوم هو أوضح تعبير عن أن بيروت بخير وهي أكبر بكثير من كلام زواريب الإحباط».
كلام المشنوق جاء خلال تكريم مكاوي في مأدبة فطور أقامها أحمد ناجي فارس في رأس النبع، حضرها مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، محافظ بيروت زياد شبيب وشخصيات سياسية واجتماعية وعسكرية ودينية، وقد شدد على أنه «بالتجربة، ثبت أن أي قرار لا يمر دون موافقة العاصمة»، داعيا إلى «عدم تصغير بيروت لأنها عاصمة لبنان التي تجمع اللبنانيين وملتقى العرب، التي بقيت صامدة على رغم كل ما مر عليها من احتلالات وظلم، وهويتها العربية لا يستطيع أحد تغييرها، وهي صاحبة الفضل على كثيرين من العرب وغير العرب».
أضاف: «بيروت لها دور لبناني ومكانة عربية كبيرة، وهي تشكل حاجة للجميع»، داعيا إلى «عدم إدخال اليأس إلى قلوب الشباب، لأن المشاكل الصغيرة لها حل، وأبوابنا مفتوحة، ومكاوي هو واحد من كثيرين تم تعيينهم في مراكز الفئة الأولى من بيروت خلال الأشهر الماضية، وبصلابتنا نحن قادرون على استمرار بيروت مصدر استقرار لكل اللبنانيين».
وجدد التأكيد على أن «سياسة ربط النزاع، غير الشعبية، هي موقتة، والتسوية لا يقدم عليها إلا الشجعان، وعلى رأسهم الرئيس سعد الحريري، الذي لا يستطيع ولا يرغب في أن يتخلى عن حق أي منا»، مضيفا «لكن أقول بكل صراحة وعزم، أن لا شرعية لسلاح حزب الله إلا من ضمن استراتيجية دفاعية وطنية تديرها الدولة وعنوانها الوحيد استعمال السلاح بمواجهة العدو الإسرائيلي».
وقال المشنوق: «أن لبنان عربي عربي عربي، كان وسيبقى في وجه كل المشاريع التي تريد جره إلى مذهبة دول المنطقة ومشاريع التمدد والتوسع والغلبة، التي لن تنتصر مهما طال الزمن»، معتبرا أنه «قد تحصل أخطاء، لكنها شكلية وليست أساسية ولا تمس مضمون المسار والمصير، وأهل بيروت وجمهور الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتيار الذي يتزعمه سعد الحريري، قادرون على إصلاح هذه الأخطاء».
واعتبر «ان لبنان بلد قائم على الديموقراطية والانتخابات، التي ستجرى في 6 أيار، ولا نريدها منبرا لمزيد من الخلافات والمواجهات التي لا تفيد إلا الخصوم، بل نسعى لتكون هادئة، ولأن القانون الجديد ليس سهلا، كلما أمسكنا أيدي بعضنا البعض سنتقدم نحو بر الأمان».
وكشف المشنوق «أن لوائحنا ستكون مكتملة في كل لبنان، ولن نسمح ولن يسمح جمهور الشهيد رفيق الحريري لفائض الغلبة في الترشيحات أن يصل إلى مبتغاه»، مضيفا «المحافظ الجديد هو أحد الوجوه المشرقة والجميلة لشباب بيروت وقياداتها الشابة، الذين علينا أن نأخذ بيدهم كي يكونوا في أفضل المراكز».
وخص المفتي دريان بكلمة عبر خلالها عن احترامه وتقديره لـ»مفتي الاعتدال الوطني الذي أعاد الهدوء والتعقل والتوازن والحكمة الوطنية إلى دار الإفتاء»، منوها «بدوره في إدارة الأزمة خلال الفترة العصيبة التي مررنا بها»، قائلا: «كان المفتي جامعا لكل اللبنانيين، من أصدقاء وخصوم، وحمى بعمامته مقام رئاسة الحكومة».
وكانت كلمة ترحيبية من كمال أحمد ناجي فارس، ألقاها باسم والده، فشكر الوزير المشنوق على «وفائه بوعده أن يكون محافظ جبل لبنان من أبناء بيروت»، وأشاد «بكفاءة مكاوي والدليل هي النجاحات التي حققها خلال استلامه المراكز القضائية». فرد المشنوق بأن «الحاج أحمد بحرصه واهتمامه بكل واحد فينا، لديه كرم وطيبة وسكينة وقدرة كبيرة على جمعنا في مناسبات كهذه».
مكاوي: بدوره شكر المحافظ مكاوي الرئيس الحريري والمشنوق على دوريهما في تعيينه، ووعد وزير الداخلية أنه «خلال أسبوعين ستكون كل المعاملات الإدارية في المحافظة قد أنجزت أو خرجت، وأعلن اليوم أن زمن تصريف الأعمال في محافظة جبل لبنان قد انتهى».