جرود عرسال محرره و”النصرة” غادرت والجيش يتقدم بعملية سريعة
بعد تحرير أسرى «حزب الله» الثلاثة بإشراف اللواء عباس ابراهيم
عرسال خالية من الارهابيين بعد مغادرة الحافلات التي أقلتهم وعائلاتهم الى ادلب
«النصرة» أحرقت مقراتها وانزلت راكبا من حافلة واعدمته واستعدادات لمعركة تحرير جرود القاع ورأس بعلبك
أصبحت عرسال بمعارك جرودها بين «حزب الله» برّاً والجيش السوري جوّاً من جهة، والمجموعات المسلّحة من جهة اخرى، ومفاوضاتها خلال المعارك وبعدها حول اتّفاق التبادل بين الحزب و»جبهة النصرة» الذي مرّ بطلعات ونزلات نتيجة مطالب «ربع الساعة الاخير»، في خبر كان مع انطلاقة الحافلات التي تقل المسلّحين وعائلاتهم وجرحاهم من الجرود الى ادلب السورية كما ينصّ اتّفاق التبادل في مقابل تسلّم «حزب الله» لاسراه الثمانية لدى «النصرة»، اضافةً الى تبادل سجناء في سجن رومية كانوا على لائحة مطالب «النصرة» في مقابل الافراج عن اسرى الحزب.
انطلاق الحافلات
وأمس انطلقت الحافلات من الاراضي اللبنانية في جرود عرسال في اتجاه فليطا السورية حاملة معها امير «جبهة النصرة» في الجرود ابو مالك التلي واكثر من 7800 نازح من بينهم عناصر من الجبهة وعائلاتهم ينقسمون بحسب المعلومات إلى منطقتين: يتواجد في المنطقة الأولى الواقعة تحت سيطرة الجيش اللبناني 116 مسلحاً و6101 نازح، والمنطقة الثانية الواقعة خارج سيطرة الجيش اللبناني يتواجد فيها 1000 مسلح و560 نازحاً، وفق طريق جرود عرسال اللبنانية – فليطا السورية – طريق حمص الدولي -حماه-ريف حلب وصولا الى ادلب باشراف الامن العام والجيش اللبناني والصليب الاحمر الدولي وهيئات دولية وفقاً لتنفيذ المرحلة الثانية من التفاوض بعد اتمام عملية التبادل عند الاولى فجراً وقضت بتحرير ثلاثة اسرى من «حزب الله» هم محمود حرب، حسام فقيه، حافظ زخيم الذين ضلّوا طريقهم بعد انتهاء معركة الجرود اخيراً مقابل سجينين من سجن رومية وثالث كان موقوفا لدى الامن العام اللبناني وقد انهى محكوميته.
تحرير الأسرى
وقد نقل هؤلاء فجراً في سيارات للصليب الاحمر في اطار صفقة التبادل من جرود عرسال الى ثكنة اللواء التاسع التابعة الجيش اللبناني في بلدة اللبوة باشراف المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي ادار شخصيا عملية المفاوضات من بلدتي عرسال واللبوة في البقاع الشمالي، مؤكداً «ان اسرى الحزب الثلاثة بصحة جيّدة»، موضحاً «ان لا مطلوبين في عملية التفاوض من عين الحلوة وهي خارج البحث»، وقال «في الساعات الأخيرة تلقينا الكثير من الطلبات ومنذ البداية رفضنا دخول عين الحلوة في المفاوضات، لأن هناك رمزية لبعض المطلوبين ومن المستحيل ان نقدمهم، فأيديهم ملطخة بالدم اللبناني ودم الجيش اللبناني فأنا لا يمكن ان اخون الجيش في هذا النهار»، مضيفاً «اهدي هذا الانتصار إلى الجيش اللبناني للانتهاء من هذه البؤرة الارهابية، ونحن لن نترك اي بقعة من الاراضي اللبنانية من دون تطهير»، مشدداً على «ان قضية العسكريين المخطوفين لدى «داعش»، امانة في رقبتنا وسنصل الى خواتيم هذا الملف»، مشيراً الى «ان رئيس الحكومة سعد الحريري هو اول من طلب منه القيام بمهمة التفاوض».
الافراج عن عناصر «حزب الله»
وفور وصول الحافلات الى المعبر نفسه الذي تمت فيه صفقة تحرير المدنيين من بلدتي كفريا والفوعا سيتم الافراج عن خمسة عناصر من «حزب الله» (4 من بلدات جنوبية وواحد من الهرمل) كانوا قد اسروا في تلة العيس في حلب العام 2015 استكمالا لعملية المفاوضات، ليبدأ الشق الثاني منها في نقل «سرايا اهل الشام» وعددهم ثلاثة آلاف من المسلّحين والمدنيين من النارحين السوريين الى قرى القلمون والرحيبة السورية في عسال الورد، السحل وحوش عرب ويبرود والى الرحيبة السورية.
احراق مقرات النصرة
وفي حين افاد «الاعلام الحربي» «ان جبهة النصرة احرقت مقراتها في مناطق انتشارها في وادي حميد والملاهي ومبنى الاركان الاساسي في مخيم الباطون، بعد ان عقد اعضاؤها اللقاء الاخير برئاسة التلّي الذي امّ صلاة الظهر قبل المغادرة الى ادلب»، ذكرت المعلومات «ان «حزب الله» سينتشر فَور مغادرة مسلّحي «النصرة» في المواقع التي اخلتها الجبهة على ان يُسلّمها لاحقاً الى الجيش اللبناني».
تحرير جرود رأس بعلبك
وبحسب ما هو مقرر ومع مغادرة آخر الحافلات أمس تطوى صفحة «جبهة النصرة» في لبنان مع تحرير الجرود منها لتبدأ بعدها صفحة تحرير جرود رأس بعلبك والقاع التي يحتلّها تنظيم «داعش» والتي كما تشير المعلومات سيتولاها الجيش من الجانب اللبناني و»حزب الله» من الجانب السوري.
«النصرة» تعدم العموري
وأفادت «الوكالة الوطنية للاعلام» ان «جبهة النصرة» أقدمت على انزال رعد الحمادي الملقب بـ»رعد العموري»، من إحدى الحافلات المغادرة من وادي حميد الى ادلب، وقتلته أمام النازحين المدنيين.
مطلوبو عين الحلوة
وكان حاول أمير «جبهة النصرة» في جرود عرسال أبو مالك التلي تحصيل القدر الأكبر من المكاسب في مفاوضات ربع الساعة الأخير ليل أول أمس، رافعا سقف مطالبه الى حد اشتراط شمول صفقة التبادل مع «حزب الله»، إرهابيين من عين الحلوة، لكنه اصطدم بقرار حاسم من السلطات اللبنانية يقضي برفض تسليم أي من المطلوبين في المخيم المتورطين في قتل ضباط وعناصر من الجيش.
ونفت مصادر أمنية عبر وكالة الانباء «المركزية» أن «يكون الأمن العام تسلم لائحة بأسماء الذين يطلبون ترحيلهم من عين الحلوة من اللبنانيين او الفلسطينيين»، مشيرا الى أن «الامر اقتصر على تمنٍ من فتح نقله قائد الامن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب الى السلطات، ويقضي بترحيل عدد من عناصر ومسؤولي النصرة. كما أن عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف تلقى طلبا من النصرة في المخيم وتحديدا من الارهابي بلال بدر للتوسط لترحيلهم الى سوريا لكن الرد جاء سلبيا».