Site icon IMLebanon

الحلقة العشرون اليوم من المسلسل الرئاسي المخيب

كتب عبد الامير بيضون:

أمام كم هائل من الملفات والمطالب الاجتماعية والازمات الأمنية والسياسية والمعيشية والنقابية والمطلبية والصحية الضاغطة، يدور لبنان في حلقة مفرغة، والأخطار تهدده من كل جانب، في ظل الشغور في سدة رئاسة الجمهورية الذي دخل يومه الحادي والتسعين بعد المئتين من دون رئيس للجمهورية، بالتقاطع مع الجلسة التي تحمل الرقم واحد وعشرين في سجل الجلسات المعطلة النصاب، المقررة اليوم الاربعاء…

وإذ غابت عن التداول الآمال بإنجاز هذا الاستحقاق في المدى المنظور، فقد رصدت حركة لافتة لسفير الولايات المتحدة في لبنان، ديفيد هيل، باتجاه عدد من المقار الرسمية فزار الرئيس ميشال سليمان، ورئيس الحكومة تمام سلام، ووزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، بعد زيارات مماثلة خلال الأيام الماضية للعديد من المرجعيات والقوى… من غير ان يظهر في المداولات واللقاءات ما يؤشر من قريب او من بعيد، الى قرب انتخاب رئيس الجمهورية… ذلك ان السفير هيل تقتصر لقاءاته مع من يلتقيهم على توجيه «النصائح بوجوب التركيز على حسن تدبير شؤون البلاد في ظل الفراغ الرئاسي، مع التشديد على ضرورة بذل كل جهد ممكن لانجاز الاستحقاق وعدم الاتكال كلياً على تطورات الخارج…».

المواد المشعة… تضخيم

وفي اطار مختلف، أثار قلقاً لدى اللبنانيين عامة، فقد أعلن وزير البيئة محمد المشنوق ان «الكلام عن وجود مواد مشعة في كل لبنان مضخم…»، لافتاً الى ان «المهم ألاّ نقع في حال من الهلع والذعر…» مطمئنا الى ان «المواد التي وجدت محدودة الأمكنة والمعلومات المذكورة بحاجة الى كشف أكثر ليكون لدى الناس فهم علمي للموضوع لا كما يقال ان هناك مواد مشعة في كل لبنان…».

«القوات» بعد الكتائب: رفض التشريع العادي في غياب الرئيس

إلى ذلك، وبالتوازي مع تحرك رئيس مجلس النواب بري على خط اعادة الحياة التشريعية للمجلس تحت عنوان «تشريع الضرورة»، ومع تزايد الحديث عن احتمال الدعوة لجلسة تشريعية في النصف الثاني من آذار الجاري، فإن أوساطاً نيابية أكدت لـ«الشرق» ان انعقاد الجلسات التشريعية لم يبث نهائياً بعد، وهو محكوم بنتيجة المشاورات التي يجريها الرئيس بري وفريق عمله من النواب، لتذليل العقبات التي تحول دون التئام المجلس، الذي لايزال بنظر البعض هيئة ناخبة في ظل الشغور الرئاسي».

وبعد حزب «الكتائب» الذي أكد أولوية انتخاب رئيس الجمهورية على أي عمل آخر، دخلت «القوات اللبنانية» على الخط، في مؤتمر صحافي عقده عضو كتلة «القوات» النائب انطوان زهرا، أعلن فيه أنه من غير الممكن ان نوافق على التشريع العادي في غياب رئيس للجمهورية…» مستدركاً بالقول «إنه من أجل استمرار عمل الدولة في حده الأدنى فإننا نستطيع ان نشرع استثنائياً في المواضيع المتعلقة باعادة انتاج السلطة وأضفنا اليها موضوعين: الموازنة – اذا أنجزت – لأننا منذ عشرة أعوام من دون موازنة، وقانون الانتخابات، وزدنا أنه اذا حصل توافق شامل على سلسلة الرتب والرواتب أيضاً لما لها من فوائد اقتصادية واجتماعية وحياتية…».

أما عضو «التحرير والتنمية» النائب ميشال موسى فرأى ان «طريق الجلسة التشريعية أصبح أسهل مما كان عليه في السابق بسبب تراكم المواضيع المهمة التي انتهت دراستها في اللجان النيابية المشتركة، والتي توضع في خانة تشريع الضرورية ولا بد من اقرارها… لاسيما وان انتخاب رئيس الجمهورية لم يحصل بعد…

جلسة انتخاب الرئيس ستنسخ سابقاتها

أما على خط الاستحقاق الرئاسي، فالواضح أنه «يدور في حلقة مفرغة» في غياب أي تطور خارجي وداخلي لافت… ومع هذا، فإن الأنظار تتجه الى ساحة النجمة لمتابعة الجلسة الحادية والعشرين المقررة لانتخاب رئيس للجهورية اليوم الاربعاء، على رغم ان التوقعات كلها تفيد بأن جلسة اليوم لن تكون خلاف سابقاتها وسيرفع الرئيس بري الجلسة الى موعد لاحق، لن يكون أقل من شهر…

وفي السياق، وخلال استقباله وزير الدفاع سمير مقبل، عاود الرئيس ميشال سليمان التشديد على «أهمية بذل الجهود لانتخاب الرئيس – الذي يشكل الرمز المعنوي كقائد أعلى للقوات المسلحة والغطاء الأمني والسياسي لدعم الجيش الذي يحارب الارهاب على جبهات القتال ويحفظ الأمن». وكانت مناسبة على ما قال الوزير مقبل «استمزجت رأيه للاستفادة من خبرته في القرارات التي سأتخذها إن كان بالنسبة الى لجنة الرقابة على المصارف او التمديد لبعض الضباط…».

من جانبها قالت وزيرة المهجرين اليس شبطيني «ان لا حل لهذا الكم الهائل من المطالب الاجتماعية والازمات المعيشية والصحية… واما التهديدات والأخطار الأمنية وأعباء النزوح… إلا من خلال الشروع فوراً بانتخاب رئيس جديد للجمهورية…» لافتة الى «ان هذا الحدث بات مرتبطاً عضوياً على ما يبدو بالوضع الاقليمي والاتفاقات الموعودة دولياً واقليمياً…».

الحوارات… ومسودة اعلان النيات

وعلى خط الحوارات الجارية، وإذ تتجه الأنظار لمعرفة ما سيكون عليه موقف الجنرال عون من مسودة اعلان النيات مع «القوات اللبنانية» التي تسلمها مساء أمس من مسؤول جهاز الاعلام والتواصل في «القوات» ملحم رياشي برفقة النائب ابراهيم كنعان… ليبنى على الشيء مقتضاه فإن عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري وفي احتفال أحيته منسقية «تيار المستقبل» في ايطاليا، أبدى أسفه للشغور في موقع الرئاسة…» لافتاً الى اننا «قاربنا العشرة أشهر من الشغور، ولكن هذا لن يجعلنا نمل من العمل على انتخاب رئيس…» متهماً «فريقاً شريكا في الوطن» بأنه «أخذ هذه الورقة الى بعد إقليمي ايراني وجعلها ورقة في مفاوضاتها مع المجتمع الدولي…».

أما عن حوار «المستقبل» و«حزب الله» فلفت حوري، الى أنه «وفي ظل شغور موقع رئاسة الجمهورية دخلنا في حوار مع «حزب الله» وقلنا اننا نربط النزاع مع الحزب في ثلاثة عناوين… ودخلنا لنتحاور خارج هذه العناوين، لأننا نعلم ان هذه العناوين حلها ليس مع شريكنا اللبناني…» خالصاً الى ان «ما من مصلحة لأحد بتعطيل عمل الحكومة…» ومشدداً على ان «هناك عدوا واحداً وهو إسرائيل وقضية مركزية واحدة واسمها فلسطين».

تعزيز قدرات الجيش

وسط هذه التطورات، وفي اطار تعزيز قدرات الجيش اللبناني العسكرية فقد استقبل وزير الدفاع سمير مقبل ظهر أمس، سفير قبرص هومير مافرو ماتيس يرافقه مدير مكتب وزير الدفاع القبرصي على رأس وفد عسكري بمناسبة «تسليم تقديمات عسكرية للبنان، بهدف تلبية احتياجات الجيش في هذا الوقت العصيب» على ما قال السفير القبرصي.

وفي الاطار عينه توقعت مصادر عسكرية ان يزور قائد الجيش العماد جان قهوجي الاردن قريباً للتباحث مع عدد من المسؤولين العسكريين والأمنيين في كيفية توطيد اطر التعاون العسكري….

احتفالية مئوية لبنان

على صعيد آخر، وإذ أقفلت أبواب الصرح البطريركي صباح أمس، مع بدء الخلوة الاستثنائية لسينودس الكنيسة المارونية برئاسة البطريرك بشارة بطرس الراعي ومشاركة مطارنة الطائفة من لبنان وبلدان الانتشار… فقد استضافت «الجامعة اللبنانية – الالمانية» في حرمها في ساحل علما البطريرك الراعي افتتاحاً لسلسلة ندوات بعنوان «على مشارف المئوية الأولى للبنان الكبير…» في حضور وزير الاعلام رمزي جريج ممثلاً رئيس الحكومة تمام سلام وعدد من الشخصيات السياسية، والحزبية والعسكرية، وفاعليات المنطقة ورئيس الجامعة وعمداء الكليات والمسؤولين الاداريين… وقدم الراعي «جولة أفق تاريخية متحدثاً عن دور البطريركية في قيام لبنان الكبير…» موضحاً ان «الموارنة سعوا دائماً الى الحفاظ على استقلالية جبل لبنان والتعددية الثقافية والدينية فيه…».

وختم: «عندما وضعنا المذكرة الوطنية في 9 شباط 2014، أردنا اكمال عمل اسلافنا البطاركة بروح المسؤولية نفسها، فأكدنا فيها الثوابت، وطرحنا الهواجس، ورسمنا أسس المستقبل وحددنا الأولويات».

من جانبه دعا المجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك في اجتماعه الدوري أمس، «الى وقفة وطنية مسؤولة للاسراع في انتخاب رئيس للجهورية واطلاق الحياة الدستورية السلمية…».