الانتصار مغمس بمرارة استشهاد العسكريين الثمانية المخطوفين منذ 3 سنوات
انتهاء معركة فجر الجرود باستسلام «داعش» والاتفاق على انسحاب مقاتليه الى دير الزور
انتهت معركة «فجر الجرود» من الجهة اللبنانية وعملية «وان عدتم عدنا» من الجانب السوري باتفاق لوقف اطلاق النار يتضمن في بنوده الكشف عن مصير العسكريين المخطوفين الذين تبين انهم استشهدوا قبل عامين، كما يشمل تسليم جثامين شهداء لحزب الله، مقابل انسحاب مقاتلي داعش باتجاه دير الزور. وأعلن الجيش أمس وقفاً لإطلاق النار في حملته على تنظيم داعش، لإفساح المجال للمفاوضات المتعلقة بالعسكريين المختطفين منذ 2014.
وقف اطلاق النار
في هذا السياق، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: تعلن قيادة الجيش عن وقف لإطلاق النار إعتبارًا من تاريخه الساعة 7:00، وذلك إفساحاً للمجال أمام المرحلة الأخيرة للمفاوضات المتعلقة بمصير العسكريين المختطفين. كما أعلن حزب الله وقف إطلاق النار الأحد لإنهاء هجوم على تنظيم «الدولة الإسلامية» في منطقة القلمون الغربي بسوريا على الحدود مع لبنان. «في سياق اتفاق شامل لإنهاء المعركة في القلمون الغربي ضد تنظيم داعش». وفق ما قالته وحدة الإعلام الحربي لحزب الله.
مراحل الاتفاق
وتوصل حزب الله الى اتفاق مع تنظيم داعش وتم تسهيله من قبل السلطات السورية، ويقضي هذا الإتفاق بمرحلته الاولى بأن يقوم «داعش» بتسليم «حزب الله» عددا من جثامين شهدائه وربما هناك أسير مفترض للحزب مع داعش.
أما المرحلة الثانية، فهي تتصل بكشف مصير العسكريين اللبنانيين، وإذا تم التأكد والتثبت من المعلومات حول مصيرهم، ننتقل الىالمرحلة الثالثة والتي تقضي بإنتقال مسلحي «داعش» من الجرود اللبنانية والسورية الى منطقة دير الزور في شرق سوريا.
خرائط الألغام
كذلك، يتضمّن الاتفاق تسليم «داعش» خرائط تضم مئات الألغام وضعت في جرود راس بعلبك والقاع.
وذكرت مصادر «حزب الله» أن الحزب تسلّم جثامين قتلاه الأربعة من تنظيم «داعش» في إطار الإتفاق الذي عقد بين الحزب وداعش. وستخضع هذه الجثث لفحوص الـDNA للتأكد من هويتها.
الموافقة السورية
وكان مصدر عسكري سوري أكد أمس أنه: «بعد النجاحات التي حققتها قواتنا المسلحة بالتعاون مع المقاومة الوطنية اللبنانية في جرود القلمون الغربي، وإحكام الطوق على ما تبقى من تنظيم داعش، وحقناً لدماء قواتنا والقوات الرديفة والمدنيين، تمت الموافقة على الاتفاق الذي نُظّم بين حزب الله وتنظيم داعش والذي يقضي بخروج ما تبقى من عناصر داعش باتجاه المنطقة الشرقية للجمهورية العربية السورية».
العسكريون المخطوفون
وتجدر الإشارة إلى أنّ العسكريين المخطوفين لدى «داعش» هم المعاون ابراهيم مغيط، العريف علي المصري، العريف مصطفى وهبي، سيف ذبيان، محمد يوسف، خالد مقبل حسن، حسين محمود عمار، وعلي الحاج حسن.
وأكدت مصادر ميدانية لموقع ليبانون فايلز ان الجندي اللبناني التاسع المخطوف عبد الرحيم محمد دياب قد انضم منذ اكثر من سنتين الى تنظيم داعش الارهابي بسبب قرابته بأحد قياديي التنظيم.
وبحسب المصادر فقد انتقل دياب مع داعش الى الرقة، وهو مجهول المصير حتى الان ولم يعرف ما اذا كان يقاتل مع المسلحين وقتل مع من قتل هناك، او انه موجود في مكان ما داخل سوريا.
ابراهيم وجثث العسكريين
وبعد الظهر أعلن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم عن «إستخراج 6 جثث يعتقد أنها تعود للعسكريين المخطوفين ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 8»، قائلاً: «باللحظة التي وصلت فيها إلى خيمة الأهالي كان عناصر الجيش اللبناني والأمن العام ينتشلون الرفات». وفي تصريح له من خيمة أهالي العسكريين المخطوفين أشار إلى أنه كانت لدينا معلومات عن إستشهاد العسكريين منذ شباط 2015 لكننا لم نستطع أن نؤكد ذلك»، مشيراً إلى أنه «كنت أتمنى أن تكون نهاية هذا الملف كغيره من الملفات السابقة».
وأعلن اللواء إبراهيم أنه «ننتظر نتائج إختبار الحمض النووي لنتأكد من الشكوك التي لدينا لكننا شبه متأكدين من أن الجثث هي للعسكريين المخطوفين».
وأوضح اللواء إبراهيم أن من استسلم من «داعش» هم من أخبرونا بعد التحقيق معهم بمكان العسكريين والباقون من داعش سيتم ترحيلهم إلى سوريا.
ورداً على سؤال، شدد اللواء إبراهيم على أننا «لم نساوم ونحن بموقع المنتصر والفارض للشروط».
من جهة ثانية، أشار مدير عام الأمن العام إلى أن لا معلومات عن المصور المخطوف لدى «داعش» سمير كساب أو المطرانين المخطوفين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم. ولاحقا تم استخراج جثتين اضافيتين للعسكريين المخطوفين.
وزراء التيار الوطني الحر
في سياق متصل، كان قد وصل خمسة وزراء من التيار الوطني الحر على متن طوافة عسكرية الى ثكنة فوج حماية الحدود البرية في راس بعلبك، وهم: الخارجية جبران باسيل، الدفاع يعقوب الصراف، الاقتصاد رائد خوري، السياحة اواديس كيدانيان، والطاقة سيزار ابي خليل، واجتمعوا بقادة معركة «فجر الجرود» في غرفة العمليات ولدى مغادرتهم وفي دردشة مع الإعلاميين وسؤالهم عن استسلام «داعش» ووقف إطلاق النار، أكدوا الخبر، وعن مصير العسكريين ومن الجهة المكلفة التفاوض عن الجانب اللبناني، قال وزير الدفاع: «لا معلومات عن مصير العسكريين المخطوفين لدى داعش والجيش سيصدر بيانا بهذا الخصوص في حال ورود أي معلومات». وأضاف: «التفاوض مكلفة به القوى الأمنية مجتمعة تحت ظل القرار السياسي من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون».
وبارك باسيل من القاعدة العسكرية في راس بعلبك للجيش نصره على الارهاب، مشيرا الى ان الفضل للمؤسسة العسكرية في التخلص من الارهابيين.
الصراف
وبدوره، قال الصراف: «القرار السياسي وراء الجيش وقيادته، نشهد ان الرجال هم الذين يحررون لبنان من الفكر الارهابي. وفي ما خص الاسرى حكما لن يكون هناك اي تفاوض في اي موضوع قبل جلاء الحقيقة حول مصير الاسرى، ولولا الضغط العسكري الميداني الذي قام به الجيش اللبناني لما وصلنا الى هذه المرحلة». ومن ثم غادروا على متن الطوافة.
قصف مراكز داعش
وكان الجيش قصف في الساعات الماضية ما تبقى من مراكز داعش في وادي مرطبيا ما أسفر عن سقوط عددٍ من الإصابات في صفوف المسلحين.
شهيد
وفي السياق، نعت قيادة الجيش المجند الممددة خدماته ياسر حيدر أحمد الذي استشهد في جرود رأس بعلبك بعد تعرض آلية عسكرية لإطلاق نار من جهة الإرهابيين.
الجيش: رفات 8 أشخاص تخضع لفحوصات DNA
صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه، البيان الآتي:
«في إطار متابعة العكسريين المخطوفين لدى تنظيم داعش الارهابي، تم العثور في محلة وادي الدب – جرود عرسال على ثمانية رفات لأشخاص، وقد تم نقلها الى المستشفى العسكري المركزي لإجراء فحوصات DNA من هوية أصحابها.
وسيصار الى إصدار بيان فور ورود نتائج فحوصات DNA».