كتب عوني الكعكي:
صراحة غبطة البطريرك بشارة بطرس الراعي كانت البارحة مميزة لم اسمع صراحة لمسؤول بحجم صراحة غبطته وادهشني اكثر متابعته تفاصيل الامور وبالاخص موضوع الرئاسة الذي يشكل هاجساً يزعجه ليلاً نهاراً.
انتقلنا من حسرته على عدم تحقيق انجاز انتخاب رئيس جمهورية الى تحميله وبشكل حاسم السياسيين مسؤولية عدم تحقيق هذا الانجاز.
رفض غبطته رفضاً قاطعاً ان يكون رئيساً للجمهورية واكد على فصل السياسة عن الدين.
اللقاء مع غبطة البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي كان وكأنه بين اهل البيت الواحد. فقد فتح نيافة الكاردينال الراعي ذراعيه وابوابه وقلبه لنقيب الصحافة الاستاذ عوني الكعكي واعضاء مجلس النقابة، وتبادل واياهم حديثاً من القلب للقلب.
وبصراحته المعهودة بدا غبطته متضايقاً من عدم وجود رئيس للجمهورية… فلا جسم مقطوع الرأس يبقى على قيد الحياة. وبالتالي لا بد من انتخاب الرئيس.
ولاحظ ان التصعيد السياسي لا لزوم له خصوصاً وان الاطراف جالسون الى طاولة الحوار.
وقال ان كل مرشح لرئاسة الجمهورية يجب ان يكون له برنامج يترشح على اساسه.
ورداً على دعوة النقيب الكعكي ليكون غبطته رئيساً للجمهورية قال البطريرك انه يرفض بقوة ان يعمل رجال الدين في السياسية بل ان يعملوا في شؤون الدين، ورجال السياسة يعملون في السياسة… لرجال الدين دورهم المعروف، ولاهل السياسة كذلك دورهم المعروف.
وشدد الراعي على ان الذين يدعون ان لبنان كذبة هم الكذبة وسنبقى شوكة في عيون اسرائيل… فنحن جسر بين الشرق والغرب.
وعندما تناول البحث مع السيد البطريرك الراعي تطورات الوضع في سوريا لاحظ غبطته ان بشار اخطأ مرتين المرة الاولى لأنه لم يحسن التعامل مع التظاهرات السلمية. فاسقط فرصة تاريخية مهمة للحل في بداية الازمة. والثانية لانه بسوء تعامله مع التظاهرات اوصل الامور الى ما وصلت اليه، بما في ذلك تفاقم دور الارهاب في الازمة.
واعلن غبطة البطريرك ان التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية من اي من الاطراف السياسية يحتاج الى مبادرات»، مشيرا الى «ان بكركي ستقرع الاجراس عند انتخاب رئيس جديد».
استقبل البطريرك الراعي نقيب الصحافة عوني الكعكي على رأس وفد من مجلس النقابة، وقال الكعكي بعد اللقاء «رحب غبطته بالمجلس الجديد وهنأه على الانتخابات، متمنيا للنقابة وللصحافة اللبنانية القيام بدورها في ايجاد رأي عام ايجابي وموضوعي مبني على المحبة والشركة والتعايش بين مكونات الشعب اللبناني وزيادة منسوب الثقافة الحوارية التي تقرب بين اللبنانيين وتحصين البيت اللبناني».
لبنان جسر عبور
وهنأ الكعكي غبطته ببداية السنة الخامسة لتوليه سدة البطريركية. ووجّه اليه دعوة مفتوحة لزيارة النقابة عندما تسمح ظروفه بذلك، وأعلن ان البطريرك الراعي شدّد على «ان لبنان جسر عبور بين الحضارات وموقع تلاق بين الاديان وليس «كذبة» كما يزعم الاسرائيليون»، مشيرا الى «الدعم الدولي الذي يلقاه لبنان»، وداعيا الى «ضرورة الاستثمار على هذا الدعم لتمكين لبنان من لعب دوره الحضاري والثقافي ليس في المنطقة فحسب بل في العالم».
وأكد البطريرك الماروني «ان لا خوف وجوديا على اي من مكونات المجتمع اللبناني»، معتبرا «اننا كلبنانيين اقرب الى بعضنا البعض من اي طرف خارج لبنان. وهذا هو النموذج اللبناني الذي وصفه البابا يوحنا بولس الثاني بأنه رسالة بكل المعاني».
ونوه غبطته بالقمم الروحية وبالعلاقة الممتازة بين القادة الروحيين، مؤكدا ان دور القادة هو الجمع والاحتضان ليس لطوائفهم او مذاهبهم فقط بل لجميع اللبنانيين، لافتا الى ان علاقة بكركي جيدة مع كل الاطراف السياسية على مختلف مشاربهم وانتماءاتهم، وبكركي كانت وستبقى على مسافة واحدة من الجميع وهي لا تزال تسعى لجمع كلمة اللبنانيين حول العناوين الوطنية».
احتضان اللقاء الرباعي
واعلن الراعي «انه حاول جاهدا احتضان اللقاء الرباعي الذي جمع زعماء الكتل النيابية الاربع، ولن يتوقف عن السعي مع الجميع، على قواعد اهمية مصلحة لبنان، معتبرا انه ورغم عدم تمكن السياسيين من الوصول الى توافق تام سيبقى يدفع باتجاه اللقاء والحوار، وستبقى بكركي داعمة لكل الحوارات القائمة وستبقى على مسافة واحدة من الجميع». واكد «ان التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية من اي من الاطراف السياسية يحتاج الى مبادرات»، معربا «ان بكركي ستقرع الاجراس عند انتخاب رئيس جديد». واعتبر «ان الدعم الدولي يمكن استنتاجه من خلال دعم الجيش الذي يقوم بمهام حماية الوطن والمواطن وايضا الدعم الاقتصادي والسياسي في المحافل الدولية».
وختم «ان الاوطان تقاس بمدى كرامة شعوبها وثقافتهم، ولبنان مثال ونموذج يحتذى لما يختزنه من ثقافة ومن تمسك بالسيادة والكرامة الوطنية».
استقبالات:
وكان البطريرك الراعي التقى مدير عام التجهيز المائي والكهربائي فادي قمير يرافقه رئيس شعبة الانتربول في قوى الامن الداخلي العميد ميلاد خوري، آمر مفرزة الشرطة القضائية في جونية المقدم طوني متى، مدير مكتب قمير مروان سعادة ورئيس المصلحة في وزارة الطاقة جورج فخري.
وقد اطلع قمير الراعي على المشاريع المائية والكهربائية المدرجة على برنامج وزارة الطاقة والمياه ومن ضمنها ملف اعادة تأهيل قناة وادي قنوبين المدرجة على لائحة تراث الوادي المقدس. بعدها استقبل رئيس بعثة اطباء بلا حدود في الشرق تييري كوينز وممثل الشؤون الانسانية في الشرق الاوسط انطوان بيلر ومساعدة رئيس البعثة نجاة الراعي. واطلع الوفد الراعي على برنامج عمل البعثة في لبنان والمنطقة ولا سيما المساعدات الطبية والانسانية التي تقدمها للاجئين وللبنانيين.
وظهرا، استقبل البطريرك الراعي الوزير السابق جان عبيد وجرى عرض للتطورات والمستجدات محليا واقليميا.