عون وقع الموازنة وعرض الاوضاع مع زواره
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حرصه على تعزيز العلاقات اللبنانية-الفرنسية المتجذرة عبر التاريخ وتطويرها في المجالات كافة، مشيرا الى انه خلال زيارة الدولة التي قام بها الى فرنسا اتفق مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على سلسلة خطوات تشكّل خارطة طريق تعكس عمق العلاقات بين البلدين، لافتا الى ان لبنان يتطلع الى الزيارة الرسمية التي سوف يقوم بها الرئيس ماكرون لبيروت خلال شهر نيسان المقبل لوضع العديد من المسائل التي تم الاتفاق عليها موضع التنفيذ.
كلام عون جاء خلال استقباله في قصر بعبدا قبل ظهر امس، وزيرة الثقافة الفرنسية فرنسواز نيسين لمناسبة وجودها في بيروت لافتتاح معرض الكتاب الفرنسي الذي يقام في مجمع «البيال».
ونقلت الوزيرة نيسين الى الرئيس عون تحيات الرئيس ماكرون، معربة عن سعادتها لوجودها في بيروت لافتتاح معرض «الكتاب الفرنسي» الذي بات معلما ثقافيا مهما في الحياة اللبنانية وفي مسيرة الفرانكوفونية.
وردّ عون مرّحبا بالوزيرة نيسين التي حمّلها تحياته الى الرئيس ماكرون، معربا عن امله في ان تكون هذه الزيارة فاتحة لسلسلة زيارات متبادلة بين لبنان وفرنسا لوضع ما اتفق عليه مع الرئيس الفرنسي من خطوات مشتركة تعزز التعاون بين البلدين وتضعه موضع التنفيذ.
كما استقبل عون رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان وعرض معه عددا من المواضيع المتصلة بعمل المجلس ، ثم التقى النائب السابق سليم عون الذي اشاد بالانجازات التي تحققت في السنة الاولى من ولاية رئيس الجمهورية.
وفي قصر بعبدا، سفير لبنان الجديد في بريطانيا السفير رامي مرتضى الذي زوده الرئيس عون بتوجيهاته عشية التحاقه بمركز عمله الجديد.
واستقبل عون، في حضور النائب السابق سليم عون وفدا من عائلة الشاعر المرحوم سعيد عقل وجه دعوة الى رئيس الجمهورية للمشاركة في القداس الالهي الذي يقام في الذكرى السنوية الثالثة لغيابه يوم الاحد 26 تشرين الثاني.
ونقل النائب زياد أسود الذي نقل إلى رئيس الجمهورية «شكر أهالي منطقة جزين على الاهتمام الذي يوليه لمطالبهم وعلى تعيين مجلس إدارة جديد لمستشفى جزين الحكومي».
واستقبل الرئيس عون رئيس «حركة الاستقلال» ميشال معوض، الذي وجه اليه دعوة «لرعاية وحضور القداس الاحتفالي الذي يقام يوم الأحد 3 كانون الأول المقبل في كاتدرائية مار يوحنا في زغرتا لمناسبة الذكرى الثامنة والعشرين لاستشهاد الرئيس الشهيد رينيه معوض».
ووقّع عون قانون موازنة العام 2017 الذي كان اقره مجلس النواب قبل ايام.
ولايتي ينقل «اتفاق قمة بوتين – روحاني اللبناني»
الحريري من الرياض الى القاهرة فاثينا
وقانون الانتخاب في حلقة مفرغة
حدثان مفاجئان طبعا المشهد السياسي اللبناني امس، تولدا من رحم القمة الروسية- الايرانية وانتجا مفاعيل ايجابية على الساحة الداخلية. الاول وصول مستشار المرشد الايراني للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي الى لبنان من دون الاعلان عن الزيارة مسبقاً، والثاني مغادرة رئيس الحكومة سعد الحريري الى المملكة العربية السعودية فجأة بعد المحطة الايرانية في السراي.
الحدثان لا يمكن غض النظر عن ترابطهما الوثيق، اذ انهما كما اكدت اوساط واسعة الاطلاع لـ»وكالة الانباء المركزية» من افرازات قمة الرئيسين فلاديمير بوتين وحسن روحاني منذ يومين، حيث حضر لبنان في صلب محادثاتهما، فكان تأكيد روسي على وجوب الحفاظ على استقراره الداخلي وعدم استخدام ساحته صندوق بريد لتبادل الرسائل الساخنة. وشدد بوتين الذي يلتقي نظيره الاميركي دونالد ترامب على هامش قمة اسيان الاسبوع المقبل، على ان لا مصلحة لطهران راهنا بالتصعيد من البوابة اللبنانية، لأن باب الفتنة مفتوح في ظل رفع المملكة العربية السعودية سقف مواقفها ضد الحزب الى اعلى مستوى. وتبعا لذلك، يتوجب على طهران اعتماد لغة التهدئة خشية الانفجار الكبير. واشارت الاوساط الى ان زيارة ولايتي المفاجئة جاءت لتؤكد التجاوب الايراني مع الرغبة الروسية وشكلت مواقفه من السراي الحكومي، بما يرمز اليه الموقع، ترجمة لـ»مقررات القمة» اذ اكد على استقلال لبنان وقوته وحكومته وقال ان ايران تحفز وترحب بذلك»، لافتة الى اهمية هذا الكلام بعيد موقف الرئيس حسن روحاني الاخير الذي اعتبر فيه ان لا قرار يتخذ في لبنان من دون اخذ رأي ايران في الاعتبار. وكشفت ان الرئيس الحريري الذي كان نقل اجواء التهدئة السعودية الى الرئيس نبيه بري وتلقى منه وعدا بعدم التصعيد من جانب حزب الله، وبعيد اطلاعه على الموقف الايراني من ولايتي غادر الى السعودية لوضع المسؤولين في المملكة في صورتها والبناء على المقتضى.
من الرياض الى القاهرة فاليونان: وفي السياق، علمت «المركزية» ان رئيس الحكومة سيعود من الرياض خلال ساعات ليتوجه يوم الاحد المقبل الى القاهرة، في زيارة تستمر يوما واحدا، يشارك في خلالها الى جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر للشباب المصري. وفي 8 الجاري، يتوجه الحريري الى اليونان ليشارك في مؤتمر اقتصادي على مدى يومين يعقد على هامشه لقاء مع نظيريه اليوناني والقبرصي.
وكان ولايتي أجرى سلسلة مشاورات في بيروت شملت السراي وقصر بسترس وعين التينة والضاحية، استهلها بلقاء رئيس الحكومة، يرافقه السفير الايراني في لبنان محمد فتحعلي. وتحدث الديبلوماسي الايراني بانفتاح ومرونة بعد اللقاء فقال «أجرينا لقاء جيدا وايجابيا وبنّاء وعمليا مع الرئيس الحريري المحترم، خصوصا ان العلاقات الايرانية – اللبنانية دائما بنّاءة وجيدة، وايران تدعم وتحمي دائما استقلال لبنان وقوته وحكومته وهي تحفز وترحب بذلك»، مشيدا «بالرئيس الحريري والحكومة والشعب». وقال «نهنئهم بالانتصارات التي تحققت في الآونة الاخيرة في مواجهة القوى الارهابية ونتمنى المزيد من التوفيق والنجاح، معتبرا «ان تشكيل حكومة ائتلافية بين 14 اذار و8 اذار يشكل انتصارا ونجاحا كبيرا ومباركا للشعب اللبناني».
مكانك راوح: وسط هذه الاجواء، التأمت امس اللجنة الوزارية المكلفة البحث في سبل تطبيق قانون الانتخاب برئاسة الرئيس الحريري، غير ان اجتماعها يبدو لم يكن مثمرا بل استمر فيه الدوران في حلقتي «البيومترية» و»التسجيل المسبق للناخبين في اماكن سكنهم»، المفرغتين، على ان تستكمل النقاشات في الايام المقبلة. واعتبر وزير الداخلية نهاد المشنوق أنّ «التقدم محدود وهناك أسئلة طرحت في حاجة إلى أجوبة والوقت داهم». من جهته، شددّ وزير المال علي حسن خليل على أنّ «الاولوية هي للانتخابات ولعدم ربطها بالبطاقة البيومترية».