IMLebanon

عون وبري وجنبلاط لا يعترفون بالاستقالة: الحكومة مستمرة

 

حتى مساء أمس لم يطرأ جديد على أزمته ما بعد الاستقالة. ومايزال قائماً اللغز المُحيّر الذي دفع في اتجاه خيار وضع الدولة اللبنانية برمتها امام واقع يشبه الاحجية يستعصي حتى الساعة على الرؤساء وكبار المسؤولين تلمس حلها. وباستثناء اعلان المكتب الاعلامي للرئيس سعد الحريري عن تلقيه اتصالا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تناول التطورات على الساحتين الفلسطينية واللبنانية، علما ان عباس كان اجرى في المملكة العربية السعودية امس محادثات مع الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الامير محمد بن سلمان، لم تظهر للعلن اي حركة او نشاط للرئيس المستقيل… وتواصلت حركة المشاورات واللقاءات في بيروت على محوري قصر بعبدا ودار الفتوى للجم تداعيات الاستقالة وحصر مفاعيلها بالحد الادنى.

 

 

التريث الرئاسي

وواصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقاءاته التشاورية مع الافرقاء السياسيين، لم يسجل اي تبدل في مقاربته للاستقالة. اذ أفادت مصادر بعبدا أن رئيس الجمهورية أبلغ من التقاهم أنه ما زال متريثا في البت في استقالة الحريري لاسيما وأن إعلانها لم يتم في شكل متناغم مع الاعراف. وفيما طمأنهم الى ان الوضع الامني والمالي والاقتصادي مستقر، أشار الى انه يريد التواصل مع الحريري ليفهم الاسباب الحقيقية للاستقالة، لافتة الى أن رئاسة الجمهورية لا تعتبر الحريري مستقيلا انما تتصرف على اساس انه لايزال رئيس مجلس وزراء لبنان.

 

وبري يراها مستمرة

ولم يبدُ رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعيدا من موقف رئيس البلاد. فهو اعتبر خلال لقاء الأربعاء ان «الحكومة مازالت قائمة، وان اعلان الرئيس الحريري استقالته بهذا الشكل لن يغير من كامل أوصافها». ورأى ان «اللبنانيين على رغم كل الازمات التي واجهتهم استطاعوا ان يتجاوزوا كل الصعاب متسلحين بوحدتهم وتحصين ساحتهم الداخلية، معتبرا ان «ما يواجهنا اليوم يفترض منا جميعا ان نحصن هذه الوحدة».

 

تداعيات ديبلوماسية

وبلغت تداعيات استقالة الحريري الحدود الديبلوماسية حيث ستتسبب بتأخير اعتماد سفيري لبنان في الفاتيكان أنطونيو عنداري وواشنطن غابريال عيسى لأن مرسومي تعيينهما لم يوقعا. واكد مصدر ديبلوماسي ان أحد المخارج يتمثل في ارسال وزير الخارجية جبران باسيل، عنداري عن طريق «امر مهمة» كرئيس للبعثة ليتواجد في الفاتيكان كقائم بالاعمال فيتمكن من التواصل مع الكرسي الرسولي الذي لطالما كان صمام الامان للبنان في المراحل العصيبة التي مر بها. ولفت المصدر الى ان يمكن للرئيس الحريري ان يوقع المرسوم في حال عودته الى لبنان من باب تصريف الاعمال، فيتمكن السفير عنداري، وهو متواجد في الفاتيكان، من تقديم اوراق اعتماده كسفير. وفي ما يخص عيسى، فانه في حال انجاز اوراقه المتعلقة بالتخلي عن جنسيته الاميركية، لن يتمكن من الالتحاق بعمله كسفير اذا لم يوقع الرئيس الحريري مرسوم اعتماده، ويمكن انذاك اللجوء الى مخرج امر المهمة نفسه، لتأمين تواجد عيسى على مقربة من مسؤولي الادارة الاميركية في واشنطن.

 

والثقة كذلك

وليس بعيداً، شدد مصدر ديبلوماسي اميركي لـ»المركزية» على «ان الولايات المتحدة ماتزال ترغب في دعم جهود لبنان في صون امنه واستقراره والدفع في اتجاه ازدهاره والاهم التزامه بأسس قيام الدولة المرتكزة الى الديموقراطية»، ولفت مصدر رسمي في بيروت الى «ان زيارة هيدي غرانت لقائد الجيش أمس دلالة الى ان الثقة الاميركية بوضع لبنان لم تهتز بفعل الاستقالة التي اعلنها الحريري، وان التقدير الكبير لنصر الجيش في معركة «فجر الجرود» ودحر الارهابيين ومنع عودتهم الى لبنان سيدفع في اتجاه المزيد من دعم الجيش وتعزيز قدراته، ومن خلاله تعزيز الاستقرار».

 

شراكة طويلة الامد

اقتصاديا، أكد مدير البنك الدولي سيرج كمارجا بعيد زيارته الرئيس عون ، على مواصلة البنك الدولي دعم لبنان في المجالات كافة، مشيرا الى ان شراكة البنك مع لبنان طويلة الاجل وهو ملتزم العمل مع حكومته. واوضح ان لدى البنك الدولي برنامجا واسعا لدعم الحكومة اللبنانية للتركيز على جدول التنمية الاقتصادية، كاشفا ان دعم البنك للبنان تجاوز الملياري دولار في مجالات تطوير البنى التحتية، التربية، الصحة وايجاد فرص العمل.

 

… والدعم الاوروبي ثابت

وأصدر سفراء الاتحاد الأوروبي في لبنان أمس موقفا أكدوا فيه «دعمهم القوي لوحدة لبنان واستقراره وسيادته وأمنه وشعبه» بعد استقالة الرئيس الحريري، داعين «جميع الأطراف إلى متابعة الحوار البنّاء والاعتماد على العمل المنجز خلال الأشهر الأحد عشر الماضية بهدف تقوية مؤسسات لبنان والإعداد للانتخابات النيابية في مطلع 2018 وفقاً لأحكام الدستور، ومجددين «التزامهم المستمر بالوقوف إلى جانب لبنان ومساعدته في إطار الشراكة القوية لضمان استقراره وتعافيه الاقتصادي المستمرين».