IMLebanon

مجلس الوزراء يعود الاسبوع المقبل نائيا بنفسه

كتبت تيريز القسيس صعب
عكست الأجواء الايجابية التي رشحت منذ أمس الاول من قصر بعبدا اثر المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع  رؤساء الكتل النيابية وممثلي الاحزاب، على تصريحات البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي زار الرئيس عون عشية توجهه الى ايطاليا في زيارة رسمية لثلاثة أيام.
وعلمت «الشرق» من مصادر سياسية ان البطريرك نقل الى عون رسالة من البابا فرنسيس تعرب عن دعم الكرسي الرسولي للمساعي والجهود التي يقوم بها عون بهدف المحافظة على الاستقرار والأمن في لبنان، كما على صورة العيش المشترك الذي يتحلى به الشعب اللبناني، وضرورة تكاتف أبنائه حول دولته ومؤسساته.
كما أشارت المصادر الى ان الرسالة حملت اهتمام الكرسي الرسولي بالوضع في لبنان، وأهمية المحافظة على مؤسساته الدستورية في هذه الظروف الحساسة لمواجهة أية أخطار تحدق بمنطقة الشرق الاوسط، خصوصاً وأن لبنان هو مركز للحوار والثقافات بين الأديان.
وقد بحث الرئيس عون مع البطريرك الراعي الذي استقبله عصر أمس، في آخر التطورات المحلية، في ضوء اللقاءات التشاورية التي عقدها مع ممثلي الكتل النيابية وعدد من الاحزاب اللبنانية أمس، بالاضافة الى نتائج زيارة البطريرك الى كل من المملكة العربية السعودية والفاتيكان.
وبعد اللقاء ضرح البطريرك الراعي للصحافيين فقال:
«زرت فخامة الرئيس كي اتمنى له كل التوفيق، وأضعه في اجواء الزيارة التي قمت بها الى السعودية علما انني كنت اتصلت به في اليوم الاول وارسلت اليه تقريرا خطيا مفصلا حول كل الامور. وقد وضعت الرئيس عون ايضا باجواء لقاءاتنا في الفاتيكان، اكان في امانة سر الدولة او مع قداسة البابا. جئت كي اقول ايضا ان فخامة الرئيس،
امتص كالحربة، بحكمته وبهدوئه وبعد نظره، كل ما حصل فعاد البلد ليعيش فرحا ووحدة كبيرين، وقد زالت الازمة الاخيرة. كما تمنيت لرئيس الجمهورية ان تتمكن المشاورات التي اجراها من الوصول الى نتيجة ينتظرها كل اللبنانيين. ونتمى له سفرا مباركا وان يعود بالسلامة اذ يحق للجالية اللبنانية ان تفرح بالرئيس كما  نفرح نحن».
سئل: كنت اعلنت من السعودية انك مقتنع باسباب استقالة الرئيس سعد الحريري، هل مازلت مقتنعا بهذه الاستقالة، بعدما صرف النظر عنها كما يبدو واضحا؟
اجاب: كل ذلك اصبح في مهب الريح، ورئيس الجمهورية اجرى استشارات وسمع آراء كل الاحزاب والشخصيات. ولا لزوم الى العودة الى الوراء. نحن ننتظر نتيجة المشاورات، وان شاء الله يتمكنون من اعلان شيء في هذا الموضوع الاسبوع المقبل كما يقول الرئيس. ان ذلك بات من الماضي.
سئل: هل انت مع تعديل في البيان الوزاري في ما يتعلق بالنأي بالنفس في ما خص العلاقات العربية؟
اجاب: هذا موقف اساسي بالنسبة لنا، واعتقد ان الجميع يطالب به، فلبنان لا يمكن له ان ينطلق الا على هذا الاساس. ان مضمون المشاورات لم يطلعني الرئيس عليه، الا اننا وكما نقرأ في الصحف، فان الجميع يتكلم عن الامر علما انه اساسي بالنسبة للبنان. ان قيمة لبنان بعلاقاته مع كل الدول، وبكونه مكان تلاق وصداقة، وكل الدول تريد منه ان يكون كذلك. واتصور ان نتيجة المشاورات ستكون على هذا النحو.
سئل: انتقد البعض زيارتك  التاريخية الى المملكة العربية السعودية، ماذا تقول لهذا البعض؟
اجاب: اريد ان احيي المملكة لاني سمعت من جلالة الملك ومن الامير ولي العهد كلاما رائعا عن لبنان واللبنانيين، وكم يعتبرون لبنان مهما ومن انه يجب ان يبقى منفتحا على كل الناس وتبقى صداقاته مع كل الدول. وقد حدثاني عن الايام التي كانا يقضيانها فيه،  وهما يتمنيان ان يبقى لبنان على هذا النحو، ارضا حلوة ولطيفة، وارض الحرية واللقاءات لا العداوات. واود ان اشكرهما على هذا الكلام بالاضافة الى الحفاوة الكبيرة التي احاطاني بها. وبالمناسبة، علمت في المطار بوفاة شقيقة جلالة الملك، واود من هنا ان اقدم له التعازي.
سئل: هل ترى من حاجة للدعوة الى قمة روحية مسيحية اسلامية بعد الازمة الاخيرة؟
اجاب: اذا كانت من حاجة، نحن ندعو الى قمة، لكن قد لا تكون ثمة حاجة لذلك لان ما قام به فخامة الرئيس من مشاورات وما سيصدر مبدئيا الاسبوع المقبل في مجلس الوزراء قد يغني عن هذا الامر. واذا وجدت الحاجة ندعو الى قمة وهذا اسهل ما نقوم به لان لا صعوبة في لقائنا مسيحيين ومسلمين.
سئل: نفهم من كلامك ان ثمة جلسة لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل؟
اجاب: قال لي فخامة الرئيس انه عندما يعود، ستعقد مطلع الاسبوع المقبل جلسة يطرحون فيها نتائج المشاورات.
سئل: هل يمكن ان يكون هناك ما يعبر عنه باتفاق؟
اجاب: هناك العديد من القضايا بينها نتيجة المشاورات، هذا ما فهمته من الرئيس.
وفي دردشة مع الصحافيين أوضح الراعي أنه أرسل تقريراً خطياً الى رئيس الجمهورية حول نتائج زيارته المملكة، كما أرسل تقريراً آخر للفاتيكان بعد استفسارات كثيرة من فرنسيس حول ما يحصل في لبنان منذ احتجاز الرئيس سعد الحريري في السعودية.
وقال البطريرك أنه سمع كلاماً شخصياً ومشجعاً من كل من الملك سلمان وولي العهد محمد عن تشجيعهما الحريري العودة الى بيروت لاعادة ترتيب البيت الداخلي، وتعزيز الاستقرار السياسي.
وأوضح غبطته أيضاً خلال الدردشة أنه سمع تطمينات حول وضع أبناء الجالية اللبنانية في المملكة، وأهمية وجودهم على أراضيها بهدف تعزيز النمو والازدهار في البلاد.
وحول مما أثير عن ان النائب السابق فارس سعيد، والدكتور رضوان السيد حضرا ترتيبات الزيارة الى المملكة، أكد الراعي أن الزيارة الى المملكة كانت مقررة منذ العام 2013، ولأسباب وفاة الملك عبد الله، واستقالة البابا السابق وانتخاب البابا الحالي، تم تأجيل الزيارة حينها.
وقال إن القائم بأعمال المملكة السابق في بيروت وليد بخاري هو من سعى الى انجاح هذه الزيارة، وقد عمل منذ شهرين تقريباً للتحضير لها وترتيبها.
وقال هذه الزيارة التاريخية والمهمة فتحت آفاقاً جديدة في العلاقات المميزة بين لبنان والمملكة، ونحن سنسعى على المحافظة عليها وتشجيعها وتثمينها عبر لقاءات وزيارات في المستقبل.