صيغة التسوية تدور بين باريس والرياض وطهران و … بيروت
وزير الثقافة استقبل نقابة المحررين:
مجلس الوزراء خلال 48 ساعة لإحياء التسوية
أكد وزير الثقافة غطاس الخوري في لقاء مع نقيب محرري الصحافة اللبنانية الياس عون وأعضاء مجلس النقابة، سياسياً وثقافياً وأكد أن مجلس الوزراء سينعقد خلال الـ48 ساعة المقبلة من أجل إحياء التسوية.
استهل النقيب عون الحوار مع الوزير خوري، الذي جرى في وزارة الثقافة، بكلمة أشاد فيها بالنهضة «التي يسعى معاليه الى القيام بها من أجل لبنان الثقافة والتراث والفكر والأدب والفن».
وردّ الوزير خوري بكلمة أشاد فيها بدور الصحافة المتزنة ببناء الأوطان، وأكد أن أبواب المتاحف والمواقع الأثريّة ستكون مفتوحة، أمام الصحافيين وعائلاتهم بعد صدور التعميم في ذلك قريباً.
ورداً على سؤال حول ما آلت إليه الأوضاع بعد عودة الرئيس سعد الحريري من السعوديّة، قال الوزير خوري: نحن اليوم في صدد إعادة إحياء التسويّة، وبحكم قربي من الرئيس سعد الحريري لن أتحدّث كثيرًا في التفاصيل عن مرحلة مضت كي لا نبدّد الأجواء التفاؤلية القائمة حاليًا بين الأطراف السياسية.
وردًّا على سؤال حول مشاريع وزارة الثقافة الجديدة، قال: وضعنا خطة لكل مشاريعنا لأننا نؤمن أنه من دون خطة لا نستطيع تحقيق أهدافنا. لقد وضعنا خطة خمسية من أجل النهوض الثقافي، وهدفها ليس الإنماء الثقافي بل إنماء ثقافي إجتماعي وتنميّة مستدامة، تعتمد على عوامل موجودة في الأوطان التي لا تزول. البترول والزراعة ليسا تنميّة مستدامة، بل التراث هو تنميّة مستدامة، خصوصاً التراث والآثار في المناطق النائية البعيدة عن الساحل والعاصمة، أي في القرى. هناك مناطق لبنان في الشمال والجنوب والجبل تعيش من خلال التراث والآثار. إيطاليا هي الدولة الرمز في موضوع التنميّة المستدامة في الثقافة. ونحن قررنا أن يقوم لبنان بما تقوم به إيطاليا، ولكن لا أستطيع أن أُحقق الأهداف المرجوة في التنمية المستدامة بـ5 مليار ليرة لبنانية. لقد وضعنا خطة لتنميّة مستدامة عبر الثقافة ووضعنا خطة خمسية كلفتها 180 مليون دولار. ومع دولة الرئيس سعد الحريري ومن خلال خطة النهوض الإقتصادي الكبيرة التي نأمل أن يكون الإستثمار فيها كبيرًا، والتي تبلغ قيمتها حوالي 12 مليار دولار من هيئات مانحة، وضعنا فيها خطة ثقافيّة على مدى 8 سنوات بـ 280 مليون دولار، بهدف إنشاء عدد من المسارح والمتاحف في كل المناطق، غير مسرح البكاديللي التاريخي، الذي أخوض معركة من أجل المحافظة عليه وأدعو الصحافة الى دعمي في هذا الموضوع، ولن أسمح لأحد القيام بأي مشروع آخر في مسرح البيكاديللي، وقد دخل حاكم مصرف لبنان مشكورًا من أجل إيجاد الحل لهذا الموضوع التراثي والثقافي والتاريخي المهم، مع العلم إن هذا العقار نصفه يعود إلى الدولة اللبنانية ( هيئة ضمان الودائع). ومنذ 26-12-2016 وأنا أحاول جاهدًا معالجة هذا الموضوع ولن أترك الوزارة قبل معالجته وأعددت مشروعاً ليكون مسرح البيكاديللي تحفة فنيّة في قلب بيروت. وليس في العاصمة مسرحًا يتسع لـ850 مقعدًا مثل مسرح البيكاديللي، وزارة الثقافة أساس في هذا المسرح وأنا في قلب المعركة في هذا الموضوع وأريد الصحافة أن تكون إلى جانبي لتحقيق الهدف الوطني الكبير. كما أننا وضعنا برنامجًا للنهوض بالسينما اللبنانية من خلال تشجيعنا لأصحاب المواهب والقدرات. كما لدينا ألفين لوحة فنيّة وهي من أجمل ما رسم الرسامون اللبنانيون ونقوم بترميم اللوحات في قصر الأونيسكو، على ان يتم عرضها أمام الجمهور، وهذا أيضًا، يتطلب ايجاد معرض كبير للوحات الفنيّة. وهناك مشروع مع جمعية «أبيل» لإنشاء متحف لهذه اللوحات. كما هناك مكتبات عامة يقارب عددها المئة. وفي ما يتعلق بالمكتبة الوطنيّة في الصنائع لقد انتهت إعادة تأهيلها بعد تأمين التمويل من دولة قطر وباتت جاهزة للإفتتاح وعلينا تحفيز الناس للذهاب إلى المكتبات من خلال مشاريع وبرامج ونشاطات، بعدما أصبح الهاتف اليوم بديلا من الكتاب، للأسف. وعلينا القيام بتنشيط حركة المسرح في لبنان من خلال إنشاء مسارح صغيرة، بالإضافة إلى دعم الحرف التراثية.
اضاف: لدى وزارة الثقافة 3 مراكز جديدة في طرابلس (خان العسكر) وفي بشمزين وفي صيدا، ستكون مراكز ثقافيّة. وكنت في صدد ضم «بيت بيروت» في السوديكو إلى هذه المراكز، ولكن بلديّة بيروت لم تسهل الأمر ولا أريد خلافات معها. وأكثر ما يؤلمني أن «بيت بيروت» مقفل دائمًا. أنا أريد أن يكون فيه نشاطات ثقافيّة. هدفنا كان وما يزال أن تساهم وزارة الثقافة بالنهضة الثقافيّة في كل المناطق وبرأيي أن الإنفتاح على كلّ الثقافات مفيد، ونحن نعمل بالموازنة المتواضعة لدينا.
ورداً على سؤال حول موعد إنعقاد مجلس الوزراء، قال الوزير خوري: ستكون هناك غداً أو بعد غد جلسة لمجلس الوزراء، بعد «دوزنة بعض الأمور».
وحول الحديث عن حكومة جديدة، قال: تأليف حكومة جديدة عشيّة الإنتخابات النيابية قضية معقدة. وأنا أرى أن الحكومة الحالية سوف تستمر في عملها، ولتكن الإنتخابات النيابية المقبلة، محطة لمن يريد التغيير وأهلا وسهلا بالذي يريد أن يأتي بفريق جديد ومعارضة أقوى. وإذا ظلّ الوضع على ما هو عليه اليوم، فالشعب اللبناني يكون قد اختار ذلك. وأنا أعتقد أن الصوت التفضيلي والقانون الإنتخابي الجديد، قللا من عامل المال في الإنتخابات حقيقة. فريق تيار المستقبل وسعد الحريري بإمكانهم خوض الإنتخابات وأنا لم أحسم بعد قرار ترّشحي.
وردًا على سؤال حول أوضاع اليمن وتأثيرها على التسويّة قال: أؤكد أن موضوع اليمن لن يؤثّر على إعادة إحياء التسويّة في لبنان.
الحدث اليمني والقمة الخليجية يستأثران بالاهتمام وطبخة التسوية اللبنانية على نار حامية
قبل ثلاثة أيام على من اجتماع مجموعة الدعم الدولي في باريس يوم الجمعة المقبل، فعل الضغط الفرنسي فعله الاقليمي في الاتجاهين السعودي والايراني لاخراج لبنان من دائرة كباشهما المستعر، فأفلح موفد الرئيس ايمانويل ماكرون، رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسية وخلية الازمة التي انشأتها للبنان منذ استقالة الحريري برنار ايمييه، في انتزاع موافقة ايرانية مبدئية على «نأي لبنان بنفسه» عن ازمات الجوار، ما يعني عمليا انسحابا تكتييا لحزب الله من الساحات العربية الملتهبة، بعدما اقنع المملكة العربية السعودية بقبول صيغة «النأي بالنفس» بشرط الحصول على ضمانة دولية بالتزام هذه السياسة قولا وفعلا، كون التجارب السابقة في هذا المجال غير مشجعة.
الحدث اليمني
وفيما يترقب اللبنانيون توجيه الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء قبل يوم الجمعة المقبل موعد مغادرة الرئيس سعد الحريري الى فرنسا للمشاركة في اجتماع مجموعة الدعم الدولي للبنان الى جانب الرئيس ايمانويل ماكرون تعلن خلالها وثيقة سياسية كملحق بالبيان الوزاري متضمنة التسوية، جاء نبأ مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، ساعات بعيد اعلانه أمس «فضّ شراكته» مع الحوثيين متهما اياهم بارتكاب «حماقات» ليحرف الانظار عن الداخل نحو الاقليم في ضوء ما يعنيه قتل صالح في قاموس التحولات السياسية في المنطقة عموما وفي اليمن خصوصا، وتداعياته على اكثر من ملف عربي.
القمة الخليجية
ويتوافق التطور اليمني بإنعقاد القمة الخليجية السنوية الـ38 لدول مجلس التعاون الخليجي التي تستضيفها الكويت وتبدأ اعمالها اليوم حتى بعد غدٍ الاربعاء بمشاركة القادة الخليجيين. وتكتسب القمة اهمية استثنائية هذا العام كَونها تُعقد على وقع «خلاف الاخوة» بين السعودية والامارات والبحرين ومعها مصر من جهة وقطر من جهة اخرى على خلفية اتّهامها بدعم الارهاب وتمويله… وعلى مستجدات الوضع اللبناني، والتطورات السورية كذلك.
التسوية اللبنانية
وفي لبنان تنتظر صيغة التسوية النهائية اللمسات الأخيرة، مصادر سياسية مطّلعة «ان تحديد موعد لجلسة لمجلس الوزراء في قصر بعبدا، بات قضية «تقنية» لا أكثر، ذلك ان التفاهم «السياسي»، حول البيان – الوثيقة الذي سيصدر عن الجلسة العتيدة بعدما تصدّق عليه القوى الحكومية كلّها، والذي على أساسه سيعود الرئيس الحريري نهائيا عن استقالته، بات في مراحله الاخيرة، مشيرة الى ان غير صيغة أعدت قد تطرح في الجلسة، وهي تخضع حاليا لقراءة أخيرة من قبل القوى السياسية الاساسية التي شاركت في وضعها، بين بعبدا وعين التينة وبيت الوسط والضاحية، وقد كانت مدار بحث أمس بين المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب وزير المال علي حين خليل ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، في وزارة المال. فمتى نالت احداها ضوءا اخضر نهائيا منها، دعي مجلس الوزراء الى الاجتماع في قصر بعبدا، والأمر مرجح بين اليوم الثلاثاء ويوم الخميس المقبل على أبعد تقدير. وبحسب المصادر، سيكون البيان واضحا في تحديد موقف لبنان الرسمي من سياسة النأي بالنفس عن الصراعات الخارجية، ومن اتفاق الطائف ومن حسن علاقة لبنان بالدول العربية والخليجية، حيث سيؤكد تمسّك الحكومة بالنقاط الثلاث هذه، مع ما تستدعيه من وقف الحملات ضد السعودية والدول الخليجية ووقف التدخلات في قضايا الخارج، على ان ينأى الخارج أيضا بتدخلاته عن لبنان. وفي السياق، أكد النائب وائل ابو فاعور أمس بعيد زيارته الحريري في بيت الوسط ان «الامور تتجه الى الايجابية وتكاد تطوي صفحة الاستقالة وقد تم توضيح الكثير من النقاط والتفاهمات السياسية التي سيعبر عنها بموقف جامع لمجلس الوزراء».
ضمانات للالتزام بالتطبيق
علماً أن السعودية طالبت في الساعات الماضية بضمانات دولية قوية تحمي التسوية الجديدة، وتُلزم كل الاطراف المحلية والاقليمية بتطبيقها، حيث ان البيانات والمواقف اللفظية لم تعد كافية بالنسبة اليها، كاشفة ان فرنسا تحرّكت على هذا الخط. فأوفد الرئيس ماكرون في الساعات الماضية، رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسية برنار ايمييه، الى ايران حيث التقى عددا من المسؤولين وبحث معهم في التسوية، وفي ضرورة أن تبدي طهران تجاوبا وليونة، وبالتالي ان تطلق مسار سحب «حزب الله» من الميادين العربية. فالنأي بالنفس يجب ان يكون هذه المرة، فعلا لا قولا، وإلا فإن الاتفاق الجديد لن يصمد. وبدا، بحسب المصادر ان الجمهورية الاسلامية فهمت الرسالة الفرنسية وأظهرت استعدادا للتعاون، فنقلت باريس الى الرياض هذا الموقف «الايجابي»، الذي معه تأمّن الغطاء الاقليمي للتسوية في نسختها الثانية، ولم يبق الا ان تبصر النور، في الساعات المقبلة، في مجلس الوزراء.
الدعوة لمجلس الوزراء في أي لحظة
وبالنسبة الى موعد جلسة مجلس الوزراء، قالت مصادر قصر بعبدا ان الرئيس ميشال عون لم يتلق حتى ساعات المساء أي اتصال من الرئيس الحريري في شأن الدعوة الى عقد الجلسة اليوم، كما لم يرد الى دوائر قصر بعبدا اي شيء من السراي في هذا الخصوص.