IMLebanon

الحريري: اتفاق سياسي كبير في لبنان والعلاقات مع السعودية ستكون ممتازه

أكد رئيس الحكومة سعد الحريري أن «الطريقة الوحيدة التي يمكن للبلد أن يسير فيها قدما هي أن تكون اكثرية مكوناته السياسية موجودة داخل الحكومة»، مشيرا الى اتفاق سياسي كبير جدا في البلد، معربا عن تفاؤله بإنجاز كل هذه الأمور مشددا على ان الاستقرار السياسي والأمني الأمر الأهم لتنمية الاقتصاد وأعلن ان العلاقات مع السعودية ستكون بأفضل حالاتها.
كلام الرئيس الحريري جاء خلال استقباله مساء أول أمس في «بيت الوسط» وفدا من ملتقى الجمعيات البيروتية وروابط وهيئات وفاعليات اجتماعية بيروتية، حيث قال: «في كل عمل أقوم به، أنظر إلى مصلحة البلد واللبنانيين أولا. قد يكون هناك كثر لم يفهموا خلفيات ما أقدمت عليه من تسويات في المرحلة السابقة، ولكنني حين اقدمت عليها، كنت أرى البلد وهو ينهار امام أعين الجميع، والمؤسسات تهترئ، واتفاق الطائف الذي عمل رفيق الحريري الكثير لإنجازه مهدد بالسقوط هو وكل كيان الدولة اللبنانية. وكان هناك من سيقول أن هذا الاتفاق غير قابل للتطبيق، وبما أن هذا العقد السياسي بين اللبنانيين لم يوصلنا إلى انتظام العمل السياسي، فيجب علينا أن نوجد دستورا جديدا. لكن اليوم، وبعد كل ما قمت به من تسويات، بات هذا الطرح بعيد المنال، وعمل المؤسسات عاد للانتظام، رغم وجود العديد من التحديات والمشاكل التي تتطلب المعالجة.
وتوجه الى الحاضرين قائلاً: «إن عاطفتكم التي عبرتم عنها تجاهي تحملني مسؤولية أكبر لمضاعفة العمل في سبيل تحقيق أحلام شباب وشابات لبنان، فهذا هو الإنجاز الكبير الذي أسعى إليه وحين أفكر في المرحلة الماضية، أجد أننا كنا نقف عند الثلث المعطل والثلاث عشرات والوزير الملك، وكل تلك الأمور التي لم تكن سوى مضيعة للوقت. في حين أنه عندما عاد رفيق الحريري إلى لبنان لم يكن معه سوى وزير واحد. لم يكن لديه نصف مجلس الوزراء ولا كتلة نيابية في البرلمان، وإنما كانت لديه القدرة على أن يتفاهم مع كل القوى السياسية. وهو رغم وجود الوصاية في لبنان، تمكن من إعادة بناء البلد. وعليه، فإن الأساس أن تكون لدينا القدرة للتحاور مع كل الأطراف. جميعكم يذكر كم كان هناك من مكائد داخل مجلس الوزراء تواجه الرئيس الشهيد بكل ما يقوم به، ولكنه رغم ذلك كان قادرا على تذليل الصعاب ومحاورة الجميع وأن يعيد بناء مطار بيروت ويعيد العاصمة إلى ما كانت عليه ويعيد الكهرباء والمياه وينفذ المشاريع الحيوية ويحيي السياحة وينجز باريس 1 وباريس 2».
أضاف: «نحن على خلاف كبير جدا في الأمور الإقليمية مع بعض الأفرقاء في البلد مثل «حزب الله»، ولكن هذا لا يعني أننا غير قادرين على إقامة حوار من أجل مصلحة البلد، من أجل تأمين الكهرباء أو المياه أو الاتصالات أو المستشفيات أو البيئة أو إزالة النفايات. كل هذه الأمور نحن قادرون على حلها. قد نكون في مرحلة من المراحل اعتدنا على أن يكون هناك من هو وصي علينا، وجربنا بعد الوصاية كل الأمور، حاولنا أن نحكم وحدنا وحاولنا أن ندعهم يحكمون وحدهم، فلا هذا نفع ولا ذاك، ووجدنا أن الطريقة الوحيدة التي يمكن للبلد أن يسير فيها قدما هي أن تكون كل المكونات موجودة داخل حكومة، ونحاول أن نجد التفاهم فيما بيننا لكي ننهض بالبلد، والدليل على ذلك ما تحقق خلال هذا العام من إنجازات».
وتابع: «إن الأمر الأهم لتنمية الاقتصاد اليوم هو الاستقرار السياسي والأمني، فرأس المال جبان كما يقال، وأنا كل جهدي اليوم مركز على تثبيت هذا الاستقرار، والحمد لله حققنا ذلك في باريس من خلال مؤتمر المجموعة الدولية لدعم لبنان. والنأي بالنفس يجب أن يكون قولا وفعلا لأن لبنان لم يعد يتحمل، وهو لديه مشكلة مع أصدقائه وأشقائه إن كان في المملكة العربية السعودية أو الخليج. نحن نريد أفضل العلاقات مع المملكة لأنها لم تقصر يوما مع لبنان. لذلك سنواصل هذه المسيرة وأنا أؤكد لكم أن العلاقات ستكون مع المملكة بأفضل حالاتها».
وتطرق الرئيس الحريري إلى قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وقال: «إنه قرار مجحف بحق عملية السلام وبحق الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين، والدولة اللبنانية تدين هذا القرار وترفضه، ونحن سنستمر في هذا المسار، ولكن رُب ضارة نافعة. فالحديث عن القضية الفلسطينية قبل اتخاذ هذا القرار كان شبه خافت وكل عملية السلام كانت منسية. الآن وللمرة الأولى بعد سنوات، نرى أن القضية الفلسطينية عادت إلى الواجهة، وهناك إجماع دولي وعربي وإسلامي ومسيحي على رفض القرار الأميركي. فلأول مرة في التاريخ نرى في مجلس الأمن تصويت 14 دولة ضد الولايات المتحدة التي اضطرت إلى استعمال الفيتو. ولأول مرة في التاريخ أيضاً تحصل مناوشة كلامية بين السفيرين البريطاني والأميركي في الأمم المتحدة. ما نريده هو حل هذه القضية، وحين أقرت القمة العربية في بيروت مبادرة السلام العربية القائمة على حل الدولتين والقدس عاصمة لفلسطين وعودة الفلسطينيين إلى بلدهم، فإن كل ذلك يعني أننا كعرب نريد السلام، فيما المشكلة أن إسرائيل هي التي لا تريد السلام، لذلك نأمل أن يوصلنا هذا الإجماع الدولي الحاصل اليوم إلى مكان ما في المستقبل».
وتحدث الرئيس الحريري عن العاصمة بيروت فقال: «بيروت هي حبيبة هذا البيت وحبيبة رفيق الحريري، وهي عانت الكثير سواء خلال الحرب الأهلية أو بعدها، ومنذ استشهاد رفيق الحريري فيها ونحن نشهد على محاولات لاغتيال العاصمة، لكن بيروت ستبقى بيروت، ومهما فعلوا ومهما حاولوا ستبقى بيروت عاصمة لبنان والبيارتة سيبقون في هذه المدينة صامدين وصابرين. صحيح أن ما يحصل اليوم صعب، ولكنه نقطة في بحر الحرب الأهلية التي عاشتها بيروت».
وأردف «نحن في تيار «المستقبل» نرى أن كل التوظيفات والتعيينات التي تخص بيروت يجب أن تكون من أهل بيروت، ونقطة على السطر. فالتوظيفات التي ستحصل في بلدية بيروت يجب أن تكون كلها من أبناء بيروت، هذا ما حصل في فوج إطفاء بيروت حيث تم توظيف 96 شخصا من أبناء بيروت، وهو ما يجب أن يستكمل في باقي القطاعات والمراكز، حتى في المجلس الاقتصادي الاجتماعي، هناك 9 من أبناء بيروت. أنا حريص جدا في التعيينات على مكانة بيروت وحصتها، ولكن هناك ماكينة تعمل ضدنا ليل نهار لكي تضع هذا البيت في موقع الدفاع عن النفس، ولكني لن أدافع إلا عن القرارات التي أتخذها ولن أدخل في مجال الرد على الدعايات التي تصدر يمينا ويسارا».
بعد ذلك جرى حوار بين الرئيس الحريري والحضور حول حاجات العاصمة وهمومها وشؤون البلد. وردا على سؤال حول مسألة الحريات الإعلامية، قال الحريري: «الحريات أمر مقدس، وعلينا أن نحافظ عليها لأنه ليس هناك بلد في العالم العربي يمتلك الحريات الموجودة لدينا. فنحن ليس لدينا إعلام موجه، وميزته الأساسية أنه حر. ومما لا شك فيه أن ما حصل مؤخرا مع الإعلامي مارسيل غانم وغيره يجب ألا يحصل، وعلى القضاء أن يأخذ مجراه ويكون هو الحكم».
وتطرق الرئيس الحريري الى وضع مستشفى «رفيق الحريري الحكومي» فقال: «كانت هناك مشكلة أساسية في المستشفى أنها منذ أن افتتحت، لم تُرصد لها الأموال الكافية من الدولة للتشغيل. فيومها طلبت مبلغ 35 مليار للتشغيل ولم تنل منها سوى 5 مليارات، فتدهور الوضع في المستشفى، ولو أعطيت يومها هذا المبلغ لكانت تمكنت من العمل كما يجب. أما اليوم، ومنذ ثلاث سنوات، باتت المستشفى تحظى بالأموال التي تحتاجها، فتمكنت من القيام بتشغيل ذاتي، وباتت ترد السلف المستحقة عليها. والآن بات من الضروري تطويرها بشكل أفضل لكي تعيد تجديد معداتها».
أما بشأن تدهور أسهم سوليدير، فقال الرئيس الحريري: «الوضع الاقتصادي هو ما جعل الأسهم تتدهور، وعلينا إنهاء الإقفال العشوائي الحاصل في منطقة سوليدير، ولكن كلما كان هناك استقرار سياسي وأمني سنجد الاقتصاد يزدهر».
وبشأن تطوير مدخل بيروت الجنوبي، قال الرئيس الحريري: «كانت هناك جلسة مؤخرا ضمت كل الأفرقاء السياسيين، وأخيرا بات الجميع متحمسا على إنجاز مشروعي «أليسار» و»لينور»، ومن كانوا ينتقدون سوليدير لأنها شركة عقارية عادوا إلى الفكرة نفسها».
يموت: وكان اللقاء استهل بكلمة لرئيس ملتقى الجمعيات البيروتية عبد الرحمن يموت أكد فيها أن أبناء بيروت لديهم ملء الثقة بالرئيس الحريري. وقال: «لا شك أن فترة غيابكم أثبتت كم أن سعد الحريري، ابن الشهيد رفيق الحريري، حاجة ملحة وضرورة لاستقرار البلد. وما الإجماع الدولي على عودتكم إلى بيروت، إلا تأكيدا على ذلك، وما الإجماع الوطني لكل الأحزاب السياسية على اختلاف انتماءاتها على رفض الاستقالة والإصرار على عودتكم إلى بيروت إلا إقرارا بأهمية دوركم السياسي والاقتصادي لهذا البلد، حيث ثبت للقاصي والداني أنكم صمام الأمان وضرورة ملحة لهذا البلد، خصوصا بيروت، في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة».
وثمن يموت عودة الرئيس الحريري عن استقالته حفاظا على استقرار البلد، خصوصا بيروت المحروسة، التي هي كبش الفداء دائما».