IMLebanon

حرب المكاتب الاعلامية الرئاسية تفاقم ازمة المرسوم

لم يكن ينقص «ازمة المرسوم» سوى ان تتحول الى حرب مكاتب» تذكرنا بحرب المكاتب التي نشبت بين الرؤساء المرحوم الياس الهراوي ونبيه بري والشهيد رفيق الحريري التي انفجرت في التسعينات… الا ان تلك كانت اخف وطأة لانها كانت تحت سقف الوصاية السورية… اما هذه  المرة فلا سقف لحرب المكتبين  الاعلاميين لبعبدا وعين التينة.
ومع تداعيات ازمة مرسوم ضباط دورة العام 1994 انعكست على مجمل الاوضاع في البلاد وبلغت مسامع دول الغرب الحريصة على استقرار لبنان السياسي والامني والاقتصادي، الا ان بلوغها نقطة التعقيد القصوى في مقابل انسداد افق الحل دفع كبارالمسؤولين الى خيار وحيد للجم مضاعفاتها، يقضي بوضعها على الرف راهنا وتسيير شؤون الدولة بعيدا من شظايا الخلاف الرئاسي. هذا القرار حتمته سلسلة استحقاقات وفرص مقبلة على البلاد قريبا غير ممكن تضييعها في زواريب عقدة المرسوم الكأداء، ابرزها مؤتمرات الدعم الدولية للبنان في باريس وروما وبروكسل.
في باريس
وتنقل اوساط ديبلوماسية عن احد مستشاري الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لـ»المركزية» «ان مؤتمر مجموعة الدعم الدولية لمساعدة لبنان الذي ساهمت فرنسا في انشائه عام 2013 اثر صدور «اعلان بعبدا» لتحييد لبنان عن الصراعات الخارجية باجماع اعضاء هيئة الحوارالوطني في 11 حزيران 2012، سيعقد في باريس في النصف الاول من نيسان وليس في لبنان بعد الانتخابات النيابية كما تردد، استنادا الى رغبة الرئيس ميشال عون الذي لم يوقف مساعيه في هذا الاتجاه، لاكثر من اعتبار لا سيما بعد صدور قرار عن مجلس الوزراء باعتماد سياسة النأي بالنفس، ذلك ان انعقاده في بيروت من شأنه ان يرفد العهد بجرعة زخم قوية تعمم مناخات ايجابية تشجع المستثمرين على توظيف رؤوس اموالهم في بيروت وانعاش القطاع الاقتصادي بمجمله،خصوصا ان هذا الاقبال اذا ما حصل قد يتزامن مع اطلاق ورشة اعادة اعمار سوريا التي يراهن لبنان على انه سيشكل منصتها الاساس نسبة للمعطيات الجغرافية والسياسية والامنية التي تؤهله لهذا الدور اذ يعتبر من اكثر بلدان الجوار امنا وامانا.
سيدر – 1 لا باريس 4
بيد ان الرغبة الرئاسية اللبنانية لم تجد ارضا دولية خصبة لترجمتها، اذ تفيد الاوساط ان عددا من المشاركين من ممثلي الدول المانحة سيعتذرون عن عدم المشاركة اذا ما عقد المؤتمر في بيروت متذرعين بأسباب امنية، الى جانب حرص ماكرون على عقده في باريس حيث يرأسه بنفسه ويوظف طاقاته في سبيل تأمين القدر الاكبر من المساعدات وحث المستثمرين على العمل في لبنان. ويكشف المستشار الرئاسي الفرنسي ان المؤتمر لن يحمل في طبعته الرابعة عنوان باريس 4 وفق التوقعات بل يُرجح ان تطلق عليه تسمية سيدر واحد (UN CEDRE) Conference Economique de Developpement et de REconstruction))، على أن يزور ماكرون لبنان في النصف الثاني من نيسان المقبل، اي بعد عقد المؤتمر تتويجا للانجاز.
استعدادات رئاسية للمؤتمر
وتبعا لذلك، تضيف الاوساط ان الرئيس عون اوعز منذ مدة الى الوزراء المعنيين اعداد لوائح بالمشاريع وانجازالدراسات ذات الصلة والتنسيق في ما بينهم لتأمين ظروف نجاح المؤتمر بالمعايير نفسها التي حققت نتائج باهرة في المؤتمرات الاقتصادية السابقة في باريس، الا انها لم تترجم عمليا ولم يحصل لبنان على كل المساعدات والقروض والهبات التي خصصت له فتم تجميدها لان تقديمها للبنان كان مشروطا بحزمة اصلاحات اقتصادية ومالية وضريبية تبين انها لم تنفذ حتى اليوم، فطلب الرئيس عون من وزيري المال علي حسن خليل والاقتصاد رائد خوري وضع دراسة بما تحقق منها عن طريق القوانين الصادرة اخيرا وما تم تحسينه في متن الموازنات واصدار موازنة 2017 والسعي لانجاز مشروع موازنة 2018 مع ادخال ما يمكن من اصلاحات في متنه، لتواكب التحضيرات لمؤتمر المجموعة وتساعد الوفد اللبناني في تحصيل نسبة عالية من المساعدات وتوفير مناخ ملائم لعودة المستثمرين، وسط معلومات عن امكان اقتراح لبنان على الدول المانحة تنفيذ مشاريع محددة مباشرة من قبلها من ضمن سلة المشاريع التي سيعرضها الوفد اللبناني.