IMLebanon

بري من طهران: اسرائيل تقيم جدارا ضمن الحدود اللبنانية

 

كشف رئيس مجلس النواب نبيه بري عن «اقامة اسرائيل جدار ضمن الحدود اللبنانية»، مشيرا الى ان «قوات «اليونيفيل» في الجنوب أعلمت ببدء البناء اخر الشهر الجاري على الرغم من رفض لبنان»، معتبرا ان «ذلك يندرج ايضا في اطار تمرير صفقة»، ودعا بري في كلمة له أمام برلمانات دول منظمة التعاون الاسلامي خلال جلسة افتتاح مؤتمر اتحاد هذه البرلمانات في طهران، الى «التضامن والتوحد بين المسلمين لمواجهة كل ما تتعرض له فلسطين والقدس وقضايا الشعوب الاسلامية».

وجدد دعوته الى «اغلاق السفارات العربية في واشنطن ردا على قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بنقل السفارة الاميركية الى القدس»، داعيا الى «تعزيز مقاومة الشعب الفلسطيني بكل الوسائل، والى الغاء اتفاق اوسلو».

بداية وفي افتتاح المؤتمر، ألقى الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني كلمة أكد فيها على مكافحة التطرف والارهاب، وقال: «ان البلاد الاسلامية اليوم في حاجة الى مزيد من الاهتمام لتحديث الديموقراطية اكثر من اي وقت مضى، وان الغرب مخطئ في رؤيته ونظرته بأن لا علاقة للاسلام بالديموقراطية».

وشجب بشدة قرار الرئيس الاميركي نقل السفارة الى القدس، مؤكدا ان «أولوية الاولويات في العمل الاسلامي عادت الى القدس».

ثم افتتح رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني جلسة العمل، وبعد انتخاب نائبي رئيس الاتحاد وأمينه العام، توالت كلمات رؤساء المجالس والوفود، وتم تقديم كلمة الرئيس بري وتجاوز التسلسل الابجدي للدول.

ثم القى الرئيس بري الكلمة الآتية: سأدخل مباشرة من باب القدس، أتذكر انه وعلى منبر مؤتمر دعم الشعب الفلسطيني الذي انعقد في طهران في 20 – 22 شباط 2017، اني حذرت من اتجاهات الموقف الاميركي لنقل السفارة الى القدس ودعوت الى استعداد عربي اسلامي لمواجهة مثل هذه الخطوة اذا وقعت رسميا برد يتمثل بإغلاق سفاراتنا في واشنطن، اذ ان سفاراتنا أساسا لا تفعل شيئا سوى تلقي الاملاءات التي تناسب السياسات والمصالح الاميركية.

تلك الصرخة كانت تستشعر عن بعد اخطار هذه اللحظة السياسية، وجاءت في وقت لاتزال فيه مواقف تراهن على دور الراعي الاميركي لما يسمى بعملية السلام، وتريد مواصلة دفن الرؤوس في الرمال ولا تريد ان ترى الاخطار المترتبة على تصعيد البناء الاستيطاني الاسرائيلي واستكمال تزنير القدس المحتلة بالاطواق الاستيطانية، واستمرار اسرائيل وقطعان المستوطنين في تدنيس حرمة المسجد الاقصى المبارك ومحاولات تقسيم الحرم القدسي الشريف مكانيا وزمانيا والرقابة بالكاميرات على أبواب المسجد الحرام والحفريات التي تهدد أساس المسجد المبارك، واستمرار عمليات تهويد فلسطين وأسرلة القدس عبر تجريد المواطنين المقدسيين العرب الفلسطينيين من اوراقهم الثبوتية ومصادرة منازلهم واملاكهم وحصار قوى عملهم وإنتاجهم.

واتذكر أنه وعلى منبر مؤتمر دعم الانتفاضة الذي انعقد في طهران في 24/4/2001 ان المرحوم فيصل الحسيني رئيس بيت الشرق، حذرنا مما يقع من تهديدات لتاريخ وجغرافيا ومستقبل القدس، وقدم جردة حساب لما تحتاجه المدينة كل يوم من اجل الحفاظ على طابعها العربي والاسلامي والمسيحي ولكن هيهات…هيهات من يسمع؟

ولكن ها نحن اليوم نواجه نتيجة الاحتلال الممتد منذ العام 1967 الذي استكمل احتلال القدس. وصادق الكنيست الاسرائيلي فجر الثاني من الشهر الحالي على قانون (القدس الموحدة) و لكن اسرائيلية، الذي يمنع اي حكومة اسرائيلية من التفاوض على اي جزء من القدس الا بعد موافقة غالبية شبه مستحيلة. ونحن نستمر بالجدل البيزنطي ولنقل الجدل العربي حول ايهما قبل وايهما بعد وأين تعقد القمة؟ هنا ام هناك؟

لقد كنا نرى ونسمع ونلمس اتجاهات الامور وكنا نكتفي بالخطب وبيانات الادانة والاستنكار وبإنشاء الصناديق الوهمية، وبالاعتقاد اننا نكسب الوقت فيما نحن نحرقه وتختبئ خلف اصابعنا والاعتقاد بدرء الاخطار عبر القاء المسؤوليات تجاه القدس وتاريخها ومستقبلها على هذه الجهة وذلك النظام، الى ان حل اليوم ويكاد يضيع كل شيء لولا بطولات الشعب الفلسطيني، الشعب المقدسي الذي يواجه الاحتلال المدجج بأحدث الاسلحة وبخبرة عريقة في عمليات القتل والقمع بصدره وقبضات أبنائه العارية، وقد قتل منذ قرار ترامب الاخير الى اليوم نحو العشرات واصيب اكثر من ألف بجراح واعتقل مئات بينهم نساء واطفال.

اننا اذ يجب ان لا ننكر على شعوبنا تحركها التضامني مع الشعب الفلسطيني، فإن علينا ان نعترف ان مختلف انماط انظمتنا قد نجحت في تبريد ردود افعال شعوبها وتجريدها من قوة الفعل والتزمت بعمليات تطبيع في العلن والسر والسير باتفاقيات مع اسرائيل المتنكرة لكل الاتفاقيات والاعراف والقوانين.

لقد فشلت اكثر من ثماني وعشرين غزوة في القرون الوسطى في تطويع وتطبيع القدس وانتصرت مقاومة شعوبنا، وسننتصر اليوم لو اردنا شعوبنا، لو اردنا ارادة شعوبنا ومن يقف خلفه كل عضلاته وحول فلسطين الى معتقل كبير وعلق شعبها على الصليب وقتل وهتك ودمر، الا ان ذلك يحتاج ليس فقط الى دعاء بل الى اضافة شيء من القطران.

اني اجدد دعوتي الى:

– نقل السفارات الاسلامية من واشنطن ومقاطعة ادارة الرئيس ترامب حتى الرجوع عن قراره بضم القدس.

– وقف كل المفاوضات المتصلة بما يوصف بعملية السلام حتى صدور اعلان واضح بوقف الاستيطان وازالة المستوطنات والتزام قرار مجلس الامن رقم 2334.

– اصدار دولنا لاعلان واضح ومؤكد ولا رجوع عنه بالاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها الابدية القدس.

– دعم مقاومة الشعب الفلسطيني، نعم المقاومة بكل أنواعها وبكل أشكالها حتى تحقيق أمانيه الوطنية في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.

– الغاء اتفاق اوسلو وليس الدوران حوله، والذي منذ البداية انتبه المرحوم الرئيس حافظ الاسد ان كل نقطة فيه تحتاج الى اتفاق والغاء كل الاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل واعتبارها وكأنها لم تكن واغلاق السفارات الاسرائيلية في العواصم العربية والاسلامية، بالترافق مع حملة برلمانية على الاتحادات البرلمانية كافة وعلى برلمانات العالم لتحقيق الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس.

– الرفض التام والمطلق لكل مشاريع التوطين واستبدال الاراضي والوطن البديل او العاصمة البديلة.

– انشاء صندوق برلماني شعبي لدعم بناء المؤسسات الرسمية الفلسطينية في القدس ودعم صمود الفلسطينيين المقدسيين خصوصا وأعمالهم ومؤسساتهم على اختلافها.

وحذر بري من  السماح لاسرائيل ليس ببناء جدار على الحدود الجنوبية اللبنانية الفلسطينية فحسب، بل واقامة هذا الجدار في اراض متنازع عليها وهي ضمن الحدود اللبنانية، يعتبرها لبنان حدوده. وقد اخذت قوات اليونيفيل في الجنوب اللبناني علما بالبدء بالبناء آخر الشهر الحالي على الرغم من الرفض اللبناني ، كل هذ ضغط مؤكد لتمرير صفقة العصر او عقاب لعدم تمريرها.

بري التقى خامنئي في طهران

التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري مرشد الثورة الاسلامية السيد علي خامنئي مع رؤساء المجالس والوفود المشاركة في المؤتمر.

وخلال اللقاء نوه رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني مرة اخرى بكلمة الرئيس بري وما تضمنته من مقترحات.