IMLebanon

كلام باسيل أشعل الازمة و… الاطارات وقطع الطرقات

 

اتخذ التصعيد السياسي والاعلامي غداة تسريب شريط فيديو لوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل يصف فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ»البلطجي» اعقبه تسجيل صوتي يقول فيه «بدنا نكسرلو راسو»، وجهاً بالغ الخطورة ينذر بمضاعفات واسعة نظرا لاتخاذه منحى طائفيا، اذ رفع بما انطوى عليه وما اعقبه من ردات فعل وتيرة التحدي الى ذروة غير مسبوقة.

وبدا واضحاً ان انفجار السجالات المباشرة بين نواب «التيار الوطني الحر « و»حركة امل» وضع المؤسسات والمراجع الاخرى والحكومة تحديداً امام الاستحقاق الاصعب منذ تأليفها، فقد استعادت هذه السجالات، الاعنف بين الفريقين، كل مناخ الاحتقان المزمن المعتمل بينهما، بينما طرحت مخاوف كبيرة على الوضع الحكومي الذي سيكون الخميس المقبل امام اختبار حاسم مع انعقاد مجلس الوزراء، اذا لم تلقَ الجلسة المصير الذي لقيه اجتماع المجلس الاعلى للدفاع امس، حيث اعلن عن ارجائه لتزامنه مع زيارة الرئيس الالماني فرانك فالتر شتاينماير، علما ان الزيارة محددة منذ زمن وترتيباتها ايضا.

 

رئيسة قسم الكتائب

وجاء الارجاء، بعد انفجار السجال على خلفية شريط فيديو سربته رئيسة قسم الكتائب في محمرش – البترون ريمي زاهي شديد، في لقاء عقده باسيل ضم ممثلي التيارات السياسية في البلدة تضمن مواقف عالية السقف ضد الرئيس بري استتبعت بموجة غضب عارمة من فريق نواب كتلة «التنمية والتحرير» عبرت عنها مواقفهم التي خرج بعضها عن الادبيات السياسية المعهودة. ولم تقف عند الحدود السياسية التي اشار اليها بيان حركة امل المتضمن تهديدا ووعيدا اذ اعتبر ان «كلام باسيل دعوة مفتوحة لفتنة تذكرنا بحروب التحرير والإلغاء وندعو من يعنيهم الامر لكبح جماح الرؤوس الحامية والواهمة وتدارك الأمور قبل فوات الاوان»، بل تعدتها الى الطائفية مع دخول المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى على الخط مشيرا في بيان الى ان «تناول الرمز الوطني الرئيس بري يأخذ البلاد الى فتنة داخلية»، محمّلا «العهد مسؤولية اثارة الاجواء الطائفية»، ومطالبا اياه باعادة الامور الى نصابها».

 

اقتحام السفارة في شاطىء العاج

ووسط مخاوف من تحريك الشارعين الشيعي والمسيحي في إطار ردات الفعل الشعبية بعدما تحرك مناصرو «امل» في ساحل العاج، فاقتحموا السفارة اللبنانية مرددين شعار «بالروح بالدم نفديك يا نبيه» وفق ما اظهر شريط فيديو، عمد شبان من حركة امل بعد الظهر الى قطع طريق مار الياس امام مكتب التيار الوطني الحر بالدواليب المشتعلة احتجاجا وتوجه اخرون الى نقطة بشارة الخوري، فيما تداعى المناصرون الى الاحتجاج في الخامسة على طريق المطار وفي السادسة في منطقة المشرفية. وافادت مصادر عين التينة ان الرئيس بري اجرى سلسلة اتصالات للتهدئة درءا للفتنة وطلب من المناصرين عدم النزول الى الشارع. واشار زواره الى ان الحل لما جرى يكمن في تقديم باسيل الاعتذار من بري عبر وسائل الاعلام.

 

الرئيس حريص على التهدئة

وفي ما نقل عن مقربين من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي لم يسلم من «رشقات نيران المتهجمين على باسيل، «انه ليس طرفاً في أي سجال وهو حريص على التهدئة والاستقرار ويرصد ردّة الفعل حتى خواتيمها»، اكدت مصادر سياسية مطّلعة لـ»وكالة الانباء المركزية» ان كاسحات «حزب الله» والرئيس الحريري والنائب وليد جنبلاط، تحركت في اكثر من اتجاه لحصر تداعيات الشريط المسرّب ووضعه في إطاره المحدود في الزمان والمكان، لمنعه من التأثير على عمل المؤسسات الدستورية عموما وعلى انتاجية الحكومة خصوصا.

الحريري والحزب: وفي هذا السياق، تدرج المصادر زيارة الرئيس الحريري الى قصر بعبدا امس حيث أكد بعد زيارته رئيس الجمهورية أنّ «البلد ليس بحاجة إلى تصعيد وسأكمل جهودي من أجل التهدئة وقد تحصل بعض المشاكل لكن نأمل حلحلة الأمور قريبا». وقال «ان شاء الله تتجه الامور الى التهدئة والايجابية، فالبلد ليس بحاجة لا الى تصعيد ولا الى تأزيم. لقد سمعنا الكثير، وحصل اعتذار من قبل الوزير باسيل. فلندع الامور عند هذا الحد، ومع الوقت نأمل ان تحصل التهدئة. وانا سأكمل جهودي في هذا الموضوع. وأرى ان من واجبنا ان نتطلع الى شؤون المواطن اللبناني وسط الازمة الاقتصادية التي نمر بها، فهذا هو الاساس. واهدافنا جميعا، فخامة الرئيس ودولة الرئيس بري وانا شخصيا ان ندير هذا البلد بأفضل طريقة لما فيه مصلحة المواطنين. تحصل في بعض الامكنة مشاكل، وانا تحصل معي مشاكل معينة، يبقى المهم ان هناك مبادرة قريبة، أمل ان توصل الى حل»… أما عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نوار الساحلي فأشار الى ان «كلام باسيل غير مقبول وما كان يجب أن يقال ومن المؤكد ستكون هناك مبادرات للتهدئة»، كما أعلن عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله ان «لدينا قنواتنا للتواصل، ونأمل أن تعالج الأمور وأن نخوض الانتخابات بخطاب هادئ يجمع اللبنانيين».

المشنوق في عين التينة: وفي محاولة للتبريد، زار وزير الداخلية نهاد المشنوق عين التينة وقال بعد لقائه بري « اتيت اناشده بالهدوء والترفع فوق الصغائر وعدم السماح لكلمات خاطئة صادرة عن اي كان بالمساس باستقرار البلاد». وقال «كلام باسيل يجب ان يردّ عليه باعتذار لكل اللبنانيين ولا يجب ان تنقص باسيل شجاعة الاعتذار»، مشيرا الى ان «الرئيس بري أكّد إحترامه لمقام رئاسة الجمهورية».