كتبت تيريز القسيس صعب:
لم يتمكن اجتماع مجلس الدفاع الاعلى الذي عقد أمس في قصر بعبدا برئاسة العماد ميشال عون ان يجمع الوزيرين »المتخاصمين« (وزير المال علي حسن خليل ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل) على الرغم من جلوسهما الى جانب بعضهما، كما يقتضي البرتوكول، فلا كلام ولا سلام. فما فرقهما لن يجمعهما الا »اعتذار الوزير جبران باسيل من اللبنانيين«، كما يقول مقربون من الرئيس نبيه بري، فالخلاف مع الرئيس ميشال عون تخطيناه وأصبح وراءنا، إلا أن ما صرح به وزير الخارجية في حق الرئيس بري مازال راسخاً في ضمير كل لبناني، ولن تمحوه كلمة من هنا او اجتماع من هناك..
أما باكورة المصالحة بين الرئيسين عون وبري فتمثلت في الاتفاق على صيغة مخرج لمرسوم الاقدمية والذي أشعل شرارة الخلافات قبل نهاية العام الماضي.
وعلم ان اجتماعاً عقد بعد الانتهاء من اجتماع المجلس الاعلى بين رئيس الحكومة سعد الحريري، ووزير العدل سليم جريصاتي، ووزير الدفاع يعقوب الصراف، ووزير المالية علي حسن خليل والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ومدير عام رئاسة الجمهورية انطوان شقير تم خلاله الاتفاق على صيغة صدور مرسوم الترقيات الذي صدر في 1-1-2018 وفق صيغة تسوية تقضي بدمج تحفظ حق دورة ضباط 1994 بالاقدمية.
وبالعودة الى مضمون اجتماع مجلس الدفاع الاعلى، فقد أشارت مصادر سياسية ان الحديث تركز بشكل مباشر حول البلوك 9، وأحقية لبنان في استخدام مياهه البحرية، اضافة الى بناء إسرائيل الجدار الفاصل مع لبنان.
وأشارت المصادر ان الاجتماع استهل بعرض مفصل قدمه منسق الحكومة لدى قوات الامم المتحدة العميد الركن مالك شمص في اجتماعات اللجنة العسكرية الثلاثية، والتي اجتمعت خلال الأيام الماضية، وتم البحث في المداولات التي جرت، والتي أكد لبنان خلالها موقفه الثابت من موضوع بناء الجدار الاسمنتي في المناطق المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل لاسيما النقاط الـ13، وقد تبلغت إسرائيل عبر الامم المتحدة موقف لبنان الرافض لبناء الجدار الاسمنتي.
بعدها تحدث المعاون العملاني في قطاع جنوب الليطاني العميد الركن جورج يوسف عن موضوع الخط الازرق تاريخه وعدد النقاط فيه والمناطق المتنازع عليها، لافتاً الى ان لبنان يتحفظ على 13 نقطة وتبلغ مساحة الاراضي التي خسرها لبنان نتيجة الخط الازرق 485 الف متر مربع تمتد من الناقورة حتى حدود مزارع شبعا. وفي هذا الموضوع، أكد الرئيس عون على ان كل ما تقيمه إسرائيل على أرض متنازع عليها على الحدود هو اعتداء على الاراضي اللبنانية، ولا يمكن القبول بها او تبريرها، ومن حق لبنان العمل بكل الوسائل المتاحة لاستعادة كل شبر من أرضه المحتلة.
بدوره أكد الرئيس الحريري »أنه ليس في الوارد ان يتخلى لبنان عن أي جزء من أرضه، وان بناء الجدار الفاصل هو اعتداء وعدوان واضح على لبنان سنواجهه بالطرق المناسبة، عارضاً للاتصالات التي تجري في هذا الاطار، كما للضغوط الدولية التي تمارس على إسرائيل».
وهنا لفت الرئيس عون الى ان موقف لبنان الرافض تم ابلاغه الى قائد القوات الدولية، والى مساعد الامين العام للأمم المتحدة خلال زيارته الاخيرة الى لبنان، وان وزارة الخارجية وجهت رسائل الى الجهات الديبلوماسية والدولية تتناول هذا المضمون.
أما بالنسبة الى البلوك 9، فقد أكد رئيس الجمهورية ان هذا البلوك يقع ضمن المياه البحرية اللبنانية، وهو جزء من ثروتنا ومن سيادتنا، والتهديدات الاسرائيلية مرفوضة وهي حالة عدائية، فالمياه هي جزء من الاراضي اللبنانية والسيادة عليها واحدة. ولفت عون الى الاتصالات التي تجري عبر الاقنية الديبلوماسية بالتزامن مع جهوزية لبنان لمواجهة أي عدوان على أرضه.
هذا وعلمت »الشرق« ان مجلس الدفاع الاعلى ليس من صلاحياته اتخاذ قرار بتقديم شكوى الى مجلس الامن، إنما هذا الامر منوط بمجلس الوزراء، الذي وحده له الحق في اتخاذ القرار المناسب بعد مناقشته خلال الجلسة، والمتوقع ان يبحث اليوم في جلسة مجلس الوزراء وفقاً للمعطيات والتطورات الميدانية على الارض.
تعيينات في وزارة الطاقة اليوم
يعود مجلس الوزراء اليوم، الى الانعقاد بعد غياب غير قصير، وتدرج هذه العودة في النتيجة الايجابية للقاء بعبدا الثلاثي بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، ورئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري.
وعلى جدول أعمال المجلس مجموعة ضخمة من المشاريع والتي ستصدر بشأنها قرارات بينها تعيينات في وزارة الطاقة والمياه، خصوصاً في مجالس ادارة مصالح المياه (بيروت – جبل لبنان، والشمال، والجنوب).. علماً أن بعض المدراء مضى عليهم أكثر من 20 سنة في مواقعهم، وهو أمر مخالف للقانون.