IMLebanon

بركة اللقاء الثلاثي: الرئيس وقع الترقيات والوساطة الاميركية شاملة

 

 

لأن كل دروب الملفات اللبنانية الخلافية، مهما تعقدت، توصل إلى السيناريو التسووي نفسه، انتهت أزمة «المرسوم» بحل سياسي وليس قانونيا وفق المفترض سالكا دربا اخرجها من عنق زجاجة «التعقيد» وحيّد البلد مرة جديدة عن حقل ألغام الإنقسام الداخلي. ووفق القاعدة نفسها أفضت جلسة مجلس الوزراء إلى مخارج توافقية على مختلف الملفات والبنود.

 

وفي اول ترجمة عملية لثمار لقاء بعبدا الثلاثي، وقّع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون صباحاً مراسيم ترقية الضباط في الجيش وقوى الامن والامن العام وامن الدولة والجمارك، بناءً على صيغة توافقية قضت بدمجها ضمن مرسوم موحّد للأقدميات والترقيات لمختلف الأسلاك العسكرية والأمنية بعدما وقعه امس وزير المال على حسن خليل.

 

مجلس الوزراء: رواق!

 

وانسحابا لاجواء التهدئة، عقد مجلس الوزراء جلسة في قصر بعبدا هي الاولى بعد أزمة «فيديو محمرش» واللقاء الرئاسي الثلاثي وسط أجواء هادئة. واعتبر رئيس الجمهورية أنّ «ما حصل مؤخراً حالة استثنائية تمّت معالجتها حفاظاً على الوحدة الوطنية ومن ضمن الدستور والقوانين»، مشدداً على «ضرورة تفعيل مؤسساتنا الدستورية وتطبيق القوانين والنصوص». وفي وقت استحوذت التهديدات الاسرائيلية على حيز واسع من المباحثات حيث أكد الرئيس عون «أننا نواصل الإتصالات لمنع الأطماع الاسرائيلية في الأرض والمياه وسنواجه اي اعتداء عليهما» وأشار رئيس الحكومة سعد الحريري الى ان «القوى السياسية مهما اختلفت فيما بينها تقف موحدة لمواجهة التحدي الاسرائيلي المتمثل راهنا بالجدار وادعاء ملكية البلوك 9»، وفي وقت كان تشديد رئاسي على ضرورة اقرار الموازنة واستكمال التحضيرات لمؤتمرات الدعم الدولي للبنان، وافق مجلس الوزراء «على مكننة الهويات والملفات الشخصيّة بالمبدأ على أن تستكمل الإجراءات في جلسات أخرى عوضاً عن إنجاز بطاقة للإنتخابات ممغنطة تستخدم في إطار واحد»، كما شكّل لجنة برئاسة الحريري لدرس المخطط التوجيهي لتوسعة المطار والمباشرة بتنفيذ المرحلة الملحة منه بكلفة تقديرية تبلغ 200 مليون دولار. وعيّن من خارج جدول الاعمال جلال سليمان مفتشا عاما في التفتيش المركزي.

 

الوساطة شاملة

 

وفيما تستكمل اسرائيل اعمال بناء الجدار على الحدود مع لبنان في النقاط غير المتنازع عليها، حط مساعد وزير الخارجية الاميركي دايفد ساترفيلد يرافقه مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم في المقر الرئيسي لليونيفيل في الناقورة، بعدما زار صباحا قائد الجيش العماد جوزيف عون، حيث بحث مع القائد العام لليونفيل اللواء مايكل بيري الذي تفقد الخط الازرق أمس، في المستجدات جنوبا لاسيما موضوع بناء الجدار. وفي هذا المجال، اجمعت اوساط  المسؤولين الذين التقاهم ساترفيلد وفق معلومات «المركزية» على الجو الايجابي الذي ظلل زيارته التي اراد منها تلقي الضوء الاخضر من لبنان من اجل القيام بوساطة بين لبنان واسرائيل بعد قبول الاخيرة بمبدأ التفاوض حول الحدود البحرية. وفي المعلومات، ان الوساطة لن تنحصر فقط بالبلوك 9 بل ستشمل كل النقاط المتنازع عليها من ضمن مناقشة الحدود البحرية اضافة الى الجدار. وتبعا لذلك، يمكن القول ان خلاصة محادثات ساترفيلد التي حملت الطابع الاستكشافي، انتهت الى ان السياسيين اللبنانيين يضعون الحل السلمي اولوية على اي مواجهة عسكرية. وبعد الظهر، عاد ساترفيلد الى بيروت وزار ضريح الرئيس رفيق الحريري. واشارت مصادر مطلعة لـ»المركزية» الى ان المسؤول الاميركي سيبقى في لبنان الى حين وصول وزير الخارجية ريكس تيلرسون الى المنطقة، لينضم اليه في جولة تشمل تركيا والاردن ومصر ولبنان.

 

هل يحضر بري؟

وسط هذه الاجواء، اكتملت التحضيرات في كنيسة مار مارون في الجميزة ومحيطها من اجل الاحتفال في العاشرة صباح اليوم بعيد شفيع الطائفة في قداس يرأسه للمرة الاولى البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس للراعي. واذ اكدت دوائر القصر الجمهوري مشاركة رئيس الجمهورية وتقبله التهاني بالعيد الى جانب البطريرك عُلم ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري يتجه الى المشاركة في المناسبة على ما قالت مصادر مقربة لم تستبعد ايضاً عقد لقاء جانبي على هامش المناسبة، قد يسبقها او يليها، بين رئيس الجمهورية والبطريرك الراعي يتطرقان فيه الى المستجدات المحلية وما يتعلق باللقاء الرئاسي الثلاثي.

توقيع الاتفاقيتين

 

وبعد ظهر اليوم نفسه، يجمع الحفل الرسمي لتوقيع اتفاقيتيّ النفط والغاز، الشخصيات الرسمية، في إشارة واضحة إلى الموقف اللبناني الرسمي الموحّد لجبه الأطماع الإسرائيلية بالمياه الإقليمية اللبنانية، وإيصال رسالة إلى المجتمع الدولي بتمسّك لبنان بحقه في ثروته النفطية. وستشهد صالة «بافيون رويال» في مجمّع «بيال» في الثالثة بعد ظهر اليوم، حضوراً لافتاً لعدد كبير من الشخصيات اللبنانية يتقدّمها الرئيس عون، والرئيسان برّي والحريري، وعدد كبير من النواب والوزراء وفاعليات، إلى جانب وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل الذي من المقرر أن يلقي الكلمة الرئيسية، على أن يتم عرض شريط مصوّر خاص بالمناسبة أعدّته «لجنة إدارة قطاع البترول».