تحدث الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله، عصر أمس، في حفل أقامه الحزب في مجمع «سيد الشهداء» لمناسبة ذكرى الشهداء القادة الشيخ راغب حرب، السيد عباس الموسوي، وعماد مغنية، في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون النائب ناجي غاريوس، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي بزي، سفراء ايران محمد فتحعلي، سوريا الدكتور علي عبد الكريم علي، فلسطين اشرف دبور، رئيس كتلة «الوفاء والمقاومة» النائب محمد رعد، عدد من الوزراء والنواب وعلماء الدين، وممثلين عن الاجهزة الامنية والعسكرية وممثلين عن الاحزاب الوطنية والفصائل الفلسطينية.
بعد آي من الذكر الحكيم والنشيد الوطني ونشيد حزب الله، كانت كلمة تقديم للشاعر علي عباس، ثم عرض فيلم وثائقي تضمن أحد خطب السيد عباس الموسوي، وألقى الشاعر المصري احمد بخيت قصيدة، وعرض فيلم وثائقي عن الشهيد عماد مغنية.
وأطل السيد نصر الله عبر شاشة، وقال: «إن عنوان احتفالنا بقادتنا الشهداء لهذا العام هو حفظنا الوصية، ونحن حفظنا الوصية ونكاد نخرج من اقسى حرب اقليمية على المقاومة. يا قادتنا الكبار هذه مسيرتكم اليوم في العام 2018 اكثر من اي يوم مضى تضج بالروح والحياة والأمل والمعنويات والقوة وبالرجال والنساء والامال والاحلام العظيمة.المقاومة بكل تفاصيلها كانت وصية قادتنا الشهداء، وكما صنعتم هذه المقاومة جاء من بعدكم من يحفظ الوصية من قادة شهداء مضوا على طريقكم انتم، سوف نبقى نحفظ الوصية، ونحن احوج ما نكون الى ما تركتموه لنا، لان التحديات بعدكم كبرت وتعاظمت».
اضاف: «هذه الذكرى تأتي وامامنا استحقاقات مهمة، ساتحدث بموضوع صراعنا مع اسرائيل وساتكلم عن موضوع الانتخابات، في قضية الصراع مع اسرائيل. ففي ما يتعلق بقضية الحدود البرية والبحرية والثروات النفطية للبنان في مياه الجنوب يبدو ان المنطقة كلها اصبحت علنا في قلب معركة النفط والغاز، وموضوعنا ليس منفصلا، فاسباب الصراع على النفط والغاز في المنطقة معروفة، فالمعركة فتحتها اسرائيل على البلوك 9، وفي اسرائيل احاديث وتقارير عن كميات هائلة من النفط في الجولان المحتل، والموضوع مع اسرائيل غير قابل للنقاش، وهي تستغل فترة وجود ترامب برئاسة اميركا للحصول على قرار اممي بضم الجولان الى اسرائيل، فالجولان دخل في معركة النفط والغاز»
وتابع: «اهم حقول النفط في سوريا موجود شرق الفرات ، وادارة ترامب ترى العراق اليوم بعيون نفطية، وادارة ترامب تقول انها لن تعيد اخطاء ادارة اوباما في العراق، اميركا تدير معركة النفط والغاز في المنطقة. وعلى الاكراد ان يتعظوا من التجارب السابقة واميركا تستخدمهم كادوات، وفي نهاية المطاف اقول لكم سيبيعونكم في سوق النخاسة».
وتوجه نصرالله الى اللبنانيين قائلا: «نحن امام معركة يجب ان نقاربها بشكل مختلف، عندما احتلت اسرائيل الجنوب بعض اللبنانيين اعتبروا انها ليست معركتهم، اليوم الثروة النفطية الموجودة في الجنوب كبيقية الثروة في لبنان هي ملك اللبنانيين جميعا وستدخل في صندوق لكل لبنان، الشعب اللبناني الذي يغرق في الديون ليس لديه موارد ولعل الامل الوحيد هو في الثروة النقطية الموجودة في مياهنا وفي ارضنا ايضا، هذه الثروة للبنان وامل له وطريق خلاص له، وهذا الاستحقاق يمكن ان يضع حياة الشعب على طريق واعد، البلوك 9 هو معركة كل لبنان، والمنطقة الاقتصادية هي معركة كل لبنان، يجب ان نعرف ان الموضوع الاساسي للنزاع ليس الحدود البرية بل الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية والمياه، اميركا تريد اعطاءنا حقنا السهل حول النقاط البرية لتأخذ منا حقنا الصعب في المياه. اسرائيل تبني الجدار في الارض الفلسطينية وهذا جزء من اعمال الاحتلال وحتى الان لم تقترب من الاراضي اللبنانية، الجدار يبنى خارج الاراضي اللبنانية، وعندما يبدأ البناء على اراضي لبنان تبدا المسألة ولبنان اخد القرار بانه سيواجه، المسألة اليوم هي في الحدود البحرية.اللبنانيون موحدون في هذه المعركة، وموحدون في الدعوة للمحافظة على الحقوق ويجب ان نبقى كذلك، وحدة الموقف هي اهم عامل لتحقيق الانجاز في هذه المعركة، ويجب األا نسمح للشياطين باللعب بين اللبنانيين لتفريق الموقف، واقصد اميركا بكلمة الشياطين».
وتابع: «قلت سابقا اننا ملتزمون من موقع المقاومة ان الدولة مسؤولة عن ترسيم الحدود البرية، واليوم نجدد قولنا، ان الحدود البرية والبحرية تحددها الدولة، والمقاومة جاءت لتلبي الفراغ في غياب الدولة، الشعب اللبناني يتطلع الى الدولة ونحن معنيون بدعمها وهي ايضا يجب ان يكون موقفها راسخا، يجب ان تتعامل الدولة والشعب بهذا الملف من موقع اننا اقوياء ولسنا ضعفاء، اول الوهن ان نعتبر نفسنا ضعفاء. نحن في لبنان اذا كنا موحدين، وبما نملك من قدرات نحن اقوياء ويجب ان نفاوض كأقوياء، واسرائيل التي تهددكم تستطيعون ان تهددوها،القوة الوحيدة لديكم في هذه المعركة ايها اللبنانيون هي المقاومة، لان الجيش ممنوع ان يمتلك الصواريخ، اميركا تمنع هذا السلاح عن الجيش اللبناني. هذا ليس تهديدا في الهواء والاسرائيلي يعلم ذلك ونأمل ان تفاوض الدولة من موقع القوة».
واردف: «الاميركي هو محامي اسرائيل ، فلا تعولو على هذه الوساطة وهم يريدون مصلحة اسرائيل وليس مصلحة لبنان، اميركيا اوصلت رسائل تهديد للبنان ولم تحافظ حتى على شكليات الوساطة، بهذه الخلفية يجب ان ننتبه عندما نفاوض هؤلاء الاميركيين، بل اكثر من ذلك كلكم تعرفون ان ليس هناك وساطة اميركية بل هناك املاءات وتهديدات للبنان. ويجب ان نتصرف بشكل موحد وبشجاعة وان نؤمن بحقنا وقوتنا والا نخدع والا نؤخذ بالتهديد والوعيد وانا لمنتصرون باذن الله»
وعن الانتخابات النيابية المقبلة، قال نصر الله: «لدينا استحقاق انتخابي وقانون على أساس النسبية، وهو عادل، وكان يمكن أن يكون أفضل، لكنه أفضل قانون بتاريخ لبنان، وهذا القانون يحاول أن يقول البعض إنه قانون حزب الله، وهذا غير صحيح، نحن شركاء في صنعه، وتم التوافق عليه».
وأكد أن «هذا القانون الانتخابي هو مفخرة سياسية وأهم انجاز سياسي في العقود الماضية»، وقال: «إن أهميته أنه فتح المجال أمام كل من له حجم شعبي بأن يتمثل في مجلس النواب، ومن نتائجه أن الانتخابات هذه السنة ليست كسر عظم، لا سيما أن القانون النسبي يعطي لكل شخص حجمه، ولا أحد يمكنه كسر الآخر. نحن ذاهبون الى انتخابات لا يوجد فيها فريقان اليوم، بل قوى سياسية ستشكل لوائح، وستكون المنافسة والمعركة الانتخابية في عام 2018 ليست مكاسرة بين فريقين. من الممكن أن نجد تحالف قوى سياسية في دائرة، ويتواجهون في دائرة أخرى، فنحن لا نفرض لوائح او مرشحين، ولا نفرض مرشحين على قوى سياسية معينة. هناك فريقان حسما خيارهما الانتخابي في كل لبنان منذ أشهر، هما «حزب الله» وحركة أمل».
أضاف: «القول إن حزب الله يريد الحصول على أغلبية في مجلس النواب غير صحيح، فهذا الكلام هدفه تخويف بعض الدول للحصول على الدعم، ويمكن ان يكون السبب هو الضغط لتعديل القانون الانتخابي أو للحصول على المزيد من الضغط على حزب الله. لا حزب سياسيا في لبنان يستطيع الحصول على اغلبية في مجلس النواب».
وعن التحالفات، قال: «يجب حسم التحالفات، ونحن حسمنا الامر مع حركة امل، ولا تحالف مع القوات اللبنانية. وبالنسبة إلى تيار المستقبل، في كل مناسبة يقولون سنتحالف، الا مع «حزب الله، ونحن ندعوهم إلى إراحة نفسهم، فنحن لا معركة لدينا مع احد».
وعن «التيار الوطني الحر»، قال: «إن التحالف السياسي مع التيار الوطني الحر متين وصامد، والعلاقة لا تهتز. وعلى المستوى الانتخابي، نحن وهم نأخذ راحتنا، ويمكن ان نتحالف في دوائر ونتنافس في أخرى، ومع التقدمي الاشتراكي الامر مفتوح للنقاش».
أضاف: «هذا البلد تركيبته مبنية على الشراكة، ففي خصوص ترشيحاتنا سنحسمها خلال يومين، والاثنين او الثلاثاء سأعلن اسماء مرشحي حزب الله عند السادسة مساء».