يعود النشاط كاملاً الى الحراك السياسي اعتبارا من هذا الاسبوع، بعدما استأثرت بالمشهد المحطات الاميركية والنفطية والحدودية وفي قصر بعبدا تعقد اولى جلسات الموازنة المفترض ان تمتد على مدى الاسبوع لاقرارها في اسرع وقت، قبل الانهماك بالاستحقاق الانتخابي من جهة وتلبية للرغبة الدولية بإنجازها متضمنة الاصلاحات عشية انعقاد مؤتمرات الدعم الدولية للبنان من جهة اخرى.
أما المقار السياسية والحزبية فستتوالى على منابرها مؤتمرات اعلان الترشيحات الانتخابية بدءا من عين التينة يوم الاثنين مع المؤتمر الصحافي للرئيس نبيه بري ثم الضاحية المرتقب ان يطل منها امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الثلاثاء لاعلان اسماء مرشحي الحزب، على ان يعلن «المستقبل» مرشحيه قبل 14 اذار كما القوات اللبنانية، فيما حدد التيار الوطني الحر موعد اعلان لوائحه في 24 اذار، علما ان الحزب الاشتراكي كشف النقاب عنها امس.
الموازنة والوضع المالي
وفي خطوة يؤمل ان تكون مساعدة على طريق تحضير لبنان لمؤتمرات الدعم الدولية المرتقبة في الشهرين المقبلين، تقرر ان تعقد جلسة لمجلس الوزراء قبل ظهر اليوم الاثنين في بعبدا، للبدء في بحث مشروع موازنة العام 2018، بعدما تمّ تعديله من قبل وزارة المالية لجهة تخفيض النفقات بنسبة 20 في المائة، انسجاما مع رغبة رئيس الحكومة سعد الحريري.
واوضح وزير المال علي حسن خليل «انه سيضع مجلس الوزراء في حقيقة الوضع المالي والاقتصادي في البلد»، مشيراً الى «ضرورة إقرار الموازنة في هذه الفترة، لنعطي، قبل الانتخابات النيابية، اشارة ايجابية جداً للعالم كله لاسيما عشية انعقاد مؤتمرات الدعم الدولية للبنان بأننا جادّون في هذا المنحى. هناك زيادة في الانفاق وفي العجز، وبرأيي ان لم تكن هناك إجراءات كبيرة نتخذها فمعنى ذلك أننا ذاهبون الى مشكل».
عشية المؤتمرات الداعمة
وأفادت مصادر ديبلوماسية غربية ان ابرز النصائح التي تلقاها المسؤولون اللبنانيون عشية المؤتمرات الدولية تتلخص بالالتزام الجدي بتطبيق سياسة النأي بالنفس استنادا الى القرار الحكومي والابتعاد عن صراعات الخارج، التزام القرارات الدولية والعمل على تنفيذها لاسيما الـ1701 و1559 لجهة وضع استراتيجية دفاعية تتضمن حصرية السلاح والتزام بنود «اعلان بعبدا»، ترجمة الاصلاحات التي تم الاتفاق عليها في مؤتمرات باريس وانجاز الموازنة متضمنة هذه الاصلاحات في اسرع وقت.
زيارة ماكرون الى نيسان
وأشارت المصادر الى ان اول المؤتمرات المرتقب عقدها هو روما-2 في 15 اذار الا ان هذا الموعد يبقى رهن انجاز لبنان لوائحه المطلوبة للدعم العسكري والامني، اما مؤتمر سيدر واحد فموعده المبدئي في شهر نيسان، على ان يليه مؤتمر النازحين نهاية نيسان.
وشددت المصادر على ان مجمل هذه المواعيد قد يتغير ربطا بانجاز الملفات والاستعدادات اللازمة لضمان نجاح المؤتمرات وتحقيق الهدف المرجو عبرها وهو شأن يوليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اهمية فائقة. وذكرت في هذا المجال ان زيارة ماكرون لبيروت التي كانت مقررة مبدئيا في اذار المقبل، ارجئت الى شهر نيسان من ضمن جولة يعتزم القيام بها على عدد من دول منطقة الشرق الاوسط، محطتها الاولى لبنان.
عون الى العراق غدا
ويتوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى العراق يوم الثلاثاء المقبل، على رأس وفد وزاري يضم كلا من وزراء الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، الصناعة حسين الحاج حسن والدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا التويني، اضافة الى فريق المستشارين والاداريين والامنيين.
وافادت مصادر مطلعة «المركزية» ان العراق يعتزم تقديم مساعدة عينية للاجهزة العسكرية والامنية اللبنانية عبارة، عن مدها بالمحروقات اللازمة للاليات والمعدات العسكرية.
موفد سعودي اليوم؟..
وأبلغت اوساط مطلعة «المركزية» انها تترقب زيارة لموفد سعودي الى لبنان يوم الاثنين المقبل استكمالا لمسار اعادة العلاقات الثنائية الى طبيعتها، بعد الشوائب التي اصابتها على خلفية اكثر من ملف وقضية كان آخرها ازمة استقالة الرئيس الحريري، بعد الانزعاج السعودي من مواقف حزب الله وممارساته في الدول العربية.
ملف موثق للحدود جنوبا
وغداة زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى بيروت، وجولة جديدة من محادثات مساعده دافيد ساترفيلد الذي غادر الى اسرائيل، لايزال لبنان متمسكا بحقه السيادي الكامل في البلوك النفطي الرقم 9 في المنطقة الاقتصادية الخالصة، كما يرفض المضي الاسرائيلي في بناء جدار الفصل عند النقاط الحدودية الـ13 المتنازع عليها.
وفي السياق، أفادت مصادر أمنية أن الجانب اللبناني، في اللقاء الثلاثي الذي سيعقد في الناقورة لاستكمال درس موضوع بناء الجدار في مقر اليونيفيل برئاسة قائدها العام الجنرال مايكل بيري في 22 الجاري، يُعد ملفا متكاملا بالوثائق والخرائط والحجج تمهيدا لعرضها لاثبات حق لبنان في تلك النقاط، ورفضه المس بأي منها ان واصلت اسرائيل بناء الجدار، بلا أي اعتبار لاي وساطة اميركية او غيرها».