بين من خريطة المعطيات والمواقف أن قرارا داخليا كبيرا اتخذ لاقرار الموازنة سريعاً، كما وعد رئيس الحكومة سعد الحريري، لولوج مؤتمرات الدعم الدولي للبنان بخطوات ثابتة تتيح تحصيل القدر الاكبر من المساعدات. في الموازاة، تستمر الجهود الاميركية على الخط اللبناني – الاسرائيلي للجم اي تدهور امني يطيح بالاستقرار الذي تعتبره الادارة الاميركية ركيزة اساسية في استراتيجيتها المرسومة للمنطقة.
ساترفيلد ومسك الختام
وواصل نائب وزير الخارجية الاميركية دافيد ساترفيلد مباحثاته «النفطية» مع المسؤولين اللبنانيين قبل ان يغادر الى جنيف، فزار أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التنية، وكان بحث في موضوع المنطقة الخاصة والحدود البحرية. وفي وقت ذكر المكتب الاعلامي لبري أن لا جديد في اللقاء اليوم، وان موقف رئيس المجلس هو نفسه الذي ابلغه للسفير ساترفيلد سابقا ولا ينقص حرفا واحدا، أشارت مصادر عين التينة الى «أن لبنان متمسك بحقوقه النفطية ولا تراجع عنها»، مشيرة الى ان «الاميركيين ليس لديهم من طرح سوى اقتراح هوف، وأن الاسرائيليين يحاولون التحايل بشتى الطرق».
حمل عرضاً جديداً
مصدر ديبلوماسي لبناني ذكر ان الجولة الثالثة لساترفيلد على المسؤولين في بيروت بعد جولتين له في اسرائيل للتفاوض في شأن الجدار والترسيم البحري والمناطق المتنازع عليها بين لبنان واسرائيل ليست كسابقتيها. ذلك أنه حمل عرضا جديدا. حيث أن الوسيط لم يعد يسوق «خط هوف» القائل بأن تؤول 40 بالمئة من المنطقة المتنازع عليها البالغة مساحتها 860 كلم مربعا، لتل أبيب. اذ ان الأخيرة باتت تطالب بـ25 في المئة من البلوك النفطي 9 الذي لا يقبل لبنان اي جدل حول ملكيته. وأفاد مصدر ديبلوماسي لبناني ان ساترفيلد يعرض الوساطة من منطلق سياسة الادارة الاميركية حيال لبنان، المرسومة بناء على نظرة استراتيجية تقوم على تلافي المخاطرة بأي عمل يزعزع استقرار المنطقة. وعلى هذا الأساس، يبني الاميركيون حراكهم ويسعون الى التوفيق بين مطالب الاسرائيليين والمواقف اللبنانية من دون وضع شروط مسبقة، لذا قد يتغير الطرح الاميركي بحسب خلاصة المفاوضات التي يخوضها ساترفيلد.
وشدد المصدر على ان الاستقرار في لبنان وبينه وبين اسرائيل يشكل أحد ركائز النظرة الاستراتيجية الأميركية لذا فإن المأمول من وساطة ساترفيلد يكمن في إرساء نقاط مشتركة بين الجانبين يعتمد عليها في مقاربته الى الامور قيد التفاوض.
وثائق وأسانيد لبنانية
اجتماع ثلاثي: في الموازاة، عقد أمس الاجتماع الدوري الثلاثي اللبناني – الأممي – الاسرائيلي في الناقورة، خصص للبحث في ملفي الجدار الاسمنتي والحدود البحرية الا انه لم ينته الى اي مقررات وتم الاكتفاء بعرض الموضوعين من الزاوية التقنية، وأشادت معلومات الى ان الوفد اللبناني حضر الاجتماع وفي جعبته خرائط ووثائق لاثبات حق لبنان في البلوك 9 مع التمسّك «بخط الهدنة» المُتّفق عليه منذ العام 1949 وهو الخط الذي يفصل بين لبنان وفلسطين المحتلة، وقد كرر موقف لبنان الرافض إقامة الجدار الاسرائيلي على النقاط الـ13 المتنازع عليها». وأفيد ان مستوى الحضور في الاجتماع لم يكن من الصف الاول بل على مستوى المعاونين.
وجوه جديدة
انتخابيا، وفي سياق سبحة الترشيحات التي تكر تباعاً كلما اقترب موعد اقفال بابها في 6 آذار، عُلم «ان تيار المستقبل» سيُعلن اسماء مرشحيه لخوض المعركة الانتخابية في 1 آذار المقبل في احتفال يُقيمه في بيت الوسط، يُلقي في خلاله الرئيس سعد الحريري كلمة انتخابية يرسم فيها خريطة الطريق السياسية للمرشحين الذين سيكونون في معظمهم من الوجوه الجديدة والشابة.
عندما لا يكون التحالف مجدياً
القوات والتيار: وغداة اللقاء العوني – القواتي الاربعاء في دارة امين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان، قالت مصادر تسنى لها الاطلاع على بعض ما دار في المباحثات، إن الطرفين غاصا عميقا في تفاصيل المشهد الانتخابي، وفي المحصّلة، توصّلا الى شبه اقتناع بأن خيار عدم التحالف بينهما قد يكون الانسب في معظم الدوائر، حيث تبين ان كلا منهما يسعى الى ايصال أكبر عدد من مرشحيه هو، الى الندوة البرلمانية. وبالتالي، يمكن القول انهما حسما الموقف في شكل شبه تام، لصالح أن ينزل كلٌ منهما الى «حلبة» المنافسة بمفرده، و»ليفُز الأقوى» ومن يتمكن من تأمين الحواصل الانتخابية، على ألا يُفسد هذا الواقع في «ودّ» التفاهم السياسي المبرم بين الطرفين، «قضية». الا ان طرفي «ورقة النيات» في المقابل، يبدو انهما سيكسران هذه القاعدة في المناطق التي يشكل فيها المسيحيون أقلية، أي حيث تقتضي المصلحة المسيحية ذلك، وهذه هي الحال في بعض دوائر الجنوب (ليس في صيدا – جزين) وفي الشوف وعاليه وبعبدا حيث التحالف وارد وقيد الدرس. في الموازاة، اشارت اوساط قواتية الى ان معراب لاتزال تنتظر أجوبة من «تيار المستقبل» حيال الملف الانتخابي، متوقّعة ان تصلها في الساعات الثماني والاربعين المقبلة. وكشفت أيضا ان القوات في صدد التواصل مع «حزب الكتائب»، حيث يفترض ان ينعقد في اليومين المقبلين اجتماع كتائبي – قواتي، يحسم طبيعة العلاقة التي ستربطهما في المناطق حيث لهما نفوذ مشترك.
لجنة الموازنة: في الاثناء، وفيما واصلت اللجنة الوزارية المكلفة دراسة مشروع قانون الموازنة عملها وانهت مناقشة المواد على ان تستكمل البحث في اجتماع يعقد الاثنين المقبل، اكد رئيس الحكومة انه سيعمل على انجاز الموازنة خلال الاسبوع المقبل.
يبدأها من المملكة الى ذلك، اكدت مصادر عليمة لـ»المركزية» ان جولة الرئيس الحريري الخارجية تحضيرا لمؤتمرات الدعم الدولي للبنان، ستبدأ من المملكة العربية السعودية، في زيارة هي الاولى له بعد ازمة الاستقالة.