أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنه وقع «المرسوم النهائي الذي سيفتح الباب لتثبيت المتطوعين في الدفاع المدني، ورفعه إلى مجلس الوزراء لإقراره في أول جلسة»، وكشف أن «العمل سينتهي قربيا على مشروع إدخال عناصر الدفاع المدني إلى جهاز إسكان العسكريين، كي يحصلوا على قروض سكنية ميسرة أسوة برفاقهم في بقية الأجهزة».
مثل الوزير المشنوق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، في الاحتفال بـ»اليوم العالمي للدفاع المدني»، الذي أقيم ظهر امس في قاعة «Pavillon de Seasi» – «البيال» في وسط بيروت، بدعوة من المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، برعاية رئيس الجمهورية، في حضور النائب باسم الشاب ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، العميد الركن بشارة الخوري ممثلا وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف، النائبين غسان مخيبر وآلان عون، العميد الركن الطيار زياد هيكل ممثلا قائد الجيش العماد جوزف عون، الوزير السابق الياس بو صعب، العميد جورج الياس ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، العميد لبيب العشقوتي ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، العميد فادي حداد ممثلا المدير العام لأمن الدولة اللواء انطوان صليبا، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، رئيس المنظمة الدولية للحماية المدنية فلاديمير كوفشنوف، مديرة «الوكالة الوطنية للاعلام» لور سليمان صعب، وعدد من رؤساء البلديات واعضاء المجالس البلدية والجمعيات الاهلية وحشد من رتباء الدفاع المدني وعناصره وشخصيات سياسية وديبلوماسية وعسكرية واجتماعية وفكرية واعلامية.
خطار
بعد النشيد الوطني ونشيد المنظمة الدولية للحماية المدنية وكلمة عريف الاحتفال الاعلامي طوني خليفة، القى العميد خطار كلمة، فقال: «نلتقي اليوم بدالة بنوتنا لوطن حبيب له علينا الكثير. وطن حملنا مسؤولية الحفاظ على انسانه، طبيعته، موارده وسمعته.
وتابع: «لا بد من الاشارة الى الانجازات الاخيرة في هذا الجهاز من اصدار القرار الذي تم بموجبه تثبيت كل الاجراء والمتعاقدين في الملاك الاداري بعد اعوام من الانتظار. كما ان المرسوم التطبيقي للقانون الذي اقره مجلس النواب مشكورا اصبح في مراحله الاخيرة، ونحرص على ايصال هذا الوجع الى الحكومة التي لم تتوان عن الاستماع الى اهمية هذا المطلب».
وقال: «لمتابعة التقدم، كان لا بد من وضع خطة خمسية بطلب من معالي وزير الداخلية والبلديات الاستاذ نهاد المشنوق شملت مشاريع متعددة منها:
– وضع دراسات لانشاء مبنى مركزي للمديرية العامة ومبان نموذجية لقيادات المناطق ستوضع حيز التنفيذ قريبا.
– انشاء معهد تدريب خاص بالدفاع المدني.
– اعادة تجهيز غرفة العمليات المركزية لتحسين الاداء وفقا للمعايير الحديثة.
– تحسين الاتصالات وتطويرها ومكننة العمل.
– تحفير المجتمع على متابعة دورات تدريب اولية لنشر التوعية بهدف تأمين السلامة العامة وغيرها من المشاريع بغية تحسين هذا الجهاز وتطويره».
كوفشنوف
وبعد فيلم قصير عن مهمات الدفاع المدني، تحدث كوفشنوف فشكر لبنان وحكومته وشعبه على «الحفاوة التي استقبل بها»، معتبرا ان «هذا البلد يمتاز بالتراث والتقاليد العربية الغنية والفريدة».
اضاف:» انه يوم لشكر جميع عناصر الدفاع المدني ورجال الاطفاء والمنقذين على جهودهم الجبارة وتضحياتهم»، مبديا «سعادته للمشاركة في هذا اليوم الكبير في لبنان».
ولفت الى «ان لبنان أدى دورا كبيرا منذ العام 1972 عندما شارك في المنظمة الدولية للحماية المدنية»، وأثنى على «الانجازات التي حققها الدفاع المدني في لبنان وخصوصا على صعيد التعامل مع الكثير من التحديات والاختبارات على مر السنوات»، مشددا على انه «ما دامت هناك بلدان مثل لبنان في المنظمة فاننا سنستمر في التطور بثبات نحو تحقيق اهدافنا في حقول حماية المدنيين من الكوارث».
وتابع: «أنا مسرور لكون لبنان من اول البلدان التي اظهرت فهما لدور قطاع الدفاع المدني والحاجة اليه للحد من أخطار الكوارث وحماية الارواح والحد من الخسائر المادية والبشرية».
وختم: «أتطلع الى العمل عن كثب مع لبنان من اجل تحقيق اهداف المنظمة الدولية للحماية المدنية»، مشيرا الى ان «هذه المنظمة ستقدم الدعم الى لبنان في هذا الشأن».
المشنوق
والقى الوزير المشنوق كلمة توجه في مستهلها الى الرئيس عون بالقول: «فخامة الرئيس، في عهدك كثرت الاحتفالات بالمناسبات للقوى الامنية والعسكرية، من الجيش الى قوى الامن الداخلي الى الدفاع المدني وغيرها من الاجهزة العسكرية والامنية التي تقوم بواجبها على أتم وجه».
اضاف: «لا يستطيع احد ان يقول ان لبنان في عهدكم الا لبنان الآمن وسط عاصفة من الحرائق والاضطرابات من حولنا، وعلى رغم الاضطراب السياسي الذي نعيشه في حياتنا اليومية والاضطراب الاقتصادي الذي نعيشه ايضا، هناك استقرار اكيد ودائم ومستمر بفضل كل القوى العسكرية وبفضلكم ايضا هو الاستقرار الامني».
وتابع: «عهدكم، يا فخامة الرئيس، هو عهد لبنان الآمن اولا ودائما، وما دمتم تدعمون هذه القوى الامنية والعسكرية والمدنية التي تقوم بواجبها تجاه اللبنانيين فسيبقى هذا الاستقرار هو العامل الاساسي في وجه الاضطراب السياسي والاقتصادي».
وتوجه كذلك إلى المتطوعين بالقول: «كما وعدتكم العام الماضي، وقبله، أعلن اليوم أنني وفيت بوعدي وكنت أمينا على حقوقكم، بلا منة من أحد، بلا وساطات سياسية ولا خلافات إدارية. لأن من واجب كل مسؤول أن يكون أمينا على حقوق الذين يسهرون على أمن اللبنانيين، ويقدمون وقتهم وجهدهم وتعبهم، وأحيانا يخاطرون بحياتهم، من أجل مهنتهم وتطوعهم. وأنتم قدمتم قبل عامين شهيدين لهما ولعائلاتهما كل العرفان والتقدير».
وأضاف: «جهودكم طوال السنوات الماضية لم تذهب سدى. أزهرت أمانا وراحة في شوارع لبنان، وجهوكم لن تذهب سدى في المستقبل، لأنها ستزهر أمانا في مسيرتكم المهنية والوظيفية».
ووعد «بتوقيع اتفاقات ثنائية قريبا مع الدول التي وعدت بتقديم مساعدات تدريبية ولوجيستية، أبرزها مصر والأردن وروسيا»، وتابع: «الأكيد أن التنسيق بين الدفاع المدني اللبناني والأجهزة الرديفة له في دول عديدة، ومنها دول أوروبية، بات على مستوى عال».
وجدد التزامه أمام المتطوعين «بالسعي الدائم والمستمر لتأخذوا كامل حقوقكم، وأن أظل إلى جانبكم، مدافعا مدنيا عن حقوقكم إلى حين الانتهاء من عملية تحديث الجهاز ورفعه إلى مستوى أجهزة الدفاع المدني الدولية لجهة تأمين أفضل الخدمات للمواطنين».
وأثنى على كلام السكرتير العام لمؤسسة الدفاع المدني الدولية، في رسالته السنوية، موافقا على أن «العمل خلال السنوات المقبلة يجب أن يتركز على إنشاء منظومة كاملة للتجاوب مع الكوارث، من خلال تطوير القوانين وتحضير المواطنين، وبناء مركز تنسيق بين مختلف الأجهزة الحكومية».
وفي الختام، قدم خطار درعا تقديرية إلى رئيس الجمهورية تسلمها الوزير المشنوق. وبعد قطع قالب الحلوى، جال الجميع في 5 مشاغل تشرح طريقة عمل وحدات الدفاع المدني وفيها عينة عن المعدات المستعملة أثناء تنفيذ المهمات.