فيما بلغت حركة الاتصالات والمشاورات ذروتها لانهاء خريطة التحالفات الانتخابية في المناطق وتحولت المقار السياسية والحزبية خلايا نحل عشية مؤتمراتها المتعاقبة لاعلان برامجها الانتخابية، لاحت في الافق الاقتصادي بارقة امل مزدوجة، الاولى من لجنة دراسة مشروع الموازنة مع بلوغها مشارف خط النهاية على ان تعقد جلسة حكومية لاقرارها غدا او الاثنين، والثانية من موقف الرئيس سعد الحريري الذي بشر فيه بامكان عودة السياح الخليجيين حيث تدرس دولهم حالياً إعادة السماح لمواطنيها بالمجيء إلى لبنان، بما ينعكس إيجاباً على القطاع السياحي والاقتصاد عموماً».
كل على طريقته
ويستعد ركنا «14 آذار» الأساسيان، «المستقبل» و»القوات» لاحياء ذكرى «14 آذار» كل على طريقته. الاول من خلال احتفال يُنظّمه في الخامسة عصر الاحد المقبل في مجمّع «البيال» لاعلان مرشّحيه في معظم الدوائر الانتخابية، حيث سيُخصص رئيسه سعد الحريري حيّزاً واسعاً من كلمته للتشديد على مبادئ ثورة الارز، لاسيما لجهة بناء الدولة وتقويتها من خلال حصر السلاح غير الشرعي باجهزتها الامنية والعسكرية، والثاني الاحتفال الذي تُقيمه في مسرح «بلاتيا» في الخامسة عصر الاربعاء المقبل للاعلان عن المرشّحين القواتيين اضافةً الى كلمة سياسية – انتخابية لرئيسه سمير جعجع يُحدد فيها خريطة العمل السياسية للسنوات الاربع المقبلة تحت عنوان «صار بدّا» وهو الشعار الذي تعتمده «القوات» لتسويق حملتها الانتخابية. وقبل احتفال «المستقبل» الاحد، يعقد الرئيس الحريري، بحسب ما علمت مصادر اجتماعاً اليوم يضمّ اعضاء ماكينته الانتخابية والمرشّحين لحسم خريطة التحالفات في المناطق، التي كما بات معروفاً ستكون «عالقطعة» وفقاً لما تقتضيه مصلحة «التيار» الانتخابية، على ان يُعلنها في احتفال «البيال»، بعدما يزور وزير الثقافة غطاس خوري معراب غداً للقاء رئيس «القوات» سمير جعجع ناقلاً اليه «جواب» المستقبل على العرض القواتي حول خريطة تحالفات المستقبل – القوات في دوائر محددة الذي سبق وطرحه وزير الاعلام على الرئيس الحريري في بيت الوسط منذ ايام.
لجنة الموازنة
وعقدت اللجنة الوزارية المكلفة درس مشروع موازنة عام 2018، جلسة جديدة في السراي برئاسة رئيس الحكومة، يتوقّع ان تكون الاخيرة. ففيما درست خلالها موازنة وزارة الطاقة (التي تم تخفيضها 20%) خصصت في المبدأ لاخضاع الموازنة لقراءة نهائية، على ان يصار بعدها الى احالتها الى مجلس الوزراء غدا او مطلع الاسبوع المقبل، لاقرارها وارسالها الى مجلس النواب.
الإقرار قريباً
…تقر غدا او الاثنين؟: وليس بعيدا، أمل الرئيس الحريري في «إقرار مشروع قانون الموازنة في جلسة يعقدها مجلس الوزراء يوم الجمعة أو الإثنين المقبل، بعد الانتهاء من درسه في اللجنة الوزارية، معتبراً ذلك خطوة إيجابية لصالح الوضع الاقتصادي». وتطرق في كلمة ألقاها خلال عشاء تكريمي أقامه على شرفه رئيس الهيئات الاقتصادية محمد شقير، إلى مؤتمر «سادر» لدعم الاقتصاد والبنى التحتية الذي سيعقد في باريس الشهر المقبل، فقال: ما يميّز هذا المؤتمر عن المؤتمرات السابقة، أننا حدّدنا المشاريع التي نتطلع إلى إنجازها، فهناك 250 مشروعاً ستُعرض في المؤتمر، تشمل قطاعات الكهرباء والنفايات والطرق والمياه والاتصالات والثقافة والطبابة وغيرها، وجزء كبير منها يمكن للقطاع الخاص الاستثمار فيها. وهنا يأتي دوركم، خصوصاً بعد إقرار قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص والذي هو ثمرة حقيقية للتوافق السائد اليوم في البلد.
… والعودُ أحمد
الخليجيون عائدون: في الموازاة، وتأكيدا لما أوردته «وكالة الانباء المركزية» أمس، برز اعلان الرئيس الحريري ان «دول الخليج تدرس حالياً إعادة السماح لمواطنيها بالمجيء إلى لبنان، بما ينعكس إيجاباً على القطاع السياحي والاقتصاد عموماً».
وفود وزيارات محورها السعودية
تتجه الانظار اللبنانية الى محطتين سعوديتين على مستوى من الاهمية الاولى في لبنان الذي ينتظر وصول وفدين من المملكة الاسبوع المقبل الاول لاجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين كان بدأها المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا والثاني لتسليم رسالة ملكية الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يتوقع ان ينقلها وزير الخارجية عادل الجبير، اما المحطة الثانية ففي باريس حيث سيبحث الرئيس ايمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في الملف اللبناني وفق معلومات «المركزية» من زاوية المؤتمرات التي دعا اليها لاسيما مؤتمر سادر الذي يعقد في 6 نيسان المقبل في باريس وسط حرص فرنسي بالغ على انجاحه ودعوة السعودية ودول الخليج لتقديم الدعم والاستثمار في لبنان من خلال قروض وهبات وتقديمات عبر مشاريع البنى التحتية التي اعد لبنان ملفا متكاملا في شأنها سيعرضه خلال المؤتمر. ويحاول الرئيس ماكرون الذي اطّلع على تفاصيل زيارة الرئيس الحريري الاخيرة الى الرياض وما تخللها من طي صفحة الماضي ان يحيي الهبة السعودية لمساعدة الجيش بثلاثة مليارات دولار، بحسب المعلومات، خصوصا ان المصانع الفرنسية ما زالت تصنّع السلاح استنادا الى لائحة قيادات الجيش بحاجياتها. وسيلفت ماكرون ضيفه الى ان روما 2 لمساعدة لبنان والقوى العسكرية والامنية سيعقد في 14 الجاري في روما ويمكن ان تكون مساهمة السعودية فيه على قدر محبتها للبنان في هذا الظرف.