Site icon IMLebanon

الحريري يهاجم من طرابلس “كاتب التقارير” و” خبير الوصاية”

 

أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن «مشروع «تيار المستقبل» أن نحمي البلد والشمال، بالعمل وليس بالكلام، بالاعتدال وليس بالتطرف، بصلابة الموقف والحكمة، وليس بالصراخ والحروب الوهمية. وبالصدق مع الناس، وليس بشراء صداقة الناس».

وقال: «استقرار الشمال، أمان الشمال، إنماء الشمال، كرامة الشمال، عروبة الشمال، اعتدال الشمال، هي الأمانة التي تحملها لائحة «المستقبل للشمال» في هذه الانتخابات».

كلام الرئيس الحريري جاء خلال الكلمة التي ألقاها خلال الحفل الذي أقامه تيار المستقبل في طرابلس للإعلان عن لائحة «المستقبل للشمال». وفي ما يلي نص الكلمة:

هل تعرفون ما أجمل شيء في الانتخابات؟ أني أقف هنا في وسط المثلث الذهبي، الذي اسمه طرابلس – المنية – الضنية!

نعم مثلث ذهبي، لأنكم أنتم الذهب، الذي لا يستطيع مال الدنيا أن يشتريه، ولأن الوفاء الذي في قلوبكم وعقولكم وضمائركم، الوفاء لتيار المستقبل، ولسعد الحريري، وللرئيس الشهيد رفيق الحريري، هو الذهب الذي يكشف التنك المزور، الذي يعتقد غيركم نفسه أنه قادر على بيعه!

هنا كان رفيق الحريري يرى أن «كتافو عراض»، وأن ما من شيء في الدنيا، ممكن أن يكسر كرامته ومشروعه، وإيمانه بدينه وبيئته وعروبته واعتداله. وإيمانه، بعد الله، بكم وبوفائكم يا أوفى الأوفياء، يا أهلي في طرابلس والمنية والضنية.

وبذكر الوفاء، لا بد من أن أبدأ بتحية للزميل الصديق الوفي محمد الصفدي، على موقفه بهذه الانتخابات، مع أننا كنا نود أن يكون معنا على لائحة الشمال، لائحتكم، «المستقبل للشمال» التي أتينا نعلنها اليوم. تحية للنائب محمد الصفدي، الذي برأ ضميره وتبرأ بالعلن من حكومة الصفر بالمائة، التي ليس فقط لم تقم بشيء لطرابلس، بل عطلت المشاريع التي كانت جاهزة، والآن نخرجها من جديد من البراد الذي وضعتها فيه!

والأجمل أنهم يلعبون اليوم على وتر أن «المستقبل» غريب عن طرابلس، كأننا لا نعرف أن أهل طرابلس والمنية والضنية أعطوا إقامة دائمة لرفيق الحريري، ولتضحيات رفيق الحريري، ولمحبة رفيق الحريري، في قلب كل واحد وكل واحدة منهم. وكأن سعد رفيق الحريري لا يعترف في كل لحظة وكل مفصل وكل قرار بفضلكم أنتم يا أهلي بطرابلس والمنية والضنية، علي وعلى تيار المستقبل وعلى مدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

قد يكون من الطبيعي أن يتحدثوا كذلك في موسم انتخابات، لأنهم ينسون كيف بدأ كل وجودهم السياسي، وغير السياسي. ربما نسوا العام 2005، كيف تألفت الحكومة ومن سمى رئيس الحكومة. وربما نسوا العام 2009، كيف شُكلت اللائحة ومن أعلنها.

قالوا أن طرابلس ترفض الوصاية على قرارها. أولاً، لن أناقش بالوصاية، لأنهم هم خبراء وصاية وشركاء وصاية وممثلي وصاية.

هل عرفتم من هو؟ أو أقول لكم أول حرف من اسمه؟ بالأمس في عكار، قلت أن هناك لوائح لبشار وحزب الله تُركّب في الشمال وغير الشمال.

يبدو أن الشباب حنوا لزمن الوصاية، وحنوا لزمن تسليم قرار طرابلس والشمال لجماعات الممانعة. دعوهم يعرفوا جميعا، من هم في لوائح بشار والحزب، مباشرة أو بالواسطة: زمن الاستيلاء على قرار الشمال لن يعود! وزمن الفتن لن يعود! وزمن الاستقواء بالمخابرات وبالسلاح، لن يعود! يأتون في موسم الانتخابات ليقولوا لكم: طرابلس ترفض الوصاية عليها من خارجها؟ حسنا، والضنية والمنية ترفض الوصاية أيضا؟ حسنا. أنا اليوم آت أطلب وصاية طرابلس والمنية والضنية علي شخصيا.

أنا آت أطلب وصايتكم علي وعلى لائحتكم، «المستقبل للشمال» بأصواتكم. نعم، أنا سعد رفيق الحريري، لست وصيا على طرابلس ولا على المنية ولا على الضنية، بل أنتم، كل واحد وواحدة فيكم، أوصياء علي، وعلى قلبي …. مثل العسل!

هل تعلمون، أجمل ما في الكذب، أنه يسمح لك أن ترى الصدق، وأجمل ما في الغدر، أنه يسمح لك أن ترى الشهامة، وأجمل ما في قلة الوفاء، أنها تسمح لك أن ترى الوفاء!

وعلى ذكر قلة الوفاء، لا نستطيع أن ننسى بطل العالم! الذي يغرقنا ليل نهار تقارير وتخوين ومؤامرات، وماذا يقول؟ أنه يحارب حزب الله.

نحن، تيار المستقبل، نخوض الانتخابات بلوائح في كل لبنان تقريبا بمواجهة حزب الله. من شبعا، لصيدا، للبقاع الشمالي، للبقاع الغربي، لزحلة، لبيروت، للشمال. نرشح مرشحين بمواجهة مباشرة مع مرشحين من حزب الله، ومع لوائح مدعومة من حزب الله.

إذا كنت إلى هذه الدرجة ضد حزب الله، لماذا كل لوائحك، تخوض الانتخابات في مواجهة لوائح المستقبل؟ وتحديدا، بمواجهة مرشحي المستقبل؟

إذا كنت أنا أواجه حزب الله، وحزب الله «بيقوص علي»، وأنت ليس لديك «لا شغلة ولا عملة إلا تقوص علي». ماذا تكون؟ إن كنت تدري فتلك مصيبة، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم!

في كل حال، هذه المنطقة ستقول كلمتها بـ 6 أيار، والكلمة هي الرد الحقيقي على الأصوات التي عرفتموها. كلمة المستقبل هي كلمة طرابلس والمنية والضنية، وطنيا وعربيا وإنمائيا واجتماعيا. نحن مشروعنا أن نحمي البلد والشمال، بالعمل وليس بالكلام، بالاعتدال وليس بالتطرف، بصلابة الموقف والحكمة، وليس بالصراخ والحروب الوهمية. وبالصدق مع الناس، وليس بشراء صداقة الناس. رحم الله رفيق الحريري الذي كان يقول: «أهم شي… هو الصدق». وفي 6 أيار، كلنا معا سنقول كلمة الصدق، وكلمة الوفاء.

نحن لم نكن في رئاسة الحكومة وتفرجنا على 20 جولة قتال بطرابلس دون أن نفعل شيئا!

نحن حين تسلم دولة الرئيس تمام سلام رئاسة الحكومة، غطى الجيش وقوى الأمن الداخلي، ليفرضوا الاستقرار في طرابلس، ويضمنوا الأمان لكل أهلنا في طرابلس.

نحن لم نتاجر بالشباب الموقوفين. نحن حين تسلمنا رئاسة الحكومة بدأنا نعمل على قانون عفو ورأيتم أن صياغته باتت جاهزة بإذن الله، وهذا الأمر سيحصل، يعني سيحصل.

نحن لم يكن في رئاسة الحكومة، ونبيع الكلام من جهة ونعطل المشاريع للمنطقة من جهة أخرى. نحن حين تسلمنا رئاسة الحكومة، أطلقنا مشاريع بعشرات الملايين الدولارات بالبنى التحتية في الضنية والمنية وطرابلس، وكلكم ترونها.

ولأن فرص العمل، للشباب والشابات في المنية والضنية وطرابلس هي هدفنا الأساسي، لهذا السبب، حصة الشمال بالمشروع الوطني الذي أعددنا له، هي 3 مليارات دولار.

3 مليارات دولار، للكهرباء والصرف الصحي والمياه والاتصالات والنفايات والسياحة في الشمال. 3 مليارات دولار، كل مليار منها يولد عشرات آلاف فرصة العمل الجديدة. هذا بالفعل، وليس بالكلام.

لكن هذا المشروع، مشروع الاستقرار والنهوض الاقتصادي والإنماء في الشمال وكل لبنان، بحاجة لأمر أهم من التمويل. بحاجة لأصواتكم. لصوت كل واحد وواحدة منكم. في 6 أيار، أنتم تقررون: أن يكمل هذا المشروع أو يتوقف. وأنا متأكد من جوابكم سلفاً.

نحن الحرب كانت علينا، كانت على سعد الحريري وتيار المستقبل، ولم تكن على أي واحد من جماعات الكلام. هؤلاء أساسا، لا أحد يحسب لهم حساب، لا في الداخل ولا في الخارج.

نحن، يعني أنتم، يعني كل واحد وواحدة فيكم العصب الحقيقي للمواجهة والتحدي والتوازن الوطني.

ونحن الذين نقلب المعادلة، ونضمن بالفعل أن ما من شيء ممكن أن يتقدم على الشرعية والدولة، وأن العمل على تقوية الجيش والقوى الأمنية لتعطيل مشروع الاستقواء على الدولة، أفضل مليون مرة من تشكيل ميليشيات وإقامة خطوط تماس في طرابلس وبيروت وصيدا وغيرها.

نعم، نحن الذين قلبنا المعادلة، ودفعنا الجميع للاعتراف بأن حماية لبنان تكون بوقف التدخل بشؤون الأشقاء العرب، ومنع الحريق السوري من الانتقال لبلدنا.

نعم، نحن قلبنا المعادلة، وقلنا أن السنّة في لبنان ليسوا حرفا ناقصا أبدا، وأن دورهم بالمعادلة الوطنية أقوى من أي سلاح ومن كل سياسات الممانعة.

نحن خط الدفاع الأول عن كرامة السنّة، لأن كرامة السنّة من كرامة لبنان. وكرامة لبنان وسلامته واستقراره واعتداله وعروبته أمانة رفيق الحريري لدينا جميعا، خصوصا عند أهلنا في طرابلس والضنية والمنية وكل الشمال.

استقرار الشمال، أمان الشمال، إنماء الشمال، كرامة الشمال، عروبة الشمال، اعتدال الشمال، هي الأمانة التي تحملها لائحتكم في هذه الانتخابات.

وقبل أن أعلن أسماء أعضائها، أريد أن أوجه تحية وشكر للزميل الدكتور أحمد فتفت، وأترحم معكم على روح الزميل المرحوم بدر ونوس.

والآن، لائحتكم، «المستقبل للشمال»، وهؤلاء أعضاؤها:

في طرابلس: محمد كبارة، سمير الجسر، جورج بكاسيني، ديما جمالي، نعمة محفوض، وليد صوالحي، ليلى شحود، شادي نشابة.

عن المنية: عثمان علم الدين.

عن الضنية: قاسم عبد العزيز، سامي فتفت.

هذه لائحتكم، هذا قراركم، وموعدكم مع يوم الحقيقة في 6 أيار، ليبقى «المستقبل للشمال» والمستقبل للبنان بإذن الله.

عشتم، عاش الشمال، عاشت لائحة «المستقبل للشمال» وعاش لبنان.