هدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، امس، بضربات صاروخية ضد سوريا. وتوجه عبر تغريدة على حسابه على تويتر إلى موسكو قائلاً: «استعدي يا روسيا الصواريخ قادمة».
وأضاف في نفس التغريدة: «روسيا تعهدت وتوعدت بإسقاط أي صواريخ أميركية تستهدف سوريا، فاستعدي يا روسيا لأن صواريخنا قادمة، وستكون جديدة و»جميلة وذكية.» وتابع قائلاً: «لا يجب أن تتحالفوا مع حيوان يقتل شعبه بالغاز السام، ويستلذ بذلك».
كما عقب في تغريدة ثانية واصفاً العلاقات الأميركية الروسية في أسوأ مراحلها. وقال: «علاقاتنا مع روسيا في أسوأ مراحلها بما فيها الحرب الباردة. ولا داعي لكل ذلك. روسيا تحتاج لمساعدتنا اقتصادياً، وهذا قد يكون سهلاً، ولكن يجب وقف سابق التسلح».
وأتت تغريدات ترامب بعدما هدد السفير الروسي في لبنان بإسقاط الصواريخ الأميركية التي ستطلق باتجاه سوريا، قائلاً إنها توجيهات من الرئيس الروسي. وأضاف ألكسندر زاسيبكين: «إن أي صواريخ أميركية تطلق على سوريا سيتم إسقاطها واستهداف مواقع إطلاقها».
كما قال في تصريحات – بثت الثلاثاء – إنه يستند في ذلك إلى تصريحات بوتين ورئيس الأركان الروسي. ورغم اعلان ترامب تحدث وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس عن استمرار واشنطن من تيقيمها للهجوم الكيميائي في دوما قبل اتخاذها القرار المناسب.
إلى ذلك، حذر الكرملين من أي تحركات في سوريا يمكن ان تتسبب بـ»زعزعة» الوضع في المنطقة، في الوقت الذي تواصل دول غربية عدة التهديد بتوجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري المتهم بالوقوف خلف هجوم يعتقد أنه نُفِّذ بالأسلحة الكيميائية في مدينة دوما. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «نأمل بأن تتجنب جميع الأطراف اتخاذ خطوات غير مبررة بإمكانها أن تزعزع الوضع الهش أصلا في المنطقة».
كما سارعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى الرد على كلام ترامب من دون أن تسميه في حسابها على فيسبوك قائلة «على الصواريخ الذكية أن تصوب باتجاه الارهابيين، وليس باتجاه الحكومة الشرعية التي تواجه منذ سنوات عدة الإرهاب الدولي على أراضيها».
وأعلن الجيش الروسي أن العينات التي أخذت من دوما لا تحتوي على مواد سامة، وأكد الجيش أن الوضع في الغوطة الشرقية «مستقر تماما».
ونقلت وكالة «تاس» عن الجيش الروسي قوله: «إن الهجوم الكيمياوي المزعوم في دوما اختلقته جماعة الخوذ البيضاء».
وأكدت هيئة الأركان الروسية أن الشرطة العسكرية الروسية ستدخل دوما بدءا من اليوم.
ووجهت هيئة الأركان الروسية حديثها إلى الولايات المتحدة وقالت: «إن على واشنطن إعادة إعمار الرقة بدلا من التهديد بضرب سوريا».
من جهته، رد النظام السوري على تهديدات ترامب. وقالت وزارة الخارجية التابعة للنظام: «لا نستغرب مثل هذا التصعيد الأرعن من الولايات المتحدة». وزعمت أن «الولايات المتحدة تستخدم فبركات وأكاذيب كذريعة لاستهداف سوريا».
وشهدت الأيام المنصرمة توتراً واستنفاراً غير مسبوق بين روسيا والدول الغربية لاسيما الولايات المتحدة بعد تنديدات بالغارات التي شهدتها مدينة دوما السورية والتي أفادت تقارير عدة باستهدافها بغازات سامة.
وأجهضت روسيا في مجلس الأمن مساء الثلاثاء مشروع قرار أميركي يتعلق بسوريا، في حين صوتت 7 دول في المجلس رافضة مشروعين اثنين تقدمت بهما روسيا بشأن سوريا أيضاً.
إلى ذلك دعت المنظمة الأوروبية للسلامة الجوية (يوروكنترول)، مساء الثلاثاء، شركات الطيران إلى توخي الحذر في شرق المتوسط لاحتمال شن غارات جوية في سوريا خلال 72 ساعة