IMLebanon

الصورة تكتمل: بري رئيسا والفرزلي نائبه…ونصار مستمر

 

اليوم.. بري رئيسا للمجلس والفرزلي نائبا للرئيس

 

الافطار الرمضاني الذي دعا اليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القصر الجمهوري في بعبدا غروب اليوم الاربعاء، ويحضره أركان الدولة ومرجعيات روحية ووزراء ونواب ورؤساء بعثات ديبلوماسية وكبار الموظفين، سيكون تتويجاً لانجاز آخر مراحل الاستحقاق النيابي الجديد تتمثل في جلسة نيابية، تعقد في مقر المجلس اليوم، يرأسها كبير السن النائب ميشال المر، لانتخاب رئيس ونائب رئيس وهيئة مكتب مجلس النواب.. بالتقاطع مع دخول الحكومة مرحلة تصريف الأعمال.. وستكون للرئيس العماد عون كلمة يتناول فيها الاوضاع الداخلية والتطورات الراهنة..

بري او ورقة بيضاء

 

وإذ أكد الرئيس سعد الحريري، بعد أول اجتماع لكتلة «المستقبل» المنتتخبة أمس، ان «الكتلة ستنتخب نبيه بري رئيساً لمجلس النواب» فإنه في المقابل أكد ان الكتلة لن تنتخب ايلي الفرزلي لمنصب نائب رئيس مجلس النواب.. هذا، مع الاشارة، الى ان معلومات لـ«الشرق» كشفت عن «اتفاق سياسي» بين أفرقاء عديدين، يقضي بانتخاب هيئة مكتب مجلس النواب، بحيث يكون نبيه بري رئيساً والفرزلي نائباً للرئيس والنواب ميشال موسى وسمير الجسر وآلان عون وهاغوب بقرادونيان ومروان حماده أعضاء في هيئة المكتب.. وفي السياق أكد النائب أنيس نصار (مرشح «القوات») بعد لقائه الرئيس بري أمس، انه «مستمر بترشحه لنيابة رئاسة المجلس.» كاشفا ان كتلة «القوات الجمهورية القوية» ستصوت بورقة بيضاء.. أما رئيس «اللقاء الديموقراطي» وليد جنبلاط فقال بعد زيارته «بيت الوسط» بعد ظهر أمس أنه سيطلب من بعض أعضاء كتلته التصويت لصالح الفرزلي ويترك الحرية للآخرين.

 

وفي السياق نفسه، عرض رئيس كتلة «لبنان القوي» النائب جبران باسيل مؤتمراً صحافياً بعد ظهر أمس بعد اجتماع للكتلة عرض فيه العلاقات بين القوى والطوائف مستذكراً مواقف الرئيس بري السابقة ليخلص الى اعلان قرار ترك حرية الاختيار لأعضاء الكتلة بين أن يصوتوا بورقة بيضاء او يصوتوا للرئيس بري.. مشدداً على انتخاب الفرزلي نائبا للرئيس.

 

حكومة تصريف الأعمال

 

إلى ذلك، وبعدما دخلت الحكومة مرحلة «تصريف الأعمال» فإن الانظار تتجه الى المرحلة التالية، والمتعلقة بالاستشارات النيابية الملزمة التي يقوم بها رئيس الجمهورية لتسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة، وهو الرئيس سعد الحريري، على ما تؤكد المعطيات المتوافرة، لتبدأ معه مرحلة تأليف الحكومة، وهي مرحلة لن تكون سهلة بنظر البعض وقد تطول، وبنظر آخرين «لن تطول» كما أشار عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر، ذلك لأن «هناك رغبة لدى معظم القوى السياسية مدفوعة بضغط رئاسي على تسهيل تشكيل الحكومة سريعاًً..» معتبراً «ان العقوبات الاميركية – الخليجية الاخيرة على شخصيات وكيانات مقربة من «حزب الله» ستساهم خلافا لما يعتقد البعض في تسريع التشكيل، وانهاء مرحلة تصريف الاعمال، وذلك استباقاً وتداركاً لأي تطور اقليمي..» ومشدداً على «ان «حزب الله» مكون أساس في البلد، حصل على ثقة فئة من اللبنانيين من خلال كتلة نيابية وازنة..». ولا يمكننا انكار حضوره في البلد..».

 

وفي السياق، أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان «ان لبنان في هذه المرحلة بحاجة الى حكومة وحدة وطنية وان يتمثل فيها الجميع.. ونحن مع رئيس حكومة يرضى بتشكيل مثل هكذا حكومة تحفظ معادلة الشعب والجيش والمقاومة..».

تدابير امنية

 

أمنياً، وبالتقاطع انعقاد جلسة مجلس النواب اليوم، أعلنت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي عن جملة تدابير واجراءات باخلاء واقفال شارع المصارف، طيلة فترة انعقاد الجلسة، وعزل المنطقة المحيطة بمجلس النواب واخلائها من السيارات..

السلاح غير الشرعي لن يستمر

 

على صعيد آخر، وخلال افتتاح، مبنى فصيلة الاشرفية النموذجي، برعاية وزير الداخلية نهاد المشنوق أمس، أكد الوزير المشنوق ان «افتتاح المبنى هو جزء من الاستراتيجية الخمسة التي وضعتها قوى الامن لتنفيذها خلال السنوات الخمس المقبلة.. وهي ستكون مسؤولة عن أمن لبنان كله، لأن السلاح غير الشرعي لن يستمر مهما طال الزمن.. ونحن نحضر أنفسنا مع الجيش لتكون القوى الشرعية هي المسؤولة الوحيدة عن الامن وعن قرار الحرب والسلم على كل الاراضي اللبنانية.

مواعيد استشارات التكليف تنتظر خريطة توزيع الكتل

 

يقف لبنان السياسي على عتبة اسبوع حافل بالمحطات ذات الدلالات، يصل عددها الى ثلاث، جلسات نيابية لانتخاب هيئة مكتب المجلس رئاسة ونيابة وأعضاء، دعا إليها رئيس السن «دولة الرئيس» حتى ظهر اليوم، ميشال المر، وإفطار سيجمع أركان الدولة مساء اليوم في قصر بعبدا يعكس صورة الدولة الجامعة الموحّدة، واستشارات يفترض أن تنطلق خلال أيام لتكليف رئيس يشكل حكومة تبقى غير واضحة المعالم حتى الساعة، وإذا كانت رئاستا المجلس النيابي والحكومة محسومتين لمصلحة الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري في ظل غياب مرشحين منافسين، فإنّ نيابة رئاسة البرلمان ستشهد معركة شكلية أرادها حزب «القوات اللبنانية» من خلال ترشيح النائب انيس نصار في موقف مبدئي، ينطلق بحسب مصادرها، من رفضها سياسة الأمر الواقع عبر وضع الجميع أمام مرشح أوحد، كما يحصل على ضفة الموقع الشيعي، فما يصح هناك في غياب البدائل، لا ينسحب على موقع نيابة رئاسة المجلس، ولو أنّ النتيجة معروفة سلفاً، حيث لم يبق في ضفة المرشح القواتي إلاّ كتلتي الجمهورية القوية و»المستقبل» وبعض أعضاء اللقاء الديموقراطي ومستقلين.

 

القوات خارج المعادلة: والخروج القواتي عن الصف المجلسي انسحب أيضاً بورقة بيضاء على الموقع الرئاسي على خلفية ما وصفته مصادر معراب بالخلاف الاستراتيجي مع بري المتصل بالنظرة الى «حزب الله» وسلاحه بما يحول دون التصويت له، بيد أنّ عدم التصويت لا يعني عدائية او تمترساً في مواجه من تقاطعت مواقفه مع «القوات» في أكثر من ملف، مؤكدة أنّ الود الشخصي معه سيبقى قائماً، فهو يدرك ثوابت الحزب غير المعرضة للتغيير.

 

إرجاء انتخابات اللجان: لكن استحقاق اليوم قد لا يكتمل على ما أفادت المعلومات، إذ أشارت الى إرجاء انتخاب رؤساء وأعضاء اللجان الى ما بعد تشكيل الحكومة لأنّ النظام الداخلي يلزم بالفصل بين التوزير واللجان النيابية.

 

بعبدا تنتظر الكتل: وليس بعيداً، أفادت مصادر مطلعة أنّ رئيس الجمهورية لا يمكن أن يوجّه دعوة الى الاستشارات النيابية للتكليف، ما دامت رئاسة مجلس النواب لم ترسل الى بعبدا بعد خريطة توزيع الكتل النيابية الجديدة ليصار في ضوئها الى تحديد المواعيد كما العادة.

 

تشكيل سريع: وليس بعيداً، أكد الحريري ان «تيار المستقبل» سيفصل النيابة عن الوزارة، وتحدّث عن «قرار بالإسراع في التشكيل الحكومي، مضيفاً «أعتقد أنّ العقوبات على حزب الله لن تؤخر التأليف بل قد تسرّع ولادة الحكومة»، وأشار الى «انني لم أطلب يوماً من النائب وليد جنبلاط أن يصوّت لأحد دون سواه والتصويت للفرزلي أو سواه لن يسبب مشكلة بيننا».