Site icon IMLebanon

الراعي من باريس: نرفض الموقف الدولي بالعودة الطوعية

 

لبى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي مساء اول امس الثلاثاء، دعوة نائب رئيس مجلس الوزراء الاسبق عصام فارس وعقيلته السيدة هلا إلى عشاء تكريمي في دارتهما في باريس، بمشاركة رئيس اساقفة بيروت المطران بولس مطر، النائب البطريركي المطران بولس عبد الساتر، سفير لبنان في فرنسا رامي عدوان، نجاد فارس، قنصل لبنان في مرسيليا سونيا ابي عازار، المحامي وليد غياض، والخوري عبدو ابو كسم.

في بداية اللقاء رحب فارس بالبطريرك الراعي في دارته، مقدرا جهوده الراعوية والوطنية، مؤكدا أن «اللقاء مع البطريرك دائم ومستمر على رؤية مشتركة لمستقبل لبنان».

ثم كانت خلوة بين البطريرك الراعي وفارس بحثت خلالها تطورات الاوضاع اللبنانية وآفاق المرحلة المقبلة بعد تشكيل الحكومة الجديدة.

كما كان عرض لأجواء المحادثات التي أجراها البطريرك الراعي مع المسؤولين الفرنسييين على رأسهم الرئيس ايمانويل ماكرون، وللملفات التي تمت مناقشتها وأبرزها العلاقات اللبنانية الفرنسية، والاستقرار الامني والاقتصادي في لبنان، والتزامه بالاصلاحات المطلوبة لدعمه دوليا، وأعباء النزوح السوري الى لبنان والوجود المسيحي في الشرق، والواقع الفرانكوفوني في لبنان ووضع التعليم الذي يحفظ هذه الثقافة، وذلك وفق المذكرة الخطية التي سلمها البطريرك الراعي الى الرئيس ماكرون.

بعد الخلوة، شكر البطريرك الراعي عناية الرئيس فارس بزيارته الى فرنسا واستضافته مع الوفد المرافق، كما شكر له ولعقيلته لقاء الليلة في دارتهما.

وقال البطريرك الراعي: «أتاح لنا هذا اللقاء التداول مع دولة الرئيس في مجمل القضايا المطروحة، ونحن نتطلع الى مرحلة جديدة نتمكن فيها من مواجهة التحديات الراهنة وايجاد الحلول لها، وهذا يقتضي مشاركة جميع القادة القادرين المخلصين وتوحيد جهودهم وفي طليعتهم الرئيس عصام فارس الذي نرى مشاركته في ادارة الشأن الوطني اسهاما في تحقيق أمنيات اللبنانيين من خلال حل المشاكل التي يواجهونها».

وأشار الى انه «اذا أراد المسؤولون اللبنانيون تشكيل حكومة توحي بالثقة لدى اللبنانيين ولدى المجتمع الدولي وتطبق الإصلاحات المطلوبة للنهوض بلبنان، عليهم التعاون مع الرئيس فارس على ان تضم هذه الحكومة وجوه ثقة يجد الرئيس فارس نفسه بينهم في موقعه الطبيعي. فنحن بحاجة الى شخصيات لبنانية تعطي الثقة للبنانيين لأنه كما رددت دائما نحن في لبنان نعيش حالا استثنائية، لذلك نحتاج الى رجال سياسة غير اعتياديين ومن بينهم دولة الرئيس فارس».

بعد ذلك منح البطريرك الراعي وسام مار مارون الى فارس وأيقونة السيدة العذراء، وتسلم من عقيلة فارس كتابا يحمل توقيعها يتضمن صورا وشرحا مفصلا لأبرز الأوسمة والميداليات الرسمية والدينية المحلية والعالمية التي نالها فارس في محطات هامة من حياته.

وفي اليوم الثالث لزيارته التقى الراعي  رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو، في حضور رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، النائب البطريركي المطران بولس عبد الساتر، سفير لبنان في باريس رامي عدوان، الوزير السابق ابراهيم الضاهر، المحامي وليد غياض والخوري عبدو ابوكسم.

وعرضت هيدالغو لعلاقات التعاون القائمة بين بلديتي باريس وبيروت ومنها تبادل الخبرات في شؤون ادارية وتنظيمية من خلال الموظفين في البلديتين، مؤكدة «العمل لمزيد من التعاون مع باقي البلديات في لبنان على عدد من النقاط التي تعنى بالشأن البلدي».

واثنت هيدالغو على «ما قام به لبنان من استقبال للنازحين السوريين،» منوهة «بقدرته على تحمل هذا العبء الذي تعجز عن تحمله اية دولة اخرى». واعتبرت «ان عقد مؤتمر يجمع البلديات اللبنانية التي استقبلت اعدادا كبيرة من النازحين مع عدد من بلديات فرنسا ليكونوا رسل سلام لتبادل الأفكار والخبرات حول هذا الموضوع قد يفتح الباب امام حلول جديدة لهذه المشكلة الإنسانية التي تعاني منها بعض المدن الفرنسية ايضا لا سيما مع استمرار الهجرة غير الشرعية التي تهدد المجتمعات.»

وكان توافق على اهمية عقد هذا المؤتمر «لأنه سيتيح للشعب الأوروبي التعرف اكثر الى التجربة اللبنانية في مسألة النزوح السوري خصوصا ان جزءا من حدود لبنان مشتركة مع سوريا وهو حتما سيتأثر بالحرب الدائرة فيها وبتداعياتها عليه على كافة المستويات».