IMLebanon

الحريري: لن نسمح ابدا بعودة الحرب

كتب عبد الامير بيضون:

بالتقاطع مع احتفال الطوائف المسيحية التي تعتمد «التقويم الشرقي» بالفصح المجيد، (أول من أمس)، فقد طوى لبنان، يوم أمس، صفحة الاربعين عاماً على حادثة عين الرمانة (13 نيسان 1975) التي كانت الشرارة في اشعال «الحرب الاهلية» في لبنان، ودامت لسنوات، ذهب ضحيتها الآلاف من القتلى والجرحى والمفقودين، عدا الدمار والتهجير القسري الجماعي، الذي حلّ بغالبية المناطق، ولاتزال اثاره وتداعياته قائمة حتى اليوم في غير بلدة، وغير منطقة…

وإذ يستذكر اللبنانيون هذه المرحلة المأساوية، وقد عاد القلق يحط بقوة مع تنامي واتساع دائرة الاحداث والحروب الداخلية في العديد من الدول العربية، والتي لم تعد تداعياتها، الاجتماعية والسياسية والاعلامية، بعيدة عن الساحة اللبنانية…

الحريري: لن نسمح للحرب بأن تعود

وبهذه المناسبة، ومع زيارته دولة قطر ولقائه الامير تميم بن حمد آل ثاني، فقد أكد الرئيس سعد الحريري أنه «لا يمكن ان نحمي لبنان اذا لم نقفل الأبواب بوجه الحرائق المحيطة ونتوقف عن الذهاب اليها بأنفسنا…».

وأشار عبر «تويتر» الى «ان لبنان لم يخرج من الحرب الأهلية ليدخل آتون الحروب العربية…» مؤكداً على «أننا لن نسمح للحرب بأن تعود…».

وبالمناسبة فقد استقبل الرئيس الحريري في دارته في الرياض وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وأكد «أهمية الانجازات التي تحققها قوى الأمن في مجال مكافحة الارهاب وآخرها الانجاز الذي قامت به شعبة المعلومات في طرابلس…».

ولمناسبة الذكرى الاربعين هذه، فقد أطلق رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط وصية لابنه تيمور وكل الشباب اللبناني خلاصتها «اياكم والعنف والجهل…».

لقاء ديبلوماسي – سياسي عند عسيري

وقبيل موعد الجلسة العاشرة للحوار بين «المستقبل» و«حزب الله»، استضاف السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري في دارته ظهر أمس، رؤساء بعثات دول «التحالف المعتمدين في لبنان» (الكويت، قطر، الامارات، الاردن، مصر، السودان، المغرب وتركيا) وعدداً من الشخصيات السياسية والاعلامية اللبنانية… حيث عقد لقاء تشاوري حول التطورات المستجدة في المنطقة، لاسيما أحداث اليمن، إضافة الى الأوضاع التي تشهدها الساحة اللبنانية».

وقدم السفير عسيري شرحاً للأسباب التي أملت «عاصفة الحزم» مبدياً اسفه «للطريقة الانفعالية التي يتعاطى بها فريق لبناني مع موضوع اليمن…» سائلاً «أين مصلحة لبنان في المواقف التي يتخذها هذا الفريق…».

بدورهم استنكر السفراء «حملات الاساءة والافتراء التي تتعرض لها المملكة وسفيرها في لبنان من بعض الجهات التي تعرض مصالح لبنان وأبناءه للخطر…»، وعبروا عن «تضامنهم الكامل مع السفير ووقوفهم الى جانبه…».

حوار «المستقبل» – «حزب الله»

إلى ذلك، ومع استمرار الشغور الرئاسي الذي دخل يومه الخامس والعشرين بعد الثلاثماية، ومع تزايد قلق اللبنانيين جراء ما يحصل في المحيط الاقليمي، وانعكاساته على الداخل، تبقى الأنظار متجهة الى جلسة الحوار الموعودة بين «المستقبل» و«حزب الله»، في عين التينة، مساء اليوم الثلاثاء… على ما كان أكد «راعي الحوار» الرئيس نبيه بري الذي نقل عنه زواره أنه «لا يمكن التراجع عن هذا الحوار…» داعياً الافرقاء المعنيين الى «التخاطب بلهجة أقل حدّة من الحاصل…».

من جانبه عضو كتلة «المستقبل» النائب احمد فتفت، لفت الى ان «الحوار بالنسبة الينا تحصيل حاصل… وهو جزء من المعركة السياسية… وبدل ان نتساءل هل الحوار سينتهي، الأصح ان نتساءل هل الحوار سينجح، لأن كلام نصر الله الأخير يهدد الحوار…».

وفي المقابل، وإذ شدد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي على «الحرص على تجنيب لبنان تداعيات أحداث اليمن…» لفت الىان «تعبير كل جانب عن رأيه يجب ألا يمس بالاستقرار… «مؤكداً ان «حزب الله سيواصل الحوار مع «المستقبل» من أجل مصلحة لبنان…».

«لقاء الجمهورية»: اعلان بعبدا ورئيس

وعلى ما كان مقرراً، فقد عقد في دارة الرئيس ميشال سليمان في اليرزة «لقاء الجمهورية»، الذي ضم مجموعة من الشخصيات السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية، الاكاديمية، الديبلوماسية، الاعلامية، ومن هيئات المجتمع المدني، حيث تمت مناقشة «سبل تعزيز الجمهورية ومؤسساتها الدستورية…».

وأكد المجتمعون «الدعوة الى الالتزام بتطبيق اعلان بعبدا، وتأمين النصاب القانوني لانتخاب رئيس الجمهورية فوراً، تقديم الدعم الممكن للحكومة ورئيسها لمساعدتهما على تحييد لبنان عن صراعات المحاور، والمثابرة على تهيئة الجو لانتخاب الرئيس كأولوية مطلقة، والتشجيع على المضي في الحوار وتوسيع أطره…».

وحدد اللقاء يوم الخميس 7 ايار المقبل، موعداً «لمتابعة أعمال اللقاء وتحديد أطره التنظيمية…».

عودة في الفصح: النواب مسؤولون

في خضم هذه التطورات أحيت الطوائف المسيحية التي تتبع «التقويم الشرقي»، «الفصح المجيد، وعمت القداديس الاحتفالية والزياحات مختلف المناطق…».

وبالمناسبة احتفل مطران بيروت وتوابعها لطائفة الروم الاثوذكس الياس عودة بالمناسبة والقى عظة في كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت، سأل فيها «هل أبناء هذا البلد، والمسيحيون منهم بخاصة، يتصرفون بتواضع ولطف ومحبة ووداعة وسلام وطول اناة وتعفف؟ هل يطرحون عنهم الحقد والغضب والحسد والكذب والمصلحة وكل ما يحول دون لقياهم الآخر؟» لافتاً الى اننا «في حاجة الى وعي خطورة الوضع الذي نعيشه والى تغليب مصلحة الوطن على كل مصلحة».

وأضاف: «الايمان الحقيقي لا يمكن ان يكون سبباً للشقاق والفراق والمؤمن الحقيقي لا يمكن ان يعيش في قوقعة طائفية… ونحن نشهد حولنا مجازر باسم الدين…» سائلاً: «هل تمت هذه الأعمال البربرية الى الأديان بصلة».

وسأل عودة في عظة: «هل انتخاب رئيس أمر عصي الى هذا الحد…»؟! داعياً «الجميع الى التمر على هذا الوضع ورفضه والى التمرد على الاقطاع السياسي والمالي والفكري…» لافتاً الى «ان أولى المسؤوليات تقع على النواب، كما ينص دستورنا، هي انتخاب رئيس للجمهورية، فلا تتقاعسوا ولا تتعللوا بعلل الخطايا ولا تنظروا الى ما وراء الحدود…».

الراعي: انتخاب الرئيس يعلو ويفوق

من جهته طالب البطريرك الماروني  بشارة بطرس الراعي، المعنيين، في الداخل وفي الخارج بتحرير انتخاب رئيس للجمهورية من رهنه… فانتخاب الرئيس اليوم، قبل الغد يفوق ويعلو كل اعتبار آخر، وكل حساب».

ودعا الراعي في عظة الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي «المسؤولين السياسيين» في لبنان الى «اخراج البلاد من معاناتها المتعددة الوجوه وهي: سدة رئاسة الجمهورية الفارغة والقصر الجمهوري المقفل منذ أحد عشر شهراً، والمجلس النيابي المعطل… والحكومة المتعثرة…».

ليخلص الى القول ان «الجميع من الداخل ومن الخارج يطالبون الكتل السياسية النيابية والمجلس النيابي بانتخاب رئيس جديد للجمهورية من أجل التوصل الى معالجة نتائج الفراغ الطويل…».

دريان: الحوار سبيل وحيد

ومع تداخل 13 نيسان وعيد الفصح زمنياً، فقد أكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان «ان لبنان في وضع صعب ويجب أخذ الدروس والعبر مما حصل أيام حروب الفتنة…» داعياً الى «عدم الانجرار وراء الفتن والتجاذبات السياسية التي تعود على الجميع بالخسارة والى استمرار الحوار مهما كان الخطاب السياسي لأنه السبيل الوحيد في الوصول الى شاطىء الأمان…» ونبه الى ان «استمرار الوضع الشاذ في عدم انتخاب رئيس للجمهورية له أخطار…».

بدوره وإذ هنأ المسيحيين بالفصح المجيد، فقد شدد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن على «ضرورة استخلاص العبر واستقصاء الدروس من ذكرى 13 نيسان 1975 المشؤومة». داعياً الى «المسارعة في انتخاب رئيس للجمهورية…». من جهته هنأ المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان المسيحيين بالفصح، ودعا الى «أخذ العبر والدروس من الماضي لاسيما ذكرى 13 نيسان المشؤومة… وازالة هواجس الخوف والتشكيك والانطلاق مجدداً نحو بناء وطن انطلاقاً من انتخاب رئيس للجمهورية…».

عودة السائقين عبر المطار

على صعيد مختلف، فقد عاد الى لبنان عبر مطار رفيق الحريري، يوم أمس، ثمانية من أصل تسعة، من سائقي الشاحنات اللبنانية، الذين كانوا احتجزوا عند معبر النصيب بين سوريا والاردن من قبل «الجيش الحر»… وكان في استقبالهم وزير الزراعة اكرم شهيب الذي أكد «ان التواصل الكامل مع الاردن ومصر والسعودية أدى الى تحرير السائقين الثمانية، وبقي حسن الاتات، الذي نأمل عودته قريبا»…

الحريري التقى امير قطر في دبي والمشنوق في الرياض: لبنان لم يخرج من الحرب الاهلية ليدخل الحروب العربية

استقبل أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الرئيس سعد الحريري قبل ظهر امس في الديوان الأميري في الدوحة، في حضور الوزيرين السابقين باسم السبع وغطاس خوري ونادر الحريري. وحضر عن الجانب القطري: وزير الخارجية خالد العطية، رئيس الديوان الشيخ خالد بن خليفة، سكرتير الامير للشؤون السياسية علي بن فهد الهاجري، مدير إدارة الدراسات والبحوث في الديوان محمد بن ناصر الهاجري ومدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية السفير سعد المهندي.

وتناول اللقاء الذي استمر ساعة، المستجدات وتطورات الأوضاع في المنطقة، وتم التركيز على أهمية التضامن العربي الذي تجلى بعملية «عاصفة الحزم» لإعادة الأوضاع الى طبيعتها في اليمن، والتحديات التي تواجه المنطقة العربية عامة.

وخلال اللقاء، شكر الرئيس الحريري أمير قطر على الجهود الدؤوبة التي تبذلها قطر لإنهاء مأساة ملف العسكريين المخطوفين وتأمين عودتهم سالمين الى وطنهم وذويهم.

وغادر الرئيس الحريري ظهرا متوجها الى الرياض في المملكة العربية السعودية.

لقاء المشنوق

واستقبل الرئيس سعد الحريري في دارته في الرياض، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وأكد الحريري «أهمية الإنجازات التي تحققها قوى الأمن الداخلي في مجال مكافحة الإرهاب وآخرها الإنجاز الذي قامت به شعبة المعلومات في طرابلس».

ومن جهة ثانية، أكد الرئيس الحريري لمناسبة 13 نيسان ذكرى مرور اربعين عاما على الحرب الأهلية أنه «لا يمكن ان نحمي لبنان اذا لم نقفل الأبواب في وجه الحرائق المحيطة ونتوقف عن الذهاب اليها بانفسنا». وأشار عبر»تويتر» الى «أن لبنان لم يخرج من الحرب الأهلية ليدخل آتون الحروب العربية»، مؤكدا «أننا لن نسمح للحرب بأن تعود».