«ايلول طرفه بالشتا مبلول» لم ينطبق على ايلول هذا العام، فايلول هذا العام طرفه محمل بالامطار الغزيرة والسيول التي اجتاحت الاراضي الزراعي والمنازل في عدد من المنازل لاسيما في الشمال مسببة اضرار لعدد من المزارعين والاهالي.
فقد تساقطت امس الامطار بغزارة في مختلف المناطق العكارية، ساحلا ووسطا وعلى المرتفعات الجبلية التي شهدت ايضا عواصف برق ورعد.
سيول اعاقت المرور
وقد تسببت غزارة الامطار بسيول حملت معها الاتربة، الأمر الذي تسبب باعاقة حركة المرور، ما دفع بعدد من البلديات الى استخدام جرافات صغيرة لتعزيل الطرقات.
وافيد امس عن اخلاء منازل في بلدة حقل العزيمة – الضنية، من سكانها، بسبب تصدعات ظهرت فيها نتيجة تدفق مياه الأمطار الغزيرة إليها.
وتم الاخلاء باشراف البلدية وعناصر الدفاع المدني.
وافيد ايضا ان منطقة زغرتا شهدت بعد الظهر أمطارا غزيرة تسببت بسيول جارفة أدت الى ارتفاع منسوب مياه نهر رشعين في قضاء زغرتا، ودخول المياه إلى عدد من المطاعم منتشرة على ضفاف النهر.
اجتياح الوحول
وروى صاحب مطعم «جسر رشعين» سايد فنيانوس لـ»الوكالة الوطنية للاعلام»، ما حصل قائلا إن «كارثة كبيرة كادت تقع لولا العناية الإلهية، لأن المطعم كان ممتلئا بالرواد كما كل أحد، وفجأة سمعنا هديرا قويا للمياه فقمنا باخلاء المطعم فورا، ولم تمض لحظات حتى اجتاحت المياه الموحلة ارجاء المطعم ما تسبب بأضرار جسيمة في محتوياته».
وامس تساقطت الامطار بغزارة في الضنية، وادت الى قطع طرق عديدة في المنطقة بعدما غرقت بالمياه، والى تضرر سيارات وإلحاق أضرار واسعة بأراض زراعية وبيوت ومحال تجارية، فالطريق الرئيسية التي تربط الضنية بطرابلس تحولت إلى نهر للمياه غرقت فيه السيارات والمارة بعدما وصل إرتفاع المياه فيها الى نحو متر تقريبا، إما بسبب إنسداد قنوات تصريف مياه الأمطار أو نتيجة عدم قدرتها على استيعاب كميات المياة الغزيرة التي يقول معمرون إنهم لم يروا مثيلا لها منذ سنوات.
طرقات تحولت الى انهر
ففي بلدة بخعون، تحولت الطرقات إلى أنهر، جرفت معها الأتربة والحجارة، وفي بلدة حقل العزيمة تحولت الطريق إلى بركة مياه كبيرة علقت فيها السيارات والشاحنات نتيجة عدم قدرة قنوات تصريف المياه على استيعاب الأمطار الهاطلة، وتكرر المشهد ذاته في بلدات عاصون وسير وبقرصونا.
نداءات تحذيرية
وأدى تجمع الأمطار فوق جسر بخعون ـ طاران التي وصل ارتفاعها الى نحو متر، الى وقوع سيارات عديدة فيه، وانقطاع التواصل بين وسط وساحل الضنية من جهة وبين جرد الضنية من جهة ثانية.
وصدرت نداءات من البلديات ومراكز الدفاع المدني وناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي تدعو الأهالي إلى «عدم الخروج من بيوتهم إلا للضرورة القصوى، حرصا على سلامتهم، خصوصا في بلدات وقرى جرد الضنية، عين التينة، بيت الفقس، السفيرة، نمرين، قرصيتا وغيرها.
خير تفقد الاضرار
وعصر امس وصل الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، إلى الضنية، لتفقد الأضرار التي خلفتها الأمطار الغزيرة.
وكان في انتظاره عند مدخل بولفار مرشد الصمد في بلدة بخعون رئيس بلديتها زياد جمال، الذي أطلعه على الأضرار التي لحقت بالمنطقة، ثم توجها معا لتفقد الأضرار التي لحقت بالجسر الذي يربط بين بلدتي بخعون وطاران.
وينتظر أن يستكمل خير جولته في المنطقة للإطلاع ميدانيا على الأضرار التي وقعت فيها.
ورش الاغاثة
وقد بدأت امس الورش التابعة لاتحاد بلديات الضنية وبلديات القرى والدفاع المدني، في مساعدة المواطنين، الذي علقوا في بيوتهم أو على الطرقات، بسبب الأمطار الغزيرة وتدفق السيول والأتربة في مناطق الضنية، التي أحدثت أيضا، أضرارا جسيمة، بالممتلكات الخاصة والعامة.
ففي بلدة بخعون، عملت الورش الفنية، على إعادة فتح الطريق بين بلدتي بخعون وطاران، لمساعدة 6 أشخاص علقوا في المنطقة، ولم يستطيعوا عبور الطريق، بسبب الحجارة والأتربة التي جرفتها السيول.
وفي بلدة عاصون، أنقذت فرق الإنقاذ الجبلي، وفرق الإسعاف في جهاز الطوارئ والإغاثة في «الجمعية الطبية الإسلامية» شخصين علقا داخل سيارتهما.
كما قامت الورش الفنية، بإعادة فتح بولفار مرشد الصمد أمام السيارات، بعدما سدته الحجارة، التي سحبتها السيول.
وكذلك أعيد فتح جسر بخعون ـ طاران، الذي علقت فيه عدة سيارات، بعد تحوله إلى بركة كبيرة للمياه، لعدم قدرة قنوات تصريف مياه الأمطار على استيعاب كميات المياه الهاطلة.
وفي بلدة حقل العزيمة ونتيجة انسداد قنوات تصريف مياه الأمطار، وتحول الطريق إلى بركة مياه كبيرة، توقفت حركة السير كليا على طريق الضنية ـ طرابلس الرئيسي.
وفي بلدة بشطايل، أدى تدفق المياه من الأماكن المرتفعة، إلى قطع الطريق التي تربطها مع بلدة بخعون، وأفيد عن جرف السيول سيارة رابيد في طريقها، باتجاه وادي بشطايل، لكن لم يصب أحد بأذى.