تتخبّط الجمهورية بأزمات من شتى الانواع، منها السياسي والاقتصادي والمعيشي والبيئي، وتحلّ ذكرى استشهاد الرئيس بشير الجميل في 14 أيلول 1982، فيتحسّر اللبنانيون على الوضع الذي باتوا فيه بعد 36 عاما على اغتياله وعلى ما حلّ بالدولة – الحلم التي وعدهم بها، الا ان المناسبة تذكّرهم أيضا بأن قيامة لبنان من تحت الرماد ممكنة، وهي لا تتطلب الكثير، وقد فعلها بشير خلال واحد وعشرين يوما، لا أكثر..
في النفق
في اليوميات المحلية التي ترتفع فيها أكثر يوما بعد يوم صرخاتُ أطراف الانتاج، لا مؤشرات تدل الى قرب الخروج من نفق التأليف. وفي وقت يحكى عن اتصالات يجريها الرئيس المكلف سعد الحريري بعيدا من الاضواء مع غير طرف محلي، تركّز على البحث في التعديلات التي يمكن إدخالها الى المسودة التي سلّمها منذ اسابيع الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وذلك قبل لقاء محتمل بين الرجلين يسبق سفر رئيس الجمهورية الى نيويورك، لا يمكن حتى الساعة التكهّن في ما اذا كانت هذه المساعي ستثمر وستفتح ثغرة في الجدار الحكومي، أم لا، خاصة وأن أي تبدل في مواقف القوى السياسية لم يسجل في الآونة الاخيرة.
فرنسا على خط المساعي؟!
ويبدو ان فرنسا تدرس القيام بتحرّك ما يساعد في كسر الجمود السائد. وفي حين ترجّح مصادر مطّلعة إيفاد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أحد مندوبيه الى بيروت، فيلتقي المسؤولين اللبنانيين ويحثّهم على الاسراع في تشكيل حكومة تعتمد النأي بالنفس حفاظا على المساعدات الدولية للبنان وأبرزها مساعدات مؤتمر سيدر، استقبل الرئيس الحريري ظهر امس في «بيت الوسط» السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه وبحث معه المستجدات والعلاقات الثنائية. وعلم لاحقا أن فرنسا حذرت من أن «سيدر 1» تنتهي مفاعيله في حال لم تحل الأزمة الحكومية في أسرع وقت.
بين السياسة والرياضة
واغتنم رئيس مجلس النواب نبيه بري تهنئته المنتخب اللبناني بفوزه على المنتخب الصيني في اطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم لكرة السلة، لتوجيه رسالة سياسية، فقال: هي روحية العمل كفريق واحد والجهد الجماعي دائما تثمر انجازات، مبروك للبنان هذا الانجاز.. وحبذا لو نقارب أزمتنا السياسية الراهنة التي تكاد تدخل مرحلة الاستعصاء بنفس الروحية والجهد الرياضيين، حتما عندها سنضيف انجازا للبنانيين وهو انجاز بات مطلبا ملحا لكل اللبنانيين، ومن الجريمة بمكان الاخفاق في انجازه.
تحديات أساسية
من جانبه، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الديمان، المنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في لبنان منسق الشؤون الإنسانية فيليب لازاريني، وكانت جولة أفق، تم خلالها «عرض الحاجة الملحة اليوم لتشكيل الحكومة الجديدة لمواجهة التحديات الأساسية وخاصة الإقتصادية والإجتماعية».كما تم البحث في دور الأمم المتحدة في دعم عودة النازحين السوريين والحفاظ على حقوقهم.