IMLebanon

ماكرون سيثير مع عون الضغوط على الحريري… الحكومة آتية ولكن ليس خلال ساعات  

 

 

كتبت تيريز القسيس صعب:

 

اشارت مصادر سياسية على خط تشكيل الحكومة ان كلمة السر في الافراج عن الحكومة الجديدة تكمن في اللقاء المنتظر بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل، والذي من غير الممكن ان يحصل الا بعد عودة الرئيس عون من ارمينيا. وقالت ان هذا اللقاء مستبعد ان يحصل قبل ان يتحدث الوزير باسيل اليوم خلال برنامج تلفزيوني، وبالتالي معرفة ما سيقوله ويعرضه بعد الضجة التي اثيرت حول مؤتمره الاخير.

 

الا ان المصادر توقعت ان يشارك باسيل في اللقاء المنتظر غدا الجمعة مع الرئيس الفرنسي ايمانوييل ماكرون والرئيس ميشال عون، والتي عولت عليه كثيراً، ان من حيث المواضيع التي سيتم التطرق اليها او المعطيات التي سترشح عن اللقاء.

 

في المسار الصحيح

 

الى ذلك فإن كل المعطيات المتجمعة في الافق الحكومي تشير بوضوح الى ان قرار تشكيل الحكومة اتخذ، والمفاوضات قطعت شوطا بعيدا في اتجاه الولادة التي يتوقعها بعض المغالين في التفاؤل فور عودة الرئيس ميشال عون من ارمينيا التي توجه اليها أمس على رأس وفد رسمي للمشاركة في أعمال القمة الفرنكوفونية السابعة عشرة في 11 و12 الجاري، خلافا لتوقعات رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يحاذر الغوص في التفاؤل نسبة للتجربة، مكررا امام زواره في لقاء الاربعاء النيابي اليوم مقولة «ما تقول فول تيصير بالمكيول»، مشيرا الى ان لا حكومة قبل نهاية الشهر نظرا الى سفر عون.

 

بانتظار بعض «الرتوش»

وترى مصادر تتابع المفاوضات الجارية على خط المقار السياسية المعنية، ان الحكومة قد تكون شارفت على ابصار النور، من دون ان يعني ذلك انها ستولد خلال الساعات المقبلة انما الارجح خلال اسبوعين، استنادا الى ان جملة العقد التي كانت تقف حاجزا امام الولادة حتى الساعة إما حُلَت او انها شارفت على الحل وما زالت تنقصها بعض «الروتوش». فالعقدة الدرزية شقت طريقها في اتجاه الفكفكة تدريجيا، ذلك ان مواقف جنبلاط التليينية التي وضع من خلالها الحل في عهدة الرئيسين عون وبري، لاقتها في نصف الطريق اخرى للوزير طلال ارسلان الذي نقل نفسه من موقع التوزير الى المُشارك في البحث عن حل. اما العقدة السنية فتلاشت ولم يعد حتى حلفاء سنّة 8 اذار يأتون على ذكرها بمن فيهم حزب الله الذي يبدو انه ليس في وارد خوض معارك عن اي كان في الملف الحكومي وهمّه منصب بالكامل على التشكيل في أسرع وقت

 

«ام العقد»

 

اما امّ العقد العالقة بين معراب وميرنا الشالوحي فالحديث يدور عن اقترابها من انفراج وشيك عبر حلول من شأنها ان ترضي الطرفين، رفضت المصادر الافصاح عن مضمونها. واوضحت المصادر ان عاملين رئيسين حتّما على جميع القوى السياسة، لاسيما المتصلبة في مواقفها، التراجع خطوات الى الوراء الاول سياسي محلي يتصل ببلوغها الحائط المسدود في محاولات فرض امر واقع على الرئيس المكلف سعد الحريري، توازيا مع ضغط متعاظم عليها من الداخل والخارج للكفّ عن التلاعب بمصير البلاد التي بلغت حافة الهاوية وأكثر، اما الثاني فاقتصادي لم يعد خافيا على احد ويتمثل بالتحذيرات الدولية لا سيما الفرنسية من مغبة اضاعة فرصة مؤتمر «سيدر» التي قد لا تتكرر في ما لو تحولت مساعداته الى مكان آخر، وهو ما سيثيره الرئيس ايمانويل ماكرون مع الرئيس عون في لقائهما المرتقب على هامش القمة الفرنكوفونية خلال الساعات المقبلة، نسبة للموقف الحرج الذي وضع لبنان الرئيس الفرنسي فيه تجاه الدول المانحة التي بادر الى دعوتها للمؤتمر.

 

محلية بامتياز؟!

 

ولفتت الى ان الاصرار على ربط عقدة التأليف بالخارج لا اساس له من الصحة، فالعقبات محلية بامتياز، ولا تتصل لا بمحطات ولا بمواعيد اقليمية ودولية ذهب البعض الى ربطها تارة بالانتخابات الاميركية النصفية مطلع تشرين الثاني المقبل وطورا ببدء فرض العقوبات الاميركية على ايران.

 

وأشارت المصادر الى ان مواقف الرئيس الحريري امس لاسيما لناحية قوله «إذا اعتذرت عن عدم التشكيل، فإنني لن أطلب من أحد أن يكلفني»، تدخل ضمن اطار الضغط على المعرقلين لتقديم التنازلات التي مازالت تعوق احراز التقدم المطلوب، وتوجيه رسائل تحذيرية من مغبة دفعه الى هذه النقطة التي يدرك هؤلاء تحديدا مدى خطورتها والى اين يمكن ان تقود البلاد. اما انتقاده للوزير باسيل في موقف هو الاول من نوعه منذ التسوية الرئاسية، فهدفه حكما قطع الطريق على محاولة فرض معايير للتشكيل لان لا معيار سوى ما يشير اليه الدستور.