في وقت كانت الأنظار والاهتمامات والمتابعات مشدودة الى ما بعد «الأيام العشرة» التي كان الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري حددها كسقف زمني لتأليف الحكومة العتيدة، وعمل على تمديدها من دون أن يعلن عن ذلك، فقد استأثر بالاهتمام والمتابعات أمس، حدث بلغ الأهمية تمثل بفتح معبر جابر نصيب المقفل منذ ثلاث سنوات بين الاردن وسوريا، وما سيكون لذلك من تأثيرات ايجابية على الاقتصاد اللبناني… وحدث آخر تمثل بمغادرة دفعة جديدة من النازحين السوريين الى بلداتهم، عبر ثلاثة معابر، وبإشراف وتنظيم مباشر من المديرية العامة للأمن العام اللبناني…
ومع هذا فإنّ ما شهدته الساحة السياسية اللبنانية، في الأيام الأخيرة الماضية، من سجالات ومناكفات وتبادل اتهامات وتوترات سياسية بين «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر»، أثار قلقاً واسعاً على خلفية ما يمكن أن يتركه ذلك، إذا لم يعمل على احتوائه، من تداعيات على مستوى الاستحقاق الحكومي، خصوصاً وأنّ «العقدة الدرزية» عادت الى مربط الأول… والجميع يتطلع بكثير من الاهتمام الى اللقاء المنتظر، الذي لم يحدد موعده بعد، بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، وما يمكن أن يؤول إليه من اتفاق على التشكيلة الحكومية المنتظرة وعمل عليها الرئيس الحريري طوال أيام وأسابيع… هذا في وقت أكدت مصادر وثيقة الصلة بالقصر الجمهوري لـ»الشرق» أنّ الرئيس العماد عون يعتبر لقاءه والرئيس المكلف سعد الحريري بالغ الأهمية… والقلوب مفتوحة قبل الأبواب آملاً أن تكون ما آلت إليه المساعي المبذولة على خطوط إزالة العقد، قد حققت تقدماً، لأنّ ليس للبنان من مصلحة في إضاعة المزيد من الوقت…».
القصر الجمهوري
الى ذلك، فقد شهد القصر الجمهوري أمس، حركة لقاءات سياسية وإنمائية وثقافية لافتة… وقد نوّه الرئيس العماد عون بفتح معبر جابر نصيب، معتبراً أنّ هذا الأمر سيعود بالفائدة على لبنان ويعيد وصله براً بعمقه العربي، بعد ثلاث سنوات على إقفاله، مشدداً على أنّ فتح هذا المعبر سينعش مختلف القطاعات الانتاجية في لبنان، داعياً جميع المسؤولين في لبنان أن يستغلوا كافة الفرص المتاحة لدعم الاقتصاد الوطني.
فإذا كان فتح معبر نصيب أنعش جسد الاقتصاد اللبناني المنهك بالاثقال السياسية… فإنّ الإنتعاش السياسي المنشود على ضفة تشكيل الحكومة لا يزال قيد الترقب والانتظار وهو لم يشهد عملياً، أي خطوات، أقله علينا وبدا مساره كأنه أخضع للجمود…
وإذ تابع الرئيس عون التحضيرات لانعقاد القمة العربية الاقتصادية المقررة في بيروت في 20 كانون الثاني المقبل، فقد نقل إليه الوزير نقولا تويني رسالة من الرئيس السوداني عمر حسن البشير أشاد فيها بمواقف الرئيس عون و»الدور الذي يلعبه للمحافظة على الاستقرار في لبنان والدفاع عن القضايا العربية العادلة، وفي السياق فقد كانت لرئيس الجمهورية سلسلة أنشطة حيث استقبل على التوالي وزير الدفاع يعقوب الصراب والرئيس الجديد لجامعة البلمند الياس الوراق، كما استقبل وزير السياحة اواديس كيدينيان… وسياسياً التقى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف الذي أشاد بمواقف الرئيس عون، ولافتاً الى أن للحزب «الحق في التمثيل في الحكومة الجديدة..».
«بيت الوسط»
هذا وفي وقت كان الرئيس المكلف سعد الحريري يتابع من «بيت الوسط» أنشطته واتصالاته، حيث استقبل سفير كوريا الجنوبية وبحث معه العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، كما استقبل الوزير السابق نبيل دوفريج وعرض معه التطورات…
باسيل – نصرالله
وبانتظار اللقاء المرتقب مع الرئيس عون، فقد تسربت معلومات عن لقاء بين رئيس «التيار الوطني الحر» (الوزير جبران باسيل) والأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله الذي أثنى على مواقف الرئيس عون ومؤكداً «أنّ الوقت حان لتشكيل الحكومة الجديدة سريعاً ووضع حد للفراغ الذي بات يهدد بعواقب سلبية».
دريان
الى ذلك، لم يغب ما تتعرض له المملكة العربية السعودية من ابتزاز عن المواقف اللبنانية، وفي هذا، فقد أبدى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان أسفه لما تتعرض له المملكة من سهام حاقدة وخبيثة تهدف للنيل من سياستها الحكيمة والرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده.. مؤكداً ان «حملة الإبتزاز السياسي على المملكة، قبلة المسلمين فيها استفزاز وتحد لمشاعر أكثر من مليار مسلم..».
هيئة المجلس
برلمانياً، وإذ تابع رئيس المجلس نبيه بري حضوره في جنيڤ فمن المقرر أن يعقد المجلس النيابي الحادية عشرة قبل ظهر اليوم الثلاثاء جلسة لانتخاب هيئة مكتب تضم أميني سر وثلاثة مفوضين إضافة الى أعضاء اللجان النيابية ورؤسائها ومقرريها، وذلك عملاً بالنظام الداخلي الذي يدعو المجلس الى تجديد مطبخه التشريعي كل عام بعيد بدء الدورة العادية الثانية في الخامس عشر من تشرين الاول…
تمويل الدواء
وفي السياق، فقد حضرت مسألة تمويل الدواء في اجتماع عقدته لجنة المال والموازنة النيابية برئاسة النائب إبراهيم كنعان وحضور وزير الصحة غسان حاصباني.. وقد أعلن كنعان الموافقة المبدئية على اعتماد الـ75 مليار ليرة للدواء بانتظار استكمال الملف من قبل وزارة الصحة..
التوظيف العشوائي
إلى ذلك، فقد لفت عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله ان «موضوع الوظائف الوهمية يطال حقوق الشباب في الحصول على فرص عمل داخل مؤسسات الدولة وفق معيار الكفاءة..» وبشأن الأسلاك العسكرية والأمنية طلب أن تكون الامتحانات نزيهة وتعلن النتائج مع العلامات وبالترتيب ولا يدخل على القطاع إلا من فاز بكفاءته وألاّ يكون هناك تدخل من أي حزب أو زعيم أو فاعلية..».
باسيل في «بيت الوسط»
استقبل الرئيس المكلف سعد الحريري في «بيت الوسط» وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسل.
وكان الرئيس الحريري استقبل الوزيرين ملحم الرياشي وطلال أرسلان
الرياشي: الحكومة خلال ايام او اكثر.. بري سهّل.. وطريقة الرئيس المكلف منتجة
استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في «بيت الوسط» رؤساء الحكومات السابقين: فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي وتمام سلام وجرى خلال اللقاء التشاور في الأوضاع العامة وآخر المستجدات، ولا سيما ما يتعلق منها بملف تشكيل الحكومة.
كما التقى الحريري وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي الذي اكد بعد اللقاء أن «الأمور تتجه في اتجاهات إيجابية، وخلال أيام أو أكثر بقليل، ان شاءالله نشهد ولادة الحكومة»، لافتا إلى أن «الحريري متفائل ويعمل على قدم وساق لتحقيق هذه الغاية»، مبينا أن «هناك عراقيل ومطبات عديدة، ولكن يمكنه الوصول إلى نتيجة».
واشار الى أن «الطريقة التي يعمل بها الحريري يمكن أن تؤدي إلى إنتاج حكومة في وقت قريب، وهناك جدية كبيرة من قبله في هذا الإطار»، منوها بأن «الحريري واجه عراقيل عديدة ويعمل على تذليلها، والأمور باذن الله خير».
وأوضح الرياشي أن «لا شيء إسمه حصة «حزب القوات اللبنانية» بل هناك حجم «القوات اللبنانية» التمثيلي الطبيعي في الحكومة، والتسهيلات التي قدمتها «القوات» ووصلت إلى حدود التضحيات»، مشيرا إلى أن «رئيس مجلس النواب نبيه بري سهل التشكيل».
ورأى أن «ما حصل في ذكرى 13 تشرين معيب للمصالحة وللمسيحيين واللبنانيين، والبيان الصادر عن «التيار الوطني الحر» اليوم جيد ويخدم المصالحة».
واضاف ردا على سؤال حول الهجوم على السعودية: «ان كلام رئيس الحكومة في هذا المضمار هو معبر خير تعبير عن أهمية قوة عربية كالمملكة السعودية واهمية الحفاظ عليها، والتي يظهر ان البعض يسعى جديا الى إيذائها وهذا ما نرفضه بقوة، لان المملكة هي عنصر قوي لصناعة التوازن والسلام في المنطقة».
والتقى الرئيس الحريري الوزير طلال ارسلان الذي قال بعد اللقاء : من واجبنا ان نسهل مهمة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في التشكيل ولكن ليس على حساب الغائنا من الوجود، وابلغت الرئيس الحريري انني تنازلت عن وجودي الشخصي بالحكومة، ومن ثم وافقنا على عدم تسمية حزبيين في الحكومة، وبعدها وافقنا على تسمية اصحاب كفاءة من مناصري الحزب الديمقراطي، واكثر من ذلك لا استطيع التنازل، وابلغته ايضا ان لا نوايا لكسر احد او اظهار ان هناك من ربح او خسارة، ونحن مع ربح الجميع.
واكد ارسلان انه حاضر لاي لقاء يجمع مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط برعاية الرئيس ميشال عون او الحريري لاظهار نوايانا اننا لسنا مع مبدأ التحدي او الحصر، ونحن لا نسمح لاحد بإلغائنا وهذا حق طبيعي لوجودنا وما نمثل في البلد، ويدنا ممدودة للجميع للمصالحة واعادة الامور الى نصابها في اطار الاحترام المتبادل، لانه في النهاية الحكومة هي حكومة وحدة وطنية.
وكان الحريري التقى قبل الظهر سفير كوريا الجنوبية Ycong man Lee وبحث معه في العلاقات الثنائية وسبل تطويرها.
واستقبل الرئيس الحريري الوزير السابق نبيل دو فريج وعرض معه الاوضاع العامة.
استقبل سفير لبنان في لاهاي عبد الستار عيسى وزوده بالتوجيهات اللازمة.
كذلك التقى الرئيس الحريري وفدا من شركة «غولدمان ساكس» برئاسة ألكسندر الريس وعرض معه للبيئة الاستثمارية في لبنان.